فعاليات التضامن مع الكويت والتعازي بالراحل الكبير تتواصل حول العالم

الأمير تركي بن محمد آل سعود: عرفنا عن سمو الأمير نواف التواضع والشيخ صباح كان بمنزلة الوالد

نشر في 03-10-2020
آخر تحديث 03-10-2020 | 00:02
تواصل ردود الفعل من قلوب تملّكها الحزن على فقيد الكويت سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد
تواصل ردود الفعل من قلوب تملّكها الحزن على فقيد الكويت سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد
مع تمدّد الحداد ليشمل معظم الدول العربية والإسلامية واستمرار أداء صلاة الغائب في مساجدها ترحُّماً على أمير الإنسانية الراحل الشيخ صباح الأحمد، تواصلت ردود الفعل من قلوب تملّكها الحزن على فقيد الكويت والأمتين وعميد الدبلوماسية العالمية، مستذكرة دوره الجليل على كل المستويات السياسية والإنسانية والتنموية.
لم تتوقف التصريحات والبرقيات وفعاليات التأبين والتضامن والتعزية في كل دول العالم، تقديراً للإرث الذي تركه سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد.

من دول العالم الإسلامي التي شهدت صلوات وتضرّعات على روح المغفور له الشيخ صباح، الى رؤساء الدول والمسؤولين من كل المستويات، تتابعت التصريحات والبرقيات مع التوجه الى سفارات دولة الكويت، للتعبير عن صادق مشاعرهم برحيل رجل ترك بصمة خيّرة، وكانت عقلانيته ودبلوماسيته المتوازنة محطّ احترام، في وقت يشهد هذا العالم اضطرابات متزايدة تحتاج الى حكمة سموه التي لهجت بها الألسن.

الأمير تركي

وفي إطار التصريحات والمواقف التي لم تنفك تشيد بسمو الشيخ صباح، وتتمنى لسمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد التوفيق والسداد، شدد وزير الدولة عضو مجلس الوزراء السعودي الأمير تركي بن محمد آل سعود، أمس، على أن التاريخ سيخلّد فقيد دولة الكويت والأمتين العربية والإسلامية سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، نظرا لأعماله الجليلة على المستويات السياسية والإنسانية والتنموية.

وقال الأمير تركي، في تصريح صحافي: إننا نعزّي أنفسنا قبل أهلنا في دولة الكويت بوفاة رجل عظيم سيخلّده التاريخ طويلا تميّز بنهجه المعتدل ودوره البارز إقليمياً وعالمياً، إذ كان المغفور له من أبرز القيادات السياسية المشهود لها بالحكمة والرصانة»، مضيفا أن «الراحل كان حريصاً على أمن واستقرار وتنمية دولة الكويت التي حققت في عهده قفزات تنموية كبرى، كما أن جهوده المخلصة في خدمة قضايا المنطقة وأعماله الإنسانية الجليلة أهّلته لينال لقب «قائد العمل الإنساني» من قبل الأمم المتحدة.

وأوضح أن «عميد الدبلوماسية العربية ترك إرثاً سياسياً وإنسانياً ثميناً وبلداً مزدهراً ومستقرا وآمناً، وهذا بلا ريب هو الإرث الحقيقي»، مستطرداً: «ونحن في المملكة نشعر بعظيم فقده، فقد كان - يرحمه الله - يحظى بعلاقة أخوية وصداقة مع خادم الحرمين الشريفين، كما تجمعه بسمو ولي العهد علاقة مميزة، وهي امتداد لعلاقة تاريخية طويلة بين البلدين الشقيقين».

ولفت إلى أن العلاقات الرسمية بين السعودية ودولة الكويت شهدت في عهد الأمير الراحل تطوراً كبيراً على الصعد كافة من خلال إبرام العقود والاتفاقيات وتفعيل اللجان المشتركة، فضلا عن رفع مستوى التنسيق لجهة توحيد المواقف والرؤى في الكثير من القضايا والملفات.

