سرعان ما ظهرت أعراض إصابة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفيروس كورونا على الاقتصاد والأسواق العالمية، حتى قبل أن يظهر عليه أي من أعراض المرض.

واهتزت الأسواق الأوروبية والأميركية، وارتفعت أسعار الذهب كملاذ آمن يلجأ إليه المستثمرون في أوقات الأزمات والضبابية.

Ad

هذه الضبابية لم تكن تنقص الأسواق قبل إعلان إصابة ترامب بكورونا.

وعلى صعيد الحكومات غرباً وشرقاً، فقد تعلمت الدرس جيداً ولن تلجأ لإغلاق الاقتصاد مرة أخرى رغم التصاعد المستمر في أعداد الإصابات بفيروس كورونا خلال الأسبوعين الماضيين.

طرحت إصابة ترامب بفيروس كورونا عدداً من التساؤلات، من بينها هل سيساعد مرض ترامب على تحفيز النمو الاقتصادي عبر تجاوز المأزق الذي تمر به خطة التحفيز في الكونغرس الأميركي أم أنه سيضر بالاقتصاد من خلال زيادة المخاوف من الفيروس وإبطاء إعادة الافتتاح؟

ينقسم المحللون حول مؤيد ومعارض، قائلين إن النتيجة تعتمد جزئياً على مدى تأثر ترامب بالفيروس.

أفاد مكتب إحصاءات العمل أمس الأول، بأن الولايات المتحدة أضافت 661 ألف وظيفة في سبتمبر، وهو رقم كبير لكنه أقل من الزيادات الحادة البالغة 4.8 ملايين وظيفة في يونيو، و1.8 مليون في يوليو، و1.5 مليون في أغسطس.

حتى الآن، استعادت الولايات المتحدة حوالي نصف الوظائف المفقودة من فترة إغلاق الاقتصاد، وستستغرق استعادة ما تبقى منها وقتاً أطول، وستعتمد على سرعة إعادة فتح حكومات الولايات للاقتصاد والشركات، والتي بدورها ستتأثر بمسار الوباء.

من العوائق الكبيرة أمام التعافي انتهاء صلاحية التدابير المتخذة لمواجهة فيروس كورونا، بما في ذلك تعويض البطالة التكميلي.

وأمس الأول، قالت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي في مقابلة على محطة أميركية، إنها متفائلة بإبرام صفقة في إشارة إلى مرض ترامب، وقالت «هذا النوع من التغييرات يغير الديناميكية».

وأضافت «أنا متفائلة، أنا متفائلة دائماً، علينا دائماً إيجاد طريق، مسؤوليتنا هي القيام بذلك، وأعتقد أننا سنفعل ذلك».

سعى الديمقراطيون للحصول على حزمة بقيمة 2.2 تريليون دولار، في حين اقترب أحدث عرض للبيت الأبيض من 1.6 تريليون دولار.

وتحدثت بيلوسي ووزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين بعد ظهر يوم الجمعة لمدة 65 دقيقة، ويخططان لمواصلة مناقشاتهما، وفقاً لما ذكره درو هاميل، المتحدث باسم رئيس مجلس النواب.

وعلى الرغم من كل هذا فمن الصعب تحليل ما هو حقيقي وما هو موقف سياسي.

ويرى المحللون أن الاقتصاد الأميركي لن ينغلق مرة أخرى كما حدث في فصل الربيع حتى لو كان هناك ارتفاع كبير في حالات «كوفيد-19» أو موجة من القلق بشأن ترامب، وولايات مثل أريزونا وتكساس وفلوريدا، التي تضررت في وقت متأخر عن الشمال الشرقي، تمكنت من تجنب أسوأ حالات الركود.

ويمكن أن تكون الإجراءات المستهدفة مثل الحد من التجمعات، وفرض ارتداء الأقنعة لها تأثير كبير في مكافحة الفيروس.

الولايات التي أغلقت بشدة، مثل نيويورك ونيوجيرسي وماساتشوستس وكاليفورنيا، عانت خسائر وظيفية أكبر بكثير منذ فبراير من الولايات التي اتخذت إجراءات محدودة، كما يقول جاد ليفانون، كبير الاقتصاديين في «كونفرنس بورد». يوضح ذلك أن قرارات الحكومة بشأن كيفية التعامل مع ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا سيكون لها تأثير كبير في الأشهر المقبلة، على حد قوله.

استناداً إلى تجربة المملكة المتحدة، حيث أصيب رئيس الوزراء بوريس جونسون بفيروس كورونا، من غير المرجح أن يكون لمرض ترامب تأثير كبير على الاقتصاد، كما كتبت يلينا شولياتيفا، كبيرة الاقتصاديين الأميركيين في Bloomberg Economics، في رسالة بالبريد الإلكتروني نشرتها الوكالة، واطلعت عليها «العربية نت».

وقالت إن أي تغيير في مسار إعادة فتح الولايات والاقتصاد «سيكون من الصعب جداً تمييزه» عن العوامل الأخرى التي تتسبب في إبطاء وتيرة الارتداد.