«مفاجأة أكتوبر»... ترامب يلتقط «كورونا»

• الرئيس الأميركي يتابع مهامه من الحجر وتعقب عشرات من مخالطيه يضاعف فوضى الانتخابات الرئاسية
• سمو أمير البلاد ينضم إلى زعماء العالم بتمني الشفاء لسيد البيت الأبيض

نشر في 03-10-2020
آخر تحديث 03-10-2020 | 00:05
ترامب لدى نزوله من المروحية إلى باحة البيت الأبيض أمس الأول قادماً من نيوجرسي (أ ف ب)
ترامب لدى نزوله من المروحية إلى باحة البيت الأبيض أمس الأول قادماً من نيوجرسي (أ ف ب)
قبل شهر من الانتخابات الرئاسية الأميركية، الغارقة أصلاً في فوضى سياسية غير مسبوقة وإدارية، أحدثها تفشي فيروس كورونا، التقط الرئيس الأميركي دونالد ترامب فيروس كورونا، ومع بدء تعقب عشرات المسؤولين والأشخاص المخالطين للرئيس لا يمكن توقع تأثير هذا الحدث على مسار الأحداث في 3 نوفمبر، لكن يجمع المراقبون على أن ما جرى زلزال حقيقي، ويقول آخرون ربما يكون «مفاجأة أكتوبر» التي يتحدث عنها كثيرون.
قبل نحو شهر من انطلاق السباق إلى البيت الأبيض، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ليل الخميس - الجمعة إصابته وزوجته ميلانيا بفيروس كورونا، بعد خضوعهما لفحوص أسفرت عن نتيجة إيجابية، وأنهما سيخضعان للحجر الصحي. وكتب ترامب، في تغريدة، «ثبتت هذا المساء إصابتي والسيدة الأولى بكوفيد 19، وسنبدأ فترة الحجر الصحي على الفور، سوف نتجاوز هذا معاً!».

وأوضح طبيب الرئيس شون كونلي أن «كليهما بخير في الوقت الراهن، ويعتزمان البقاء في المنزل بالبيت الأبيض خلال فترة الحجر الصحي»، مبينا أن ترامب سيواصل أداء «واجباته دون انقطاع» من المكتب البيضوي.

ولمثل هذا الإعلان وقع الصاعقة قبل شهر من الانتخابات الرئاسية، فيما يسعى ترامب للفوز بولاية ثانية من 4 سنوات في مواجهة المرشح الديمقراطي جو بايدن، كما أنه يطرح عددا لا يحصى من الأسئلة حول مستقبل الحملة، ولم يكن ينقص هذه الانتخابات الا هذا الحدث ليغرقها في مزيد من الفوضى، تضاف الى موضوع التصويت بالبريد، وتشكيك ترامب في الاقتراع، ورفضه الاعتراف به، وتوقعاته بأن يستمر فرز الاصوات عدة أشهر.

وتسببت إدارة ترامب للوباء، الذي أودى بحياة أكثر من 207 آلاف شخص في الولايات المتحدة، بتوجيه انتقادات شديدة له من جانب خصومه والعلماء وبعض أعضاء الكونغرس الجمهوريين، ويتهم ترامب بإرسال رسائل متناقضة ومربكة، وكذلك بعدم اكتراثه للدمار الذي أحدثه هذا الفيروس، سواء لناحية الخسائر البشرية أو الاقتصادية.

وبعد وقت قصير من تغريدة الرئيس عن نتيجة اختباره، أعلن البيت الأبيض إلغاء رحلة إلى فلوريدا كان من المقرر أن يقوم بها أمس لحضور تجمع انتخابي قبل انتخابات 3 نوفمبر، مشيرا إلى أن برنامج عمله يقتصر على مكالمة هاتفية خلال منتصف النهار حول «دعم المسنين في مواجهة كوفيد 19».

وقبل ساعات قليلة، أعلن ترامب أن مستشارته المقربة هوب هيكس مصابة بفيروس كورونا. وكانت هيكس في طائرة الرئاسة «اير فورس وان» مع الرئيس الأميركي عندما سافر إلى كليفلاند في أوهايو الثلاثاء للمشاركة في المناظرة مع جو بايدن، كما سافرت معه الأربعاء عندما زار مينيسوتا في تجمع انتخابي.

وقال ترامب: «إنها تعمل بجهد. غالبا ما تضع قناعا، لكن نتيجة اختبارها جاءت إيجابية»، مشيرا إلى أنه يقضي «وقتا طويلا مع هوب تماما مثل السيدة الأولى».

