جُرح العالم ثلاثة جروح هذه السنة: أول جرح كان في أولها بوفاة السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان السابق، رحمه الله، حيث قال أمير الكويت لأهل عمان كلمته الشهيرة للسلطان هيثم بن طارق حفظه الله: «ربنا إن شاء الله يدخله الجنة... ما مات الله يرحمه وأنتم موجودين»، وبعدها اندلع فيروس كورونا بشراسة حول العالم، فكان هذا الجرح الثاني والأهون، أما الجرح الأخير للإنسانية وأقواها فهو وفاة أميرها.بحكمته تناسق مع مستقبل الشرق الصيني وأدب الغرب الأميركي، بحصافته أخمد فتناً اندلعت في الخليج مراتٍ عدة، برزانته مضت الكويت بسلامٍ طوال فترة حكمه، فحينما فجر الداعشي مسجد الإمام الصادق لقتل المواطنين من المذهب الشيعي في رمضان ٢٠١٥م، هرع بنفسه للمشهد بلا خوف ولا تردد على سلامته، في سابقة لم يبادر بها أي أمير أو رئيس أي بلد، فلقد نجح في انتشال الكويت من منزلق الطائفية، ووحّد صف الصلاة للسنّة والشيعة في المسجد الكبير، بل في عهده أعدنا إعمار العراق الكليم، وأسعفنا لبنان الجريح، وأغثنا الشعب السوري المهجر، وغيرها من أحداث لا تنتهي سيرتها.
ازدهار الأعمال الكويتية الخيرية حول العالم العربي والعالم الخارجي في عهده غني عن التعريف، حيث لُقب بقائد الإنسانية من الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون.ومحبة أبناء الكويت له لا توصف، بعلاقة أبوية معهودة ومألوفة لحكام الخليج، حيث قال «هذولا عيالي»، فأقول لأهلي، أهل الكويت أجمعين: ما تيتمت الإنسانية ونحن موجودون.جمع الله كل عياله في فراديس الخلد أجمعين. اللهم آمين.
مقالات - اضافات
ما مات ونحن موجودون
03-10-2020