كيف تستطيع كلماتي أن تعبر عن مشاعري في رثاء قائد من أهم قادة العصر الحديث، قائد الإنسانية، وصاحب أعلى وسام أميركي "الاستحقاق العسكري برتبة قائد أعلى"، ويكفينا شرفا ورفعة- نحن الكويتيين- أن أميرنا الشيخ صباح الأحمد رحل ولم يسجل عليه أنه صافح أي مسؤول صهيوني طيلة عمله الدبلوماسي الطويل. وكأن السماء أنصفته من هذا، ونحن نعيش جو التطبيع في إقليمنا العربي، حيث أفنى فقيد الأمة العربية حياته دفاعاً عن قضايا الأمة العربية والخليجية، والدفاع بشكل خاص عن القضية الفلسطينية، وفك التشابكات في تعارض المصالح في أنحاء العالم مهما كانت حدتها بكل يسر وسهولة لخبرته الطويلة في هذا المجال، والتي امتدت لأكثر من نصف قرن من الزمان.
ومن حق فقيدنا الذي نعاه قادة العالم المتحضر ومنظماته الدولية أن نذكر له بعض هذه المساهمات في إصلاح ذات البين، وهي على النحو التالي:- في عام 1966شارك، رحمه الله، بكل فاعلية في اللقاء الذي نظمته الأحزاب المتنافسة مع ممثلي السعودية ومصر لوضع حد للحرب الأهلية في اليمن.- عام 1972 أشرف على توقيع اتفاقية السلام بين اليمن الشمالي واليمن الجنوبي.- عام 1978 كان، رحمه الله، مبعوث الوساطة في الحرب الأهلية اللبنانية بين الفصائل والأحزاب المتنازعة، قادها بكل حنكة وانتهت باتفاق الطائف.- عام 2011 قاد الوساطة بين عمان والإمارات وإنهاء الخلاف.- عام 2014 توسط بين السعودية والإمارات في جانب وقطر في الجانب الآخر.- عام 2017 الوساطة بين السعودية والإمارات والبحرين في جانب وقطر في الجانب الآخر، والكل تابع كيف لقائد في الثامنة والثمانين من العمر في ذلك الوقت، أن يتنقل وخلال أربع وعشرين ساعة بين ثلاث عواصم: الرياض وأبوظبي والدوحة، وعقد اجتماعات ونقاشات هدفها تقريب وجهات النظر بين أطراف الخلاف، وهو صائم في شهر رمضان.قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصدقة والصلاة؟ قلنا: بلى، قال: إصلاح ذات البين".اللهم اكتب له الأجر.ختاماً:حقا إنها ليلة حزينة خيمت على الكويت برحيل قائد مسيرتنا، المغفور له بإذن الله، الشيخ صباح الأحمد طيب الله ثراه، وعزاؤنا الوحيد وجود صاحب السمو أمير البلاد المفدى الشيخ نواف الأحمد، أطال الله عمره، فهو خير خلف لخير سلف، حيث أكد سموه في النطق السامي المحافظة على الدستور، وتعهد أن يبذل كل جهده في سبيل الحفاظ على الكويت ورفعتها وضمان كرامة شعبها ورفاهيته. كلمات في نظرنا لها ما بعدها من إجراءات كفيلة في القضاء على منظومة الفساد. اللهم ارحم واغفر وتجاوز عن أميرنا الشيخ صباح الأحمد وأدخله فسيح جناتك. اللهم وفق وسدد خطى صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد وارزقه البطانة الصالحة التي تعينه على أداء الأمانة. اللهم قدر للكويت رجال دولة أقوياء، شرفاء، أمناء.
مقالات - اضافات
«High Light»: ليلة الكويت الحزينة
02-10-2020