مصر: احتفالات «الموالاة» تدفن دعوات التظاهر

استياء من استبعاد قوائم ومرشحين من سباق «النواب»

نشر في 04-10-2020
آخر تحديث 04-10-2020 | 00:05
جانب من تظاهرة موالية أمس الأول (رويترز)
جانب من تظاهرة موالية أمس الأول (رويترز)
تنفست مصر الصعداء أمس، بعدما ظهر جلياً ميل أغلبية الشعب المصري للاستقرار، غداة احتشاد آلاف المواطنين في قلب القاهرة وعدد من مراكز المدن، أمس الأول، للاحتفال بذكرى انتصارات أكتوبر 1973، والتي تحولت لاحتفالية تأييد للرئيس عبدالفتاح السيسي، فيما فشلت دعوة رجل الأعمال الهارب محمد علي، لحشد تظاهرات في ميدان التحرير بقلب القاهرة.

واستجاب الآلاف لدعوة أطلقتها أحزاب موالية للاحتفال بذكرى حرب 6 أكتوبر، التي تحل الثلاثاء المقبل، وشهدت منطقة منصة الاحتفالات العسكرية والنصب التذكارية بمدينة نصر (شرقي القاهرة)، التجمع الأكبر، إذ تم نصب منصة ضخمة شهدت وجود عدد كبير من المطربين، فيما احتشد بضعة آلاف من المواطنين الذين حملوا صور وشعارات مؤيدة للرئيس السيسي.

ودعت أحزاب «مستقبل وطن»، و«الشعب الجمهوري»، و«المصريين الأحرار»، و«الوفد»، وعدة قوى سياسية للمشاركة في الاحتفال الذي حمل شعار «في حب مصر»، والذي جاء رداً على دعوات مستمرة للتظاهر منذ الشهر الماضي ضد الحكومة المصرية، بينما قال الاتحاد العام لنقابات عمال مصر، في بيان، إن المشاركة في الاحتفالات جاءت لتجديد الثقة في الرئيس السيسي، وتفويضه مجدداً لاتخاذ ما يلزم لحماية الأمن القومي في الداخل والخارج.

في المقابل، حصدت دعوة محمد علي وجماعة «الإخوان» لنزول الملايين في «جمعة النصر» السراب، إذ تمخضت عن فشل ذريع في الشارع مع عدم خروج المواطنين للاستجابة لهذه الدعوة، بينما تحولت الدعوة المليونية إلى تظاهرة إلكترونية، إذ اكتفى أنصار الجماعة بتدشين هاشتاغ ضد الحكومة عبر موقع «تويتر».

وأجمع مراقبون على أن دعوات التظاهر المستمرة منذ 20 سبتمبر الماضي، وصلت إلى نهايتها.

وبدا واضحا أن أعضاء حكومة مصطفى مدبولي، يعملون على تقديم خدمات إضافية لتخفيف حدة التململ الشعبي من زيادة الأسعار، إذ قرر وزير النقل كامل الوزير، أمس، تنفيذ ما أعلنته وزيرة التضامن الاجتماعي نيفين القباج، الخميس الماضي، عن توفير وسائل النقل العام مجانا لمن هم فوق السبعين عاما، وإقرار تخفيض بقيمة 50 في المئة لمن هم فوق الستين، على أن يشمل القرار السكك الحديدية، والمترو، وحافلات النقل العام، وذلك بموجب البطاقة الشخصية.

جاء ذلك بعد سلسلة من التسهيلات التي أطلقها رئيس الحكومة مصطفى مدبولي 24 سبتمبر الماضي، بإعلان مد أمد التصالح في مخالفات البناء لنهاية أكتوبر الجاري، كما أعلن وزير الكهرباء، الخميس الماضي، مد المهلة الخاصة بتقديم طلبات تحويل ممارسات الكهرباء إلى عدادات كودية من نهاية سبتمبر إلى نهاية أكتوبر.

وأعلن وزير الآثار والسياحة خالد العناني موافقة الحكومة مبدئياً على خطة لدعم قطاع السياحة المتداعي بسبب تفشي فيروس «كورونا» عالميا، إذ أعلن عن تأجيل سداد المستحقات على الشركات والمنشآت السياحية مقابل استهلاك الكهرباء والغاز والمياه حتى نهاية ديسمبر المقبل، مع تأجيل سداد مديونيات هذه الشركات لبداية العام المقبل، على أن تلتزم بعدم تسريح أي عمالة لديها.

في غضون ذلك، مع تواصل استعدادات الأحزاب والمرشحين لانتخابات مجلس النواب نهاية الشهر الجاري، بدا أن أزمة المستبعدين من سباق الترشح بقرار من الهيئة الوطنية للانتخابات، تتوسع، إذ استبعدت الهيئة قائمة التيار الوطني المصري، بقيادة محافظ الإسكندرية الأسبق اللواء طارق المهدي، بسبب أخطاء في بيانات إقرار الذمة المالية لعدد من المرشحين، الأمر الذي أثار استياء مرشحي القائمة المستبعدة.

ومع استبعاد عشرات المرشحين، تقدم النائب المعارض ضياء الدين داود، بطعن أمام المحكمة الإدارية العليا، صباح أمس، على قرار استبعاد ترشحه بحجة عدم تقديمه إقرار الذمة المالية الخاص بزوجته، معلنا انتظار رأي المحكمة النهائي خصوصا أنه قدم كل الأوراق المطلوبة، ويعد داود من أبرز رموز تكتل «25/30» المعارض في البرلمان الحالي.

سورية

وفي تصرف أثار استياء شعبياً واسعاً، وردود فعل غاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي، تقدم أحد المحامين المصريين أمس، بإنذار رسمي لرئيس الحكومة يطالبه فيه بتطبيق نظام الكفيل على السوريين الموجودين في مصر، لأنهم ظهروا بمظهر الإقطاعيين الذين ينكلون بالعمال المصريين، وطالب بتطبيق نظام الكفيل عليهم لحماية العامل المصري «الذي أضير من تجبر السوريين عليه».

back to top