وأفاد بأن مستشارته ربما أصيبت بالفيروس من خلال الاتصال بالجنود أو مسؤولي إنفاذ القانون، متابعا: «وجودك بين عناصر من الجيش أو الشرطة صعب جدا، إذ يتهافتون عليك لتقبيلك لأننا قمنا بعمل جيد لهم حقا. إنها تعلم أن في الأمر مخاطر، لكنها شابة».

وقبل ثبوت إصابتها، التقت هيكس رئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي خلال الأيام الماضية، وسافرت مع ترامب على متن طائرة إلى مينسوتا.

وأفادت شبكة «سي إن إن» بأن ترامب سافر الى نيوجيرسي للمشاركة في حفل جمع تبرعات رغم معرفة مجموعة من مساعديه بإصابة هيكس بفيروس كورونا منذ صباح أمس الأول.

وبينما أعلن البيت الأبيض أنه يتعقّب المخالطين لترامب وزوجته، قال بايدن إنه سيخضع للفحص، وذكرت ابنة الرئيس إيفانكا وزوجها جاريد كوشنير أن نتيجتهما جاءت سلبية.

بنس وبومبيو

ومع تأكد خلوه وزوجته من الإصابة بالفيروس، بناء على نتائج الفحوص الطبية، قال نائب الرئيس مايك بنس، في تغريدة، «أنا وكارين نرسل حبنا وصلواتنا لصديقينا العزيزين الرئيس ترامب والسيدة الأولى ميلانيا، ننضم إلى الملايين بجميع أنحاء أميركا في الصلاة من أجل شفائهما الكامل والعاجل. بارك الله فيك سيدي الرئيس وسيدتنا الأولى الرائعة».

وفيما جاءت نتيجة فحص كبير موظفي البيت الأبيض مارك ميدوز، والمستشار الخاص للرئيس بين ويليامسون سلبية، أعلن وزير خارجية مايك بومبيو إجراءه وزوجته فحصا والنتيجة كانت سلبية.

ورغم خضوع المتعاونين الذين يعملون في «الجناح الغربي» للاختبار يوميا، مثل الصحافيين الذين يذهبون إلى هناك أو يسافرون مع الرئيس، أصيب العديد من مساعدي ترامب، أبرزهم مستشار الأمن القومي روبرت أوبراين، والسكرتيرة الصحافية لنائب الرئيس كاتي ميلر كيمبرلي جيلفويل، وصديقة نجله جونيور والمستشارة الأولى في حملته.

وما يثير قلق الأميركيين أيضا مصير المناظرات الرئاسية، وإذا خضع الرئيس للحجر لمدة 14 يوما، التي يوصي بها الأطباء، فإن فترة العزل ستنتهي بعد موعد المناظرة الثانية، المقرر لها في 15 أكتوبر.

وفي تغريدة أعقبت إعلان ترامب، كتبت ميلانيا: «أنا في الحجر الصحي بالمنزل، كما فعل الكثير من الأميركيين، ونشعر بالارتياح، ولقد أجلت جميع الارتباطات القادمة»، متابعة: «يرجى التأكد من بقائك آمنا وسنتجاوز هذا الأمر معا».

بدوره، قال بايدن: «نتمنى أنا وجيل (زوجته) الشفاء العاجل للرئيس ترامب والسيدة الأولى ميلانيا ترامب، سنواصل الصلاة من أجل صحة وسلامة الرئيس وعائلته».

الشفاء العاجل

وفور تردد صدى الإعلان الأميركي، عبر وسائل الإعلام العالمية والأسواق المالية، سارع عدد من زعماء العالم للإعراب عن تمنياتهم بالشفاء العاجل لترامب وزوجته.

سمو الأمير يبرق متمنياً الشفاء

وبعث سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد ببرقية إلى الرئيس دونالد ترامب أعرب فيها سموه عن خالص تمنياته له وللسيدة حرمه بالشفاء العاجل إثر إصابتهما بفيروس كورونا وتجاوز هذا العارض الصحي. كما بعث رئيس الحكومة الشيخ صباح الخالد ببرقية مشابهة.

وإذ أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن ثقته بأن «حيوية» نظيره الأميركي ستساعده في محاربة الفيروس، كتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في تغريدة، «مثل ملايين الإسرائيليين، تتجه أفكارنا، سارة وأنا، نحو الرئيس دونالد ترامب والسيدة الأولى ميلانيا ترامب، ونتمنى لصديقينا الشفاء التام والسريع».

وعبر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي عن أمنياته بالشفاء العاجل للرئيس الأميركي وزوجته، متمنيا أن «يتجاوزا هذه المرحلة بسرعة للعودة بكل الصحة والعافية لمواصلة قيادة جهود الولايات المتحدة المقدرة نحو العمل على مكافحة هذا الفيروس على مستوى العالم لمصلحة الإنسانية جمعاء».

