«الاستحقاق الأميركي برتبة قائد أعلى» آخر أوسمة الأمير الراحل

• تقديراً لمسيرة سموه الحافلة بالإنجازات في الميادين العسكرية والسياسية والإنسانية
• البيت الأبيض: كان صديقاً وشريكاً وزعيماً لا غنى عنه في الشرق الأوسط
• ناصر الصباح: اعتراف بالدور الكبير لسموه في تعزيز علاقات التعاون والشراكة

نشر في 03-10-2020
آخر تحديث 03-10-2020 | 00:03
بعد سلسلة من العطاءات والإنجازات التي تميزت بها حياة الأمير الراحل، طيب الله ثراه، واستحق عليها الكثير من الأوسمة الرفيعة المستحقة، واعترافاً بالدور الإنساني والدبلوماسي الكبير الذي بذله سموه إقليمياً وعالمياً، جاء التكريم الأخير للراحل الكبير من قبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي منح سموه وسام الاستحقاق العسكري برتبة «قائد أعلى»، تتويجا للمسيرة الرائدة التي كانت ومازالت محط إعجاب وتقدير العالم بأسره.

ففي الثامن عشر من سبتمبر الماضي، منح الرئيس ترامب سمو الأمير الراحل وسام الاستحقاق العسكري برتبة «قائد أعلى»، والذي تسلمه نيابة عنه الشيخ ناصر صباح الأحمد، خلال حفل خاص جرى في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض بواشنطن، وأعرب ناصر الصباح للرئيس الأميركي خلال مراسم تسلم وسام الاستحقاق عن بالغ الشكر والتقدير من سمو الأمير الراحل والكويت على هذه المبادرة الكريمة، التي تعكس المكانة العزيزة لسموه وللكويت لدى الإدارة الأميركية.

كما قال ناصر الصباح، إن هذه المبادرة الكريمة تمثل اعترافا بالدور الكبير والمسيرة الدؤوبة لسمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد في بناء وتعزيز علاقات التعاون الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، انطلاقا من علاقات الشراكة والصداقة التي تجمع بلدينا وشعبينا على مدى عقود.

وقال البيت الأبيض، في بيان له، إن منح سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد هذا الوسام، يأتي عرفانا من الولايات المتحدة لسموه «كزعيم في الشرق الأوسط لعقود، فقد كان الأمير صديقا وشريكا، وقدّم دعما لا غنى عنه للولايات المتحدة خلال عملياتها العسكرية في المنطقة».

وأشار إلى أن «الأمير كان دبلوماسيا لا مثيل له، إذ شغل منصب وزير خارجية بلاده مدة 40 عاما، ونجحت وساطته الدؤوبة في حل النزاعات في الشرق الأوسط، وتجاوز الانقسامات في ظل أصعب الظروف».

ولفت البيت الأبيض إلى أن وسام الاستحقاق العسكري برتبة قائد أعلى هو وسام مرموق نادراً ما يتم منحه، ولا يجري ذلك إلا من قبل الرئيس الأميركي، كما أنه يمنح عادة لرؤساء الدول أو رؤساء الحكومات، وتم منحه آخر مرة عام 1991.

وذكر وزير الديوان الأميري الكويتي الشيخ علي الجراح أن «التكريم من الرئيس الأميركي يأتي اعترافا بالجهود العظيمة والدؤوبة والدور الكبير لسمو الأمير الراحل في المنطقة والعالم، وتتويجا لعلاقات الشراكة التاريخية والمتميزة بين دولة الكويت والولايات المتحدة الأميركية، وتزامنا مع الذكرى الستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الصديقين.

جهود عظيمة

ونجح سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، رحمه الله، خلال عقود طويلة من حياته في اطفاء نار الحروب المشتعلة بين بعض الدول وحل الخلافات بينها، والقيام بدور الوساطة والمصالحة، وفي ما يلي استعراض لأهم إنجازات سموه في هذا الصعيد:

• شارك في اللقاء الذي نظمته الأحزاب المتنافسة في اليمن مع ممثلي مصر والسعودية لوضع حد للحرب الأهلية هناك.

• توقيع اتفاقية سلام بين اليمن الجنوبي واليمن الشمالي عندما قام بزيارة للدولتين في أكتوبر 1972.

• قام بين عامي 1980 و1984 بوساطة ناجحة بين سلطنة عمان وجمهورية اليمن الديمقراطية نتج عنها انتهاء الحرب الإعلامية بينهما واحترام حسن الجوار وإقامة علاقات دبلوماسية.

• لعبت الكويت خلال فترة تولي سموه وزارة الخارجية، دوراً كبيراً في الحفاظ على وحدة التراب اللبناني خلال الحرب الأهلية التي استمرت قرابة 14 عاماً (1975-1989).

• قاد الوساطة بين قطر وبعض الدول الخليجية لإنهاء الخلاف بينهم، حرصا من سموه على وحدة الصف الخليجي.

• وجه لتنظيم 3 مؤتمرات دولية للمانحين على أرض الكويت لمساعدة الشعب السوري ودعم الوضع الإنساني في سورية.

• رعى سموه افتتاح مؤتمر الكويت الدولي لإعادة إعمار العراق عقب تحرير مدن العراق من براثن ما يسمى بتنظيم «داعش» الإرهابي، ووصلت قيمة التعهدات الدولية إلى 30 مليار دولار.

• لعب دورا بارزا في الأزمة اليمنية من خلال استضافة محادثات السلام، وانهاء الصراع بين الفرقاء اليمنيين عام 2016.

• قدمت الكويت التسهيلات اللازمة لقوات التحالف في حربها على «داعش» الإرهابي.

لقد بذل سموه، رحمه الله، جهودا حثيثة في محاولة رأب الصدع الخليجي، كما أخذ على عاتقه منذ أن كان وزيرا للخارجية على تجميع شمل العرب وسعيه الدؤوب لتعزيز العمل العربي المشترك، والدعوة في أكثر من مناسبة إلى تجاوز الخلافات العربية عبر مشاركته في كل الجهود واللقاءات للارتقاء بالعمل المشترك وتحقيق المعالجة لقضايا الأمة العربية، ومبادراته المستمرة لعقد المؤتمرات الضرورية لهذا الصدد.

وعلى المستوى الدولي، سعى رحمه الله إلى نقل هموم العالم العربي والإسلامي من خلال عضوية الكويت في مجلس الأمن، والمشاركة في الجهود المبذولة لتحقيق الأمن والسلام في المنطقة والعالم، وبما يجسد الدفاع عن قضايا الأمة العربية والإسلامية وفي مقدمة تلك القضايا القضية الفلسطينية.

ما وسام الاستحقاق العسكري؟

يعتبر وسام الاستحقاق العسكري برتبة قائد أعلى من الأوسمة العسكرية المرموقة، التي نادرًا ما يتم منحها، ولا يجري ذلك إلا من قبل الرئيس الأميركي، ويُمنح لأفراد القوات النظامية السبعة في الولايات المتحدة، فضلًا عن الشخصيات العسكرية والسياسية من الحكومات الأجنبية، وهو وسام رفيع لم يحصل عليه في تاريخ الولايات المتحدة سوى 11 رئيس دولة فقط، ناله آخرهم قبل ثلاثة عقود.

ويتكون الوسام من قطعتين مدمجتين في بعضهما، فالأولى عبارة عن نجمة خماسية برونزية مزينة بالأبيض والأحمر، تعتلي قطعة دائرية برونزية أخرى.

وأشار موقع وأرشيف «إي ميدالز»، المتخصص في شرح تاريخ الأوسمة والنياشين العسكرية، أن وسام «الاستحقاق العسكري» عبارة عن 4 مستويات للحاصلين على هذا النوع من الأوسمة: مستوى الرؤساء القادة، والذي يمنح لرؤساء الدول والحكومات، ثم مستوى القادة ويمنح لأفراد الخدمة العسكرية، ثم مستوى الضباط، ثم مستوى «الفيلق»، والذي يمنح لأي شخص دون الفئات السابقة.

ويتخذ وسام الاستحقاق، المرتبة السابعة في سلم الأوسمة العسكرية الأميركية، وعادة ما يمنح هذا الوسام، حاليا، لأفراد الجيش، ومشاة البحرية، والقوات الجوية، وضباط البحرية وخفر السواحل، بالإضافة إلى شخصيات ذات مناصب عسكرية وقيادية عليا.

كما يمنح الوسام أيضا إلى الضباط من رتب أقل في عدد من خدمات القوات المسلحة الأميركية، ولكن بنسبة أقل عن المناصب التي ذكرت سلفا.

وأول من تقلد بهذا الوسام كان الجنرال البريطاني كينيث آندرسون، في 1943، وآخر من تقلده الجنرال البريطاني لابيللير، والجنرال روكجيوفر في 1991.

ومن أبرز القادة الذين مُنحوا هذا الوسام: الرئيس الصيني جيانغ كاي شيك (1943)، وملك بريطانيا جورج السادس (1945)، وملك السعودية عبدالعزيز آل سعود (1947)، وشاه إيران محمد رضا بهلوي (1947)، ورئيس وزراء أستراليا روبرت مينزيس (1950)، وملك اليونان بال الأول (1953)، ورئيس فنزويلا ماركوس جيمينز (1954)،

إضافة إلى رئيسي تركيا جلال بيار وكينان إيفران (في عامي 1954 و1988)، وملك تايلند بهويمبول (1960).

الأمير الراحل ثاني قائد عربي ينال الوسام بعد ملك السعودية الراحل عبدالعزيز آل سعود

الوسام مرموق جداً ونادراً ما يُمنح ولا يتم ذلك إلا من الرئيس الأميركي
back to top