قرغيزستان تقترع وسط انقسام على نفوذ موسكو

نشر في 05-10-2020
آخر تحديث 05-10-2020 | 00:00
عجوز قرغيزي يدلي بصوته في بيشكك أمس (إي بي أيه)
عجوز قرغيزي يدلي بصوته في بيشكك أمس (إي بي أيه)
توجه الناخبون في قرغيزستان بآسيا الوسطى، أمس، إلى مراكز الاقتراع لانتخاب برلمان جديد، في اختبار لعلاقات البلاد الوثيقة مع روسيا، ووسط إحباط كثير من الناخبين من النخبة السياسية، وقلقهم من أسوأ أزمة اقتصادية تمر بها البلاد في 20 عاما.

وعززت قيادة قرغيزستان علاقتها مع روسيا خلال السنوات الأخيرة، في ظل الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، بقيادة موسكو وتحالف منظمة معاهدة الأمن الجماعي العسكري، في فترة ما بعد الاتحاد السوفياتي.

وكانت حركات المعارضة تنتقد تلك العلاقات الوثيقة، مدعية أن هذه العلاقة "تنتقص من استقلال قرغيزستان". وندد الرئيس القرغيزي سورونباي جينبيكوف بمشاعر المعارضة خلال لقاء مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في مدينة سوتشي الروسية، قبل أيام من الانتخابات.

وقال جينبيكوف، خلال اجتماع الاثنين، إن حركات المعارضة هذه تحاول "دق إسفين في علاقة الحلفاء والشراكة الاستراتيجية"، وأضاف جينبيكوف لبوتين: "لن ينجحوا أبدا، لأن دعم روسيا ضروري بالنسبة لنا. أود أن أشكركم على هذه المساعدة. لطالما اعتززنا بعلاقتنا التاريخية التي صمدت أمام اختبار الزمن".

ومن بين الأحزاب المشاركة في الانتخابات، يرتبط جينبيكوف ارتباطا وثيقا بحزب بريمديك (الوحدة) من التيار الاشتراكي الديمقراطي، الذي تم تشكيله حديثا، بعد أن نأى بنفسه عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي، الذي كان مهيمنا في السابق، والمرتبط بسلفه المثير للجدل.

ويتنافس إجمالا 16 حزبا على مقاعد البرلمان البالغ عددها 120 في البرلمان الوطني المكون من مجلس واحد، وإذا لم يحصل أي حزب على نسبة من الأصوات أعلى من اختيار "رفض الجميع" سيتعين الدعوة لانتخابات جديدة.

وفوز أنصار جينبيكوف بعدد كبير من المقاعد في المجلس التشريعي أمر مرجح على ما يبدو، لكن من شبه المؤكد أن التحالف الحاكم الحالي الموالي للرئيس سيشهد تغيرات بسبب انقسامات داخلية في تكتلين سياسيين أساسيين، وهو ما سيشكل اختبارا لقدرة الرئيس على إبرام تحالفات سياسية جديدة.

وقال ناسيربك أتوكولوف، وهو محاضر جامعي يبلغ 50 عاما، بعد الإدلاء بصوته في بيشكك "الديمقراطية تتراجع أكثر فأكثر، والمعارضة المنهجية تكاد تكون معدومة".

وشابت الحملة الانتخابية مزاعم بشراء الأصوات، وأظهر استطلاع للرأي أجراه المعهد الجمهوري الدولي، المدعوم من الولايات المتحدة، في أغسطس، أن 15 في المئة من المشاركين يؤيدون فكرة التصويت ضد جميع الأحزاب.

وتصدر الاقتصاد والفساد مخاوف الناخبين، ويتوقع البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية أن ينخفض الناتج المحلي الإجمالي لقيرغيزستان 9.5 في المئة في 2020 بسبب جائحة كورونا، وأن يستغرق التعافي سنوات.

وقال رجل أعمال، عرف عن نفسه فقط باسمه الأول "كانات"، في مركز اقتراع، حيث سمح المسؤولون بدخول الناخبين في مجموعات صغيرة بعد قياس درجة حرارتهم كإجراء وقائي من فيروس كورونا، أمس، "الوضع الاقتصادي مروع. نحن بحاجة الى اقامة دولة القانون".

من ناحيته، ذكر رئيس وزراء قيرغيزستان كوباتبك بورونوف، بعد الادلاء بصوته، "هناك الكثير من الشائعات، كل شيء سيكون مستقرا في البلاد، وستبذل الحكومة قصارى جهدها لتحقيق ذلك".

وبدأت نتيجة التصويت تظهر، لكن الانقسامات التي تعانيها الأحزاب تعني أن تشكيل الحكومة قد يستغرق أسابيع، وتمت مراقبة التصويت بشكل مستقل من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.

ولدى البلد، الذي يبلغ عدد سكانه 6.5 ملايين نسمة، تاريخ من الاضطرابات السياسية في السنوات الـ15 الماضية، إذ أطيح برئيسين في ثورتين، بينما يقبع ثالث في السجن بعد خلاف مع من تولى بعده السلطة، وتعتبر البلاد جزيرة ديمقراطية بين دول وسط آسيا التي تعتمد أساليب حكم أقل ديمقراطية.

وتنتمي قرغيزستان الى المجلس التركي للدول الناطقة بالتركية، الذي يضم 6 دول، تعتمد اللغة التركية ولهجاتها لغة رسمية لها، وهي أذربيجان، جمهورية شمالي قبرص التركية، تركمانستان، أوزبكستان، قرغيزستان، وكازاخستان. و80 في المئة من القرغيزيين يعتنقون الإسلام، و16 في المئة من المسيحيين الأرثوذكس، والروسية هي اللغة الثانية بعد القرغيزية التي تعتبر إحدى اللهجات التركية.

ولم يتضح إذا كان هناك أي تأثير تركي على الانتخابات أو على المعارضة، وسط التوتر

بين روسيا وتركيا، على خلفية الصراع بين أذربيجان وأرمينيا.

وأواخر الشهر الماضي، قدمت تركيا دعما ماديا إلى قرغيزستان، لشراء مستلزمات متعلقة بزيادة شفافية ومصداقية الانتخابات، مثل أجهزة تحديد هوية الناخبين.

ويتعرض النفوذ الروسي في عدة مناطق لمخاطر مثل ما يحدث في بيلاروسيا، الحديقة الخلفية لموسكو، التي تشهد حراكا سياسيا واحتجاجات مطالبة بالديمقراطية.

back to top