بدأ حزب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون المحافظ مؤتمره السنوي أمس، في أجواء يسودها التوتّر، إذ يثير تشديد التدابير لاحتواء فيروس «كورونا» المستجد شكوكا متزايدة حيال قيادته.وأجبرت الأزمة الصحية المؤتمر «المحافظين» للانتقال إلى العالم الافتراضي، واستهله وزير الخارجية دومينيك راب بكلمة استعرضت أولويات بريطانيا كدولة ذات سيادة غير منضوية في الاتحاد الأوروبي.
أما جونسون، فيختتم المؤتمر بكلمة يلقيها الثلاثاء بينما سيكون عليه مواجهة التململ المتزايد داخل صفوف الحزب كما في الشارع، في وقت تفاقم موجة «كورونا» الثانية حصيلة وفيات تعد في الأساس الأعلى في أوروبا.وحسب إحصاء نشره موقع «كونزرفاتيف هوم»، تراجع التأييد في أوساط أعضاء الحزب لفرض تدابير إغلاق إلزامية، وبات عدد أكبر منهم حاليا يفضّل اتباع الطريقة السويدية التي تشدد على التباعد الاجتماعي الطوعي.وحقق جونسون فوزاً كبيراً في انتخابات ديسمبر، لكن محرر «كونزرفاتيف هوم» بول غودمان أشار إلى أن نسب التأييد لرئيس الوزراء شخصيا في أوساط الحزب أقل من نسب التأييد للحكومة. واتهمه بعض نواب الحزب بإدارة البلاد بطريقة استبدادية في وقت أُجبر الملايين في أنحاء انكلترا على التزام تدابير إغلاق تفرض على نطاق محلي، بينما يلتف معارضوه حول وزير المال الشاب الذي يحظى بشعبية ريشي سوناك.ومن المقرر أن يلقي سوناك الذي يعرف بمهارته الخطابية، كلمة أساسية غداً، لاستعراض التدابير الجذرية التي اتّخذها لحماية الاقتصاد من مزيد من الفوضى.وقلّل جونسون في مقابلة أجرتها معه صحيفة «ذي ديلي تلغراف» من أهمية فكرة أن سوناك تحوّل إلى خصم له، مشيرا إلى أن هذه التقارير «غير صحيحة».وقال: نحن على توافق. لدي مجلس وزراء رائع ولدي إعجاب هائل به وبالتأكيد بجميع بقية أعضاء الحكومة.بدورها، أصرّت المسؤولة الرفيعة في الحزب أماندا ميلينغ على أن أعضاءه «لا يزالون يحبون بوريس». وقالت لموقع «بوليتيكو» في مقابلة سبقت المؤتمر: أعتقد أن الناس يفهمون ذلك. نحن في وضع غير مسبوق إذ لدينا كحكومة مسؤولية حماية حياة الناس. وأضافت: حقق رئيس الوزراء نتيجة مذهلة في ديسمبر الماضي. ما كنا لنحظى بهذه الغالبية بثمانين مقعدا لولا برنامج بوريس الانتخابي وإنجاز بريكست.لكن بدلا من حل المسائل المرتبطة بانسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، دخل جونسون في سجال الآن مع بروكسل بعدما أقر البرلمان مشروع قانون يتجاوز التكتل في ما يتعلّق بترتيبات التجارة المستقبلية بين بريطانيا وإيرلندا الشمالية. وأثار الجدل القلق في أوساط بعض النواب المحافظين الذين يخشون من تأثير ذلك على سمعة بريطانيا كدولة مدافعة عن حكم القانون.إلا أن التنديد ببروكسل أمر معهود بالنسبة إلى الجناح اليميني في الحزب ولطالما كان جونسون أبرز مندد بالتكتل في خطاباته خلال المؤتمر السنوي.وهذه المرة، سيحرم من فرصة الوقوف على المنصة تحت الأضواء.وفي السياق، عقدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين، ورئيس وزراء بريطانيا، اجتماعا عبر تقنية الفيديو كونفرانس امس، «لتقييم المفاوضات» بين الجانبين، في ظل نفاد الوقت في سبيل تحقيق هدف التوصل إلى اتفاق ينظم العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة بعد «بريكست».وحسب فون دير لاين، لا تزال القضايا الأكثر صعوبة على جدول أعمال المفاوضات مفتوحة، ومن المقرر أن يحدد تقييم الأمس، كيف ستسير الأمور خلال الأسابيع المقبلة.
دوليات
أزمة ثقة بوريس جونسون تخيّم على مؤتمر «المحافظين»
04-10-2020