وذكر أن سمو الأمير الراحل «في مكانة الوالد، إذ أشعرني - طيّب الله ثراه - منذ أول يوم التقيته فيه أنني أحد أبنائه»، مشيرا إلى «العلاقة الخاصة بين السعودية ودولة الكويت التي تجاوزت السياسة، وارتقت لمستوى علاقة الأسرة الواحدة التي بنيت منذ عقود وليست وليدة اليوم».

وزاد وزير الدولة عضو مجلس الوزراء السعودي «إننا على ثقة بقدرة الكويت على تجاوز هذا المصاب الجلل، ورغم مرارته فإن عزاءنا في خليفته سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الذي سيواصل مسيرة التنمية والبناء».

وتقدّم في هذا الصدد إلى سمو أمير البلاد بخالص التهنئة على توليه مقاليد الحكم في البلاد،

فـ «سموه خير خلف لخير سلف، وليس بغريب على دولة الكويت وأهلها»، موضحا أننا «عرفنا عن سموه التواضع والبساطة والقرب من الشعب وحبه ودعمه للأشقاء في دول لخليج العربية كافة والمملكة بشكل خاص».

وابتهل إلى المولى عز وجل أن «يمدّ سموه بعونه وتوفيقه، وأن تحقق دولة الكويت في عهد سموه المزيد من الرخاء والازدهار، وأن يديم عليها نعمة الأمن والأمان والاستقرار».

«الأغذية العالمي»

وقد نعى برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة رحيل فقيد الإنسانية سمو أمير البلاد الراحل الشيخ صباح الأحمد، طيّب الله ثراه.

وقال المدير التنفيذي ديفيد بيزلي، في بيان خاص لـ «كونا»: «إننا نشعر بحزن عميق وفاة سمو الشيخ صباح»، منوهاً بأيادي ومبادرات سموه الكريمة وقيادته الانسانية و«إسهاماته البارزة في العمل الإنساني التي شملت الملايين حول العالم».

وتوجّه بيزلي «بأحر وأخلص التعازي الى أسرة آل صباح وإلى شعب وحكومة الكويت نيابة عن برنامج الأغذية العالمي»، الذي نكس مقره وأفرعه أعلام الأمم المتحدة حداداً.

الأمين العام لـ «أوبك»

من ناحيتها، أقامت منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك)، أمس الأول، مراسم عزاء في مقرها الرئيسي بفيينا لوفاة المغفور له الشيخ صباح، بحضور كوادر المنظمة وموظفيها وعدد من رجال الإعلام.

وفي تصريح لـ «كونا» على هامش المراسم، قال الأمين العام لـ «أوبك» محمد باركيندو إن رحيل الشيخ صباح يمثّل خسارة كبيرة لا تقتصر على الكويت فقط، بل تمتد الى دول العالم كافة.

ونوه باركيندو بالدور الذي أداه سموه الأمير الراحل في ضمان السلام العالمي وما يتصل باستقرار المنظمة والسوق النفطية العالمية، بما يخدم مصالح المنتجين والمستهلكين على السواء.

وقال باركيندو: «لقد فقدنا قائدا ومعلما سخّر حياته لخدمة العالم والانسانية جمعاء بما فيها «أوبك»، مذكرا بأن «دولة الكويت بقيادة أميرها الراحل بذلت جهودا جبارة وغير منقطعة لدعم المنظمة منذ تأسيسها»، ومعتبرا أن الشيخ صباح واحد من أكبر المدافعين عن المنظمة إن لم يكن أكبرهم على الإطلاق، وكان يمثّل على الدوام صوت الحكمة والعقل والسلام».

وأضاف ان «حياة الشيخ صباح الأحمد كانت مليئة بالعطاء منذ بداية مشواره السياسي، وخاصة منذ توليه وزارة الخارجية ورئاسة مجلس الوزراء، ثم أميرا للبلاد منذ عام 2006»، منوها بإنجازاته العديدة ومواقفه الثابتة ومشورته الحكيمة في توجيه بلاده في الداخل وفي خدمة منطقة الخليج والوطن العربي، ومساهماته الحكيمة في حل العديد من النزاعات الإقليمية والدولية.

