في خطوةٍ تهدف لإنهاء 17 عاماً من الصراعات والحروب، التي قُتل فيها مئات الآلاف، وخلّفت نحو 3 ملايين لاجئ ونازح داخل البلاد وخارجها، وقّعت الحكومة الانتقالية السودانية وفصائل متمردة في دارفور وجنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق، أمس، اتفاق سلام تاريخياً.وشارك في مراسم التوقيع، التي أقيمت في «ساحة الحرية» بجوبا، عاصمة جمهورية جنوب السودان، رئيس المجلس السيادي الانتقالي الفريق أول الركن عبدالفتاح البرهان، ورئيس مجلس الوزراء عبدالله حمدوك.
ووقّع الاتفاق، ممثلون عن حكومة الخرطوم، وحركة «جيش تحرير السودان»، جناح أركو مناوي، وحركة «العدل والمساواة» و«الحركة الشعبية» جناح مالك عقار، وفصائل متمردة أخرى، إضافة إلى ضامني الاتفاق من تشاد وإثيوبيا وقطر ومصر والإمارات والسعودية والاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة.وقال النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الانتقالي، رئيس الوفد الحكومي للمفاوضات عبر «فيسبوك» محمد حمدان دقلو «حميدتي»: «اليوم ربح السودانيون، بتوقيع اتفاق السلام النهائي، المعركة لمصلحتهم في تحقيق السلام والأمن والمحبة، لتُطوى معها صفحة حزينة من تاريخ بلادنا طوال الـ 17 عاماً من الحرب والدمار، وهي حقبة رسمت مشهدها دموع الرجال والنساء والشباب، خسرنا الكثير بالفجائع، وفقدان الأمان، لنعرف قيمة السلام، الذي نتطلع لعهده الجديد بكل همة وعزيمة».واستمرت المحادثات بين الحكومة وحركات الكفاح المسلح عاماً في جوبا، وصولاً للاتفاق على ملفات أبرزها الترتيبات الأمنية.ويمهِّد توقيع هذا الاتفاق لمرحلة جديدة تتمثل بتوطيد سلام عادل وشامل في مناطق الصراع، وعودة اللاجئين والنازحين إلى ديارهم.ويسعى الاتفاق إلى إصلاح المؤسسة العسكرية، عبر عمليات دمج قوات الكفاح المسلح الواردة في بند الترتيبات الأمنية. ورغم الآمال المعقودة على نجاح اتفاق جوبا في إرساء الاستقرار فإن البعض يشكك في صعوبة المسار في ظل تخلف بعض الحركات عن عملية السلام، وفي مقدمتها حركة «تحرير السودان»، التي يقودها عبدالواحد محمد نور بدارفور، و«الحركة الشعبية» شمال، بقيادة عبدالعزيز الحلو.
أخبار الأولى
السودان يطوي 17 عاماً من الحروب
04-10-2020