نعت الطائفة الأيزيدية في العراق، أمس، زعيمها الروحي بابا شيخ، حارس المعبد مدة ربع قرن، والذي عُرف بتبنيه سياسة متسامحة تجاه الناجين من طائفته، التي ذاق أبناؤها الويلات على أيدي تنظيم الدولة الإسلامية المتطرف.وتعرضت هذه الأقلية الدينية في صيف 2014، بموطنها التاريخي في سنجار، لمذبحة مروعة على يد تنظيم الدولة الإسلامية، الذي حول آلافاً من نسائها إلى سبايا، وأطفالها إلى جنود مستعبدين.
وتحرّم هذه الأقلية، التي يعود تاريخها إلى أربعة آلاف سنة، زواج نسائها خارج الطائفة. وفي حال تقرر تطبيق قانون الأجداد، فلا يمكن للأيزيديات اللواتي زُوجن قسراً من خاطفيهن العودة إلى المجتمع.لكن في مواجهة وضع استثنائي، قاد بابا شيخ، الذي توفي الليلة قبل الماضية عن 87 عاماً، المجلس الروحي الأيزيدي الأعلى إلى الدعوة بطريقة غير مسبوقة للترحيب بالناجيات.وصرح مسؤولون لوكالة الصحافة الفرنسية بأن من المتوقع أن يحل نجله، الذي جرى إعداده لذلك منذ فترة طويلة، مكانه، بمجرد انتهاء أسبوع الحداد.وأوضحوا أن الوظيفة روحية بحتة، بينما تقع الشؤون الاجتماعية والسياسية في يد أمير الأيزيديين حازم تحسين بك، الذي عين في يوليو 2019 بعد وفاة والده.وتعرّض المجتمع الأيزيدي الصغير الناطق باللغة الكردية، والذي يمارس ديناً توحيدياً باطنياً خالياً من كتاب مقدس، للاضطهاد قروناً من الذين يعتبرونهم عبدة "الشيطان".ويؤمن الأيزيديون المتحصنون في معقلهم بسنجار في الشمال الجبلي العراقي، بمعتقدات خاصة، ويعبدون سبعة ملائكة، أهمها ملك طاووس (ملاك الطاووس). وقد بلغ عددهم 550 ألفاً في العراق عام 2014، في حين يبلغ مجموعهم 1.5 مليون حول العالم.وبعد ثلاث سنوات من احتلال التنظيم الجهادي مناطقهم في 2014، غادر ما يقرب من 100 ألف شخص البلاد، ونزح آخرون إلى كردستان العراق.
أخر كلام
«الأيزيدية» تنعى «بابا شيخ» والزعامة تنتقل لابنه
03-10-2020