فقدت الكويت عمودها وسندها وظهرها الذي يتكئ عليه كل من يعيش على أرضها، فقدت الكويتُ أمانها، وقُرة عينها، أمير الحكمة والعزة والإنسانية، صباح الأحمد الجابر الصباح، رحمه الله، الذي ما كان يشغلنا همٌّ واحد إلا أزاحته عنا حنكته وصبره وحلمه. كان السلام الذي تلتحف به أفئدتنا، وتنام عليه عيوننا باطمئنان وسكينة، كنا ننسى معه كل خوف وقلق، فقدنا صباح الكويت، شمس الخليج ونور الأمة العربية، فقدنا استثناء لا يشبهه أحد!
رحيله شهقة في صدر كل مواطن ومقيم، وغيابه غصة في حلق كل من طاله كرمه وجود أخلاقه وأصالة مواقفه.رحل من يبغض الفتن والخصومة، رحل من يزعجه الفساد والفوضى، رحل المُبادر الأول والرجل الحق، رحل أبو الإنسانية وقلب الكويت، رحل والدنا وعزنا، رحل إنسانٌ أقسم على الحفاظ على الكويت فتعدى حفاظه حدودنا، وتعدى خيره أسوارنا. انطفأت فنارات الكويت، ودون استعداد لها، استقبلنا خبر وفاته بصمتٍ لا يليقُ بعده أي حديث، سكون اجتاح الكويت بغتة وسلب منها ألوانها، انتكست الأعلام ورُفعت الأقلام وجفت الصحف! توقف الزمن وتجمدت أوردة الحياة في عروقنا، اعتصرت القلوب وانهمرت الدموع، فكيف الكويت بعده؟ وكيف حالنا دونه؟رحم الله من كان فقده جرحاً «لا يبرى». اللهم أعطنا أياما كأيام حكمه، اللهم امنحنا أمانا وازدهارا! اللهم خير الخلف لخير السلف اللهم سلاما اللهم سلاما اللهم سلاما.
مقالات - اضافات
«يا جرح ما يبرى»
03-10-2020