قال سفير لبنان السابق في الكويت، د. خضر حلوة، إن سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد استطاع أن يحلّق بالكويت سياسياً واقتصادياً وعمرانياً واجتماعياً الى أعلى المنابر، رغم صغر مساحتها جغرافيا، حتى باتت بلد اللقاءات المهمة والمؤتمرات الدولية والقمم العربية وغير العربية.وأضاف حلوة، في تصريح أمس، أنه برحيل سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، رحلت معه حقبة طويلة حافلة بالأحداث والصراعات والتحديات والتعديات في العالم العربي تحديداً، وكان خلالها، على مدار ستة عقود تقريباً، الأمير الحاضر والناشط والمتحرك الدائم كالدينامو، مضيفا أن سموه كان لا يهدأ له بال إذا اختلف الإخوة، ولا يتجاهل العُقد والمشاكل، بل يسعى دون كلل أو ملل الى حلها ومحاولة التقريب بوجهات النظر، ورأب التصدعات الكثيرة التي مرت بها البلاد العربية.
أمير الدبلوماسية
وأردف أن سموه، يرحمه الله، كان أمير الدبلوماسية الكويتية أولاً، وهو الذي أسسها على قواعد صلبة، بدءًا من الموارد البشرية ذات المستوى الرفيع في أدائها، الى الدور الذي أدته الدبلوماسية الكويتية التي رعاها حفاظا على السمعة النظيفة التي تحلت بها، وعلى الأدوار التي لعبتها تحت إشرافه الشخصي حين كان وزيراً ثم اميراً متابعاً لكل ما يجري في الكويت، وفي العالم العربي، وفي العالم الأممي. وتابع: كان الأمير الراحل رجل المهمات الصعبة، فلا يهاب المواجهة، ولا يخشى المصاعب، ولا يغضّ الطرف عن نزاع أو تشنج او عدوان، بل وحتى في أواخر العمر لم يتوان عن فعل الممكن والمستحيل للحفاظ على تماسك مجلس التعاون الخليجي ووحدته، مردفا: ولنا في حراكه الديناميكي أمثال وأمثال، بدءا من لبنان الى سورية الى العراق الى إيران الى المغرب والمشرق والى اليمن والسودان والى كل ناحية من نواحي المعمورة كلها.أهداف سامية
وأشار الى الحركة المستدامة لمؤسسات الكويت المتعددة الأهداف السامية في عهده، يرحمه الله، ومنها مؤسسة التقدم العلمي، وجمعية الهلال الأحمر الكويتي، والصندوق العربي للإنماء، والصندوق الكويتي للتنمية، وغرفة التجارة والصناعة وغيرها وغيرها من مؤسسات لامعة بنشاطاتها وبإداراتها البشرية ذات المستوى العلمي الرفيع، مؤكدا أن هذه المؤسسات أدت أدورا ثاقبة ومؤثرة في إنماء بلدان من الشرق والغرب عبر الدعم المالي المدروس والسخي والهادف الى تطوير البشرية والرفع من شأنها عبر التعليم والصحة والزراعة والإنتاج لتستحق الكويت أن يلقب أميرها الراحل بقائد الإنسانية.ولفت السفير حلوة إلى أن الحديث عن الراحل الكبير صباح الأحمد لا ينتهي، خاصةً فيما يتعلق بلبنان الذي أحبه هو وكل أسرة آل الصباح الكرام، وكذلك الكويتيون العاشقون لهذا البلد ولأهله والحزينون على تاريخه المجيد الذي كان لهم اليد الطولى في ازدهاره عبر الاستثمارات وعبر السكن في ربوعه.النضال والحق
وأكد أن الأمير الراحل لم يتخلّ عن لبنان في أحلك الظروف، حيث لا توجد منطقة في لبنان من أقصاه الى أدناه إلا وتوجد آثار اليد الكويتية النظيفة التي لا غاية سياسية لها فيه ولا تمايز ديني أو مذهبي او عقائدي، وإنما هو حب أو تناغم او انسجام بين شعبين متشابهين بالجغرافيا، وبالحدود والطبائع والعادات والتركيبة البشرية وبالتعلّق بالحرية واحترام الرأي، والنضال والحق.وقال إنها كويت صباح الأحمد الذي برحيله سيفتقده الجميع، لكن لن ننساه بمآثره وإنجازاته التي ستكتمل مع سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد ومع أسرة آل الصباح الكريمة التي تزخر وتفخر بأفرادها وأبنائها الذين يكملون المسيرة بثقة وثبات حفاظاً على العهد وعلى التاريخ المجيد لهذا البلد الحبيب.