في البداية، قال المخرج هاشم الشخص: رحم الله صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، وأسكنه فسيح جناته وبارك في صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد أميرنا الجديد، ودائما نفخر بحكم أسرة آل الصباح الكرام الذين رسخوا مبادئ الديمقراطية والحياة الكريمة.وفيما يتعلق بالمجال السينمائي، لفت الشخص إلى أن الأوضاع تغيرت عن ذي قبل، حينما قدم أعماله السينمائية، ومنها فيلم "الصمت" بطولة حياة الفهد وأحمد الصالح وعلي البريكي ونخبة من نجوم الكويت، وهو من الأفلام الملونة وتم إنتاجه عام 1979، وكانوا يستفيدون من الخبرات السينمائية المصرية بما لها من باع طويل في هذا المجال، فخرجت أفلام سينمائية كويتية لاتزال الى اليوم مفخرة الكويت وبداية نهضتها السينمائية، كما شاركت الكويت في فيلم "الرسالة" من إخراج مصطفى العقاد والمنتج المنفذ محمد السنعوسي، وكان معنا كاظم القلاف وعبدالعزيز المنصور ومساعد المنصور، فلنا تاريخ سينمائي عريق.
خطة سينمائية
وأشار إلى أن ما ينتج الآن من سينما كويتية لا يعتبره سينما، وإنما هو أقرب إلى الفيديو منه إلى السينما، لأنه يوضع على "دي في دي" ويعرض، مؤكدا ان شباب الكويت درسوا فى اميركا ومجتهدون ومخلصون، لكن تنقصهم الخطة الشاملة للنهوض بالسينما في الكويت، بحيث تتحول الى صناعة فيها استوديوهات ومعامل طباعة ومعدات، وقد كان لدينا قبل الغزو معمل سينمائي على أعلى مستوى، لكن للأسف تم تدميره أثناء الغزو. وحول وجود مهرجان سينمائي فى الكويت ومشاركته فيه قال الشخص: كنت على رأس لجنة التحكيم في الدورة الثالثة للمهرجان، وشاهدت 40 فيلما معظمها ذات مستويات متواضعة، ولذلك نطالب باستمرار الدعم وزيادته من أجل الارتقاء بالعمل السينمائي الكويتي ومساعدة المواهب الشبابية لتقديم سينما كويتية ذات مستوى أفضل تنافس في المهرجانات الإقليمية والدولية، مشيرا الى مشاركته قبل خمسة عشر عاما في مهرجان القاهرة السينمائي للطفل، وفوز فيلمه الكارتوني "ابن الغابة" بالجائزة الاولى وسط 100 فيلم من كل أنحاء العالم، لتحصد الكويت الكأس الذهبية، فالكويت قادرة بكوادرها الكبيرة المبدعة بالنهوض بالسينما، ونأمل في عهد صاحب السمو دفع السينما الى آفاق جديدة، فهي مرآة للشعب الكويتي وتعكس حضارته وثقافته.بدوره، قال رئيس مجلس إدارة نادي الكويت للسينما حسين الخوالد إن وفاة صاحب السمو تركت آثارا كبيرة، ليس على الكويت فقط أو الخليج ولكن على العالم أجمع بما له من مكانة كبيرة وعظيمة بين الأمم على المستوى السياسي والإنساني، ومساعداته وصلت لكل أنحاء الدنيا، كما أخمد نار الفتنة والحروب في بعض الدول التي وقعت فريسة للمؤامرات، فكان لحكمته اليد العليا، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.وأضاف الخوالد أن الأمل كبير في صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الاحمد، الذي تعلم وخبر السياسة ودهاليزها في بيت الحكم، وهو قادر على قيادة سفينة الكويت الى بر الأمان وسط الأمواج العاتية التي تحيط بالمنطقة من حولنا، وكلنا جنود خلف سموه على مستوى كل قطاعات الكويت، فهو خير خلف لخير سلف.وحول المجال السينمائي، أشار إلى أن الكويت كانت رائدة سينمائيا على مستوى الخليج، ولها من التاريخ السينمائي والاعمال ما تفخر به على مر الزمان، لكن في نفس الوقت الزمن يتغير والمعدات تتقدم والتطور التكنولوجي يكتسح كل شيء، وعلينا مواكبة هذا التطور لنظل في مقدمة الصفوف، فلا يكفي أن نفخر بما قدمنا من سينما مثل الفخ وعرش الزين وبس يا بحر والصمت والعاصفة، وغيرها من الأفلام التي أصبحت من العلامات السينمائية الخليجية. ولفت إلى وجود شباب سينمائي كويتيين مبدعين ويتمتعون بإمكانيات كبيرة، لكن ينتظرون الدعم من الحكومة، لكي تساندهم في تقديم أعمال سينمائية تليق باسم الكويت وتكون على خطى الأجداد وأن يكون للكويت توجه جديد في المجال السينمائي، لكي تعرض أفلامنا في المحافل الدولية وتقدم الكويت بصورتها الناصعة، وهذا لن يتحقق إلا إذا كان لدينا مسؤولون على قناعة كاملة بأهمية السينما ودورها الثقافي.وحول خطط نادي الكويت للسينما في المرحلة المقبلة، قال الخوالد إن النادي حاله حال كثير من المؤسسات الثقافية والفنية، التي تعطلت بسبب كورونا وتوقف نشاطها تماما، وهذا أمر خارج عن إرادتنا جميعا، تماشيا مع إجراءات الدولة الاحترازية لمكافحة هذا الوباء الذي ضرب العالم، لكن كلنا أمل ان ينتهي قريبا ليعود النشاط من جديد.وأضاف أن النادي قام بعمل تغييرات واسعة وشاملة خلال الفترة الماضية، فقد أنشأ الاستوديوهات الداخلية ومنها قناة تلفزيونية وإذاعية، وتحولت الغرف والمكاتب الى ستوديوهات، كما نستعد مع بداية انطلاق المرحلة الخامسة لتنظيم مجموعة من الورش الفنية، ومنها ورشة التصوير تحت الماء، وهي ورشة متخصصة تقام للمرة الاولى في الكويت وتحتاج إلى مدربين أكفاء، وكذلك ورشة التصوير الجوي من خلال إحدى الطائرات، لكي نقوم بتدريب كوادرنا على التصوير الجوي وكيفية أخذ اللقطات الجوية أثناء التحليق، وكل هذه الأشياء تحتاج إلى الحصول على تصاريح من الإعلام ووزارة الداخلية التزاما بالقوانين.وبالنسبة إلى أهم الاعمال السينمائية التي سيقوم النادي بإنتاجها خلال الفترة المقبلة، ذكر الخوالد: هناك العديد من الأفلام، منها فيلم حول الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد سيرة ومسيرة، يتحدث عن إنجازات صاحب السمو الراحل في الداخل والخارج، الى جانب افلام كارتونية ووثائقية وروائية قصيرة، فنحن في انتظار إطلاق المرحلة الخامسة، لنعمل على تنفيذ هذه المشاريع السينمائية والخطط الموضوعة من قبل تفشي فيروس كورونا. وفيما يتعلق بإقامة مهرجان سينمائي باسم النادي، أوضح أنه تم الإعلان عن إقامة مهرجان الدانة السينمائي، لكن تعثر المشروع بسبب ضعف الامكانيات المادية، وهذا ما نأمله بدعم من قيادتنا الجديدة، فالخطط موجودة وجاهزة للتنفيذ.مركز إنساني
من جهته، ترحّم المخرج علي حسن على حضرة صاحب السمو الأمير الراحل الشيخ صباح الاحمد، أمير الانسانية "الذي تركت وفاته في داخلنا جرحا بالغا لإنسانيته، ليس على مستوى الكويت فقط ولكن على مستوى العالم، فالكويت أصبحت مركزا إنسانيا عالميا في عهده، وتم تكريم سموه تكريما أمميا ستظل تفخر به الكويت طوال تاريخها، لكن هذا قضاء الله وقدره، فنسأل الله له الرحمة والمغفرة".وتمنى حسن أن يمتع الله صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الاحمد بالصحة والعافية لقيادة الكويت في عصر جديد من الازدهار والتفوق في شتى المجالات بمشيئة الله، وهذا ما عودنا عليه آل الصباح الكرام، فالكويت كلها تقف خلف سموه وتتمنى له النجاح والتوفيق والسداد في حمل الأمانة، وهو أهل لها.وحول السينما، قال حسن: نحتاج إلى أكاديمية متخصصة في المجال السينمائي لتخريج الكوادر الفنية الموهوبة والمبدعة، وتعديل بعض القوانين الخاصة بالسينما والعمل على تحويلها الى صناعة كما هو موجود في مصر، لأن الانتاج السينمائي في الكويت ما هو إلا اجتهادات شخصية وفردية. وأشار إلى أن المنتج السينمائي الكويتي يعاني أشد المعاناة، بسبب أسلوب عرض أفلامه التابع لدور العرض التي تتقاضي ما قيمته 60 في المئة من الإيرادات، وهذا يجعل أي منتج يتعرض للخسارة ويتجه إلى تقديم أفلام قليلة التكاليف حتى لا يخسر أمواله، فلابد من النظر في هذا الأسلوب إذا أردنا إنتاج سينما كويتية قوية ولها قيمة كبيرة، لأن المنتج لن يدفع إنتاجيا ما يقرب من 200 ألف دينار على فيلم يعلم سلفا أنهم لن يعودوا إليه وأن الخسارة مؤكدة. ولفت إلى أن إنتاج الأفلام الوثائقية يقتصر فقط على وزارة الإعلام، دