قال سفير الكويت لدى الأردن عزيز الديحاني، أمس، إن حجم المشاركة الرسمية والشعبية الأردنية في عزاء المغفور له سمو أمير البلاد الراحل الشيخ صباح الأحمد طيب الله ثراه أكدت وفاء الأردنيين لمواقف «القائد العروبي والإسلامي الحكيم».

وأضاف الديحاني لـ «كونا» في ثالث أيام استقبال المعزين في مقر السفارة بعمّان أنه استشعر حزن الأشقاء الشديد على رحيل فقيد الكويت الكبير والأمتين العربية والإسلامية كما التمس المكانة الخاصة التي احتلها سمو الأمير الراحل في قلوب الأردنيين.

Ad

وذكر أن هناك حالة من الإجماع في المملكة على أن رحيل حكيم العرب وأمير الإنسانية «خسارة فادحة للمنطقة» إذ تشهد له سيرته الداعمة للأردن وشعبه ومواقفه الثابتة تجاه القضية الفلسطينية وتأكيده على حق الشعوب العربية بالعيش في سلام وأمان.

وبين الديحاني أنه تلمّس من المعزين الأشقاء العرب الذين تقدمهم كبار المسؤولين مشاعر الألم على «فقيد الكويت والأمتين العربية والإسلامية صاحب الهامة الشامخة والرفيعة والقلب الكبير الذي اتسع لهموم شعوب المنطقة وعمل من أجل رفعتها وعلوها لاسيما دوره المحوري في القضية الفلسطينية قضية العرب الأولى».

نزع التوترات

وأضاف أنه استشعر من ممثلي المنظمات الدولية والبعثات الدبلوماسية الأجنبية الصديقة صعوبة الأثر الذي سيخلفه رحيل سموه عن المشهد العالمي وغياب دوره الدبلوماسي المنشود في حل النزاعات وتسويتها ونزع التوترات من خلال تقريب وجهات النظر بين الدول.

وأشار إلى أن الجميع اتفق على حاجة العالم اليوم إلى حكمة سموه وحنكته ودبلوماسيته وسط ما تشهده الساحة الدولية من منعطفات دقيقة وتغيرات متسارعة لاسيما في منطقة الشرق الأوسط.

ورثى الديحاني سمو الأمير الراحل بكلمات قائلاً «سمو الشيخ صباح الأحمد خلد اسمه رمزاً عالمياً للإنسانية والسلام بعد أن كرس حياته بالمبادئ النبيلة والأهداف السامية من أجل النهوض بالسلام والأمن الدوليين وتحقيق التقدم الاقتصادي والاجتماعي لشعبه وشعوب الدول الأخرى».

وأشار إلى أن سموه حرص على تحقيق الرفاه الاجتماعي لشعبه وجعل بلده واحة من الأمن والأمان والاستقرار، وسعى حثيثاً نحو إرساء قواعد بناء الدولة الحديثة بمقوماتها الأساسية من المساواة والحرية واحترام حقوق الانسان والتنمية البشرية.

التعاون والتعايش

وعلى الصعيد الخارجي، ذكر الديحاني أن سموه عمل بجد منذ أن كان وزيراً للخارجية على تعزيز سبل التقارب بين الدول وفتح آفاق واعدة على أساس التعاون والتعايش والمصالح المشتركة بعيداً عن الحروب والصراعات.

وأشار إلى أن سموه جعل العمل الخيري والإنساني ركيزة من الركائز الأساسية للسياسة الخارجية لدولة الكويت إذ توسع نشاطها مع تولي سموه مقاليد الحكم عام 2006 وازداد حجم المساعدات الإغاثية بشكل ملحوظ وتركت بصمة أكثر واقعية للعمل الإنساني العالمي مما دفع الأمم المتحدة إلى تسمية سموه «قائداً للعمل الإنساني واختيار الكويت مركزاً للعمل الإنساني» عام 2014.

وتضرع الديحاني إلى المولى عز وجل داعياً للأمير الراحل بالمغفرة والرحمة، ولسمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد دوام التوفيق والسداد لقيادة مسيرة الخير والنماء بعد تولي سموه مقاليد الحكم.

وحضر واجب تقديم العزاء للمغفور له سمو أمير البلاد الراحل بمقر السفارة على مدى ثلاثة أيام كبار المسؤولين الأردنيين الحاليين والسابقين وشخصيات اقتصادية واجتماعية ودينية وممثلو نقابات واتحادات عمالية وشيوخ ووجهاء عشائر وسفراء وممثلو البعثات الدبلوماسية العربية والأجنبية ورؤساء مكاتب إقليمية للمنظمات الدولية ومواطنون أردنيون ومقيمون.