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية إن بكين تتمنى للرئيس الأميركي وزوجته ميلانيا التعافي سريعا بعد ثبوت إصابتهما بالفيروس.

وأعربت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن تمنياتها بالشفاء العاجل لترامب وقرينته، وأن يكونا بأتم صحة مجددا قريبا.

عوارض بسيطة... وخطر قائم
أكد البيت الأبيض أن العوارض التي ظهرت على الرئيس دونالد ترامب بسيطة، وقالت مصادر لـ«اسوشييتد برس» إنها تشبه عوارض نزلة البرد، لكن خبراء في مجال الصحة حذروا أمس من أن جنس وعمر ووزن الرئيس كلها عوامل تجعله أكثر عرضة للإصابة بأعراض حادة، كما تجعل احتمال وفاته بسبب المرض بين 3 و4 في المئة.

قسوة وحمق

بدوره، اعتبر زعيم المعارضة في إيطاليا، اليميني المتطرف، ماتيو سالفيني أن الشعور بالسعادة إزاء إصابة ترامب وزوجته ميلانيا بفيروس كورونا، قسوة قلب وحمق.

وكتب سالفيني، الذي كان سابقا نائبا لرئيس الوزراء ووزيرا للداخلية، في تغريدة، «في إيطاليا والعالم، أي شخص يحتفل بمرض رجل أو امرأة، وأي شخص يتمنى الموت لغيره، يؤكد على طبيعته بأنه أحمق عديم الرحمة»، مضيفا: «حضن مني لميلانيا ودونالد ترامب».

ورغم الانسحاب الأميركي من المنظمة واتهامها بسوء إدارة الوباء، الذي تسبب في وفاة أكثر من مليون شخص بالعالم، تمنى المدير العام للصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس الشفاء «التام والعاجل» لترامب وزوجته.

وأعرب رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل عن أمنياته لترامب وزوجته بـ»شفاء سريع»، وكتب، في تغريدة: «#كوفيد 19 معركة، سنواصل خوضها كل يوم أينما نكون».

وأكد المتحدث باسم الحكومة الفرنسية جابرييل أتال أن إصابة ترامب «توضح أن الفيروس لا يستثني أحدا، بما في ذلك أولئك الذين أبدوا شكوكهم. أتمنى له الشفاء العاجل».

وفور تلقيها النبأ، بعثت رئيسة تايوان مينغ تساي بأطيب تمنياتها للحكومة الأميركية، عبر القنوات الدبلوماسية، وأعربت عن أملها أن يتمكن الرئيس ترامب وزوجته من التعافي في أسرع وقت تحت الرعاية المهنية للفريق الطبي.

وتوقع رئيس مؤسسة «إيه إم بي كابيتال للاستثمار» شين أوليفر أن «ترامب قد يحصل على أصوات بدافع التعاطف إذا أصيب بفيروس كورونا، والسوق بالفعل في حالة توتر بسبب الانتخابات القادمة وفشل المحادثات في التوصل إلى حزمة حوافز مالية جديدة»، مؤكدا أنه «بشكل عام، يفضل السوق أن يفوز الرئيس الحالي، والتفضيل العام هو فوز ترامب، لأنه سيعني ضرائب أقل ولوائح تنظيمية أقل مقارنة بفوز بايدن».

التعاطف قد يجلب أصواتاً

قال رئيس مؤسسة إيه. إم. بي كابيتال للاستثمار، شون أوليفر، إن ترامب قد يحصل على أصوات بدافع التعاطف إذا أصيب بفيروس كورونا... السوق بالفعل في حالة توتر بسبب الانتخابات القادمة وفشل المحادثات في التوصل إلى حزمة حوافز مالية جديدة».

وأضاف: «يمكنك تخيّل جميع أنواع السيناريوهات هنا. إذا كانت نتيجة اختباره إيجابية، ثم ظهرت عليه أعراض خفيفة، فسينتهي الأمر في غضون أيام قليلة. إذا مرض واضطر إلى الذهاب إلى المستشفى، فستكون السوق أكثر قلقا. بالطبع إذا توقّفت الحملات الانتخابية، فقد يزيد ذلك من المخاوف من أنه قد يخسر الانتخابات».

وختم»: «بشكل عام، تفضّل السوق أن يفوز الرئيس الحالي، والتفضيل العام هو فوز ترامب، لأنه سيعني ضرائب أقل ولوائح تنظيمية أقل، مقارنة مع فوز بايدن بالرئاسة».

back to top