بغداد تعِد واشنطن بنتائج ملموسة في «حماية البعثات»
● بلاسخارت تثير غضباً بلقائها قيادياً حشدياً
● مصطفى الكاظمي يستعجل تحديث بيانات الناخبين
اعتبر وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين أن القرار المبدئي للإدارة الأميركية بسحب السفارة من بغداد لا يصبُ في مصلحة الشعب العراقي، في حين استعجل رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي تحديث كشوف الناخبين تمهيداً لإجراء الانتخابات المبكرة بعد ساعات من مطالب وتحذيرات أطلقها مقتدى الصدر.
بعد تمدد سلسلة الاستهدافات الممنهجة للمنشآت العسكرية والدبلوماسية للولايات المتحدة في العراق، لتصل إلى مطار أربيل الدولي والقاعدة العسكرية للقوات الأميركية بعاصمة إقليم كردستان، أكد وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين أن القرار المبدئي للإدارة الأميركية بسحب السفارة من بغداد «لا يصبُ في مصلحة الشعب العراقي».وقالت وزارة الخارجية العراقية، في بيان، إن حسين تلقى اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو مساء أمس الأول، وركز الحديث على العلاقات والروابط الثنائية بين البلدين، وعلى القرار المبدئي للإدارة الأميركية بسحب السفارة.وعبر حسين عن القلق تجاه قرار السحب رغم كونه قراراً سيادياً يخص الجانب الأميركي، ولكن قد يُؤدي إلى «نتائج لا تصُبّ في مصلحة الشعب العراقي.
وأكد وزير الخارجية أن الحكومة العراقية اتخذت عدداً من الإجراءات الأمنية التنظيمية، والسياسية، والدبلوماسية، لوقف الهجمات على المنطقة الخضراء، حيث تتواجد السفارة الأميركية ومطار بغداد، وستكون هناك نتائج إيجابية ملموسة في القريب العاجل.بدوره، أكد الوزير الأميركي أن العلاقات الأميركية- العراقية مُهمة للجانبين.وناقش حسين وبومبيو مُختلِف الاحتمالات المستقبلية بالنسبة لوضع البعثات الدبلوماسية في بغداد، ووعد الوزير الأميركي بأخذ ما طُرِحَ في النقاش بنظر الاعتبار. كما أكد الجانبان أهمية الاستمرار في تبادل وجهات النظر، والتواصُل من أجل إيجاد حُلُول للأزمة. ومنذ أشهر مضت، تتعرض «المنطقة الخضراء» في بغداد التي تضم مقار حكومية وبعثات سفارات أجنبية إلى جانب قواعد عسكرية تستضيف قوات التحالف الدولي، وأرتال تنقل معدات لوجستية، لقصف صاروخي، وهجمات بعبوات ناسفة من قبل جهات يعتقد أنها موالية لإيران وفي مقدمتها «كتائب حزب الله».في غضون ذلك، هنأت السفارة الأميركية في بغداد، العراقيين بمناسبة «اليوم الوطني»، معربة عن أملها بالعمل مع الشركاء والأصدقاء العراقيين لبناء عراق آمن ومستقر ومزدهر.
لقاء الخال
إلى ذلك، أثارت ممثلة بعثة الأمم المتحدة في العراق، جينين بلاسخارت، موجة غضب في الأوساط الشعبية ومناصري الاحتجاجات، بسبب لقائها رئيس أركان «الحشد الشعبي»، عبدالعزيز المحمداوي، الملقب بـ»الخال».وقالت هيئة «الحشد الشعبي»، أمس الأول، إن «المحمداوي استقبل بلاسخارت داخل مقر الهيئة، وجرى خلال اللقاء بحث تطورات الأوضاع الأمنية في البلاد، وملاحقة بقايا فلول داعش الإرهابي التي تحاول تعكير صفو الأمن والاستقرار في بعض المناطق».وأكد المحمداوي أن «هيئة الحشد مؤسسة رسمية ترتبط بالدولة العراقية، وتخضع لقرارات القائد العام للقوات المسلحة»، مشدداً على «ضرورة الوقوف مع الدولة وقراراتها، واحترام هيبتها».والمحمداوي، أو «الخال»، مصنف على لائحة الإرهاب الأميركية، وهو أحد أعضاء هيئة الشورى في كتائب «حزب الله العراقية»، وقيادي ميداني بالكتائب، كما أن هناك اعتقاداً واسعاً بأنه يدير أحد المعتقلات غير القانونية بجرف الصخر.كشوف الناخبين
في هذه الأثناء، دعا رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي إلى الإسرع بتحديث وإكمال بيانات الناخبين العراقيين، استعدادا للانتخابات العامة البرلمانية التي ستجرى في البلاد منتصف العام المقبل.وحث الكاظمي، في بيان المفوضية العليا المستقلة للانتخابات على مضاعفة جهودها لتسريع إكمال تسجيل الناخبين في أقرب وقت استعدادا للانتخابات المبكرة.وشدد على أهمية تمكين كل الناخبين من التصويت في الانتخابات، المقرر إجراؤها في السادس من شهر يونيو المقبل، مشيراً إلى أن مشاركة الناخبين الواسعة في التصويت دليل على ثقة الشعب العراقي بالديمقراطية والنظام المدني الدستوري، كما يساهم في قطع الطريق على المسيئين لنزاهة وشفافية العملية الانتخابية.وجاء استعجال الكاظمي بعد ساعات من إطلاق زعيم كتلة «سائرون»، الأكبر بالبرلمان، مقتدى الصدر، تحذيرا من أنه في حال لم تفِ الحكومة بوعدها الانتخابي فإن ذلك يعني «ضياع العراق».وقال الصدر، عبر «تويتر»، بمناسبة الذكرى السنوية للحراك الشعبي الذي انطلق في أكتوبر الماضي ضد الطبقة السياسية التي تهيمن عليها فصائل وأحزاب موالية لطهران: «إن مطالبنا ومطالب انتفاضة أكتوبر بشأن الانتخابات وإرجاع الخدمات للشعب ومحاسبة المعتدين على المتظاهرين لم تتحقق».وقدم الصدر نصائحه إلى من يريد التظاهر، بـ»الالتزام بالشرع والأعراف المعمول بها، والحفاظ على السلم الأهلي والصحة العامة، وعدم الاستعانة بدول خارجية لأن هذا مناف لحب الوطن، والتحلي بالحكمة وحب الوطن وعدم التعدي على القوات الأمنية، وعدم زج العناوين الثائرة والشخصيات الناشطة بعنوان سياسي علني أم سري على الإطلاق».فلول «داعش»
على صعيد منفصل، أعلنت خلية الإعلام الأمني، أمس، إلقاء القبض على 26 إرهابياً من «فلول داعش» في محافظة نينوى.في السياق، اغتال مجهولون، أمس، شرطياً بواسطة أسلحة مزودة بكواتم للصوت، في مدينة الناصرية عاصمة محافظة ذي قار جنوبي بغداد.وذكر مصدر بشرطة المحافظة أن الهجوم أسفر عن مقتل الشرطي، في حين فر المهاجمون قبل وصول قوات الأمن إلى المنطقة.
مطالبنا ومطالب "انتفاضة أكتوبر" بشأن الانتخابات والخدمات ومحاسبة المعتدين لم تتحقق مقتدى الصدر