وشدد الأمين العام في تصريحه لـ «كونا» على الأعمال الإنسانية لسموه، مما جعله يحظى بتقدير قادة العالم وتكريمه من الأمم المتحدة كقائد للعمل الإنساني تقديرا لجهوده وإسهاماته واعترافا بدوره الإنساني الكبير، معتبرا وفاته حدثا أليما له على المستوى الشخصي، ومستذكرا باعتزاز اجتماعاته مع سمو الأمير الراحل على مدى السنوات الأربع الماضية منذ توليه منصب الأمين العام للمنظمة.

وقال في هذا الصدد «إن سمو الأمير الراحل كان دائما كريما بوقته، ويستقبلني كلما دعت الحاجة، ويسمح لي أن أنهل من ينبوع حكمته وخزان معرفته الغني، وكان مثالا للتواضع، ومن أشد المدافعين عن أوبك».

كما أشاد باركيندو في تصريحه بما وصفه بالدور الفعال الذي أداه سموه في التوصل إلى إعلان التعاون التاريخي بين المنتجين من داخل وخارج «أوبك» في ديسمبر عام 2016، مشيرا الى أن نجاح هذا الاتفاق أرسى دعائم «أوبك +» التي دعمت موقعها الراسخ في سوق النفط.

واستذكر حادثة طريفة حدثت له عندما قال للراحل في إحدى زياراته إن الكويت هي أكثر الدول الأعضاء في المنظمة التي زارها، حتى أنه لا يستطيع أن يحصي عدد تلك الزيارات، إلا أن سموه قاطعه بالقول: «توقف عن الإحصاء، لأن الكويت هي بلدك أيضا».

وتضرع الأمين العام لـ «أوبك» الى الله أن يرحم سمو الأمير الراحل ويسكنه فسيح جناته.

كما أعرب الأمين العام

لـ «أوبك»، في ختام حديثه، عن سعادته بتسلُّم سمو امير البلاد الشيخ نواف الأحمد دفة الحكم في البلاد، معربا عن اعتقاده الراسخ بأن سموه سيكون خير خلف لخير سلف، وأنه سيواصل بثبات نهج شقيقه الراحل في المسيرة المظفرة لدولة الكويت.

وخلال مراسم العزاء، ألقى باركيندو كلمة مطولة قدّم فيها لمحة عن حياة سمو امير دولة الكويت الراحل والأدوار المهمة التي أداها، لاسيما ما يتعلّق بدعمه اللامحدود للمنظمة.

كما تم بهذه المناسبة عرض شريط وثائقي استعرض مختلف الأدوار التي أداها سموه منذ نشأة المنظمة قبل 60 عاما وحتى اليوم، والجهود المتواصلة لدعم المنظمة وجعلها منبرا رئيسيا لسوق النفط العالمية.

وتقدم الأمين العام للمنظمة، باسمه وباسم جميع موظفيها، بالتعازي للكويت حكومة وشعبا بوفاة المغفور له.

دعم العادلة

وفي المغرب، ذكر رئيس مجموعة الصداقة البرلمانية المغربية الكويتية بمجلس النواب، النائب رشيد القبيل، أن الأمير الراحل، طيّب الله ثراه، مشهود له بالحكمة والتبصر والتمسك بالمبادئ السامية والنصرة للقضايا العادلة في العالم، وفي مقدمتها قضية فلسطين السليبة والقدس الشريف.

وأوضح القبيل أن الفقيد الكبير ترك بصمته المتميزة في نهضة الكويت الشقيقة على كل المستويات في إطار ديمقراطيتها الأصيلة، وقاد انخراط المرأة الكويتية في تدبير الشأن العام، أسوة بشقيقها الرجل وبوأ الكويت مكانة مرموقة بين دول العالم، معرباً باسمه وباسم مجموعة الصداقة المغربية - الكويتية عن خالص التعازي وصادق المواساة لآل الصباح الكرام ولدولة الكويت الشقيقة أميراً وحكومة وشعباً.

إسهامات الشيخ صباح ساعدت الملايين «الأغذية العالمي»

الآلاف يؤدّون صلاة الغائب على الراحل في هونغ كونغ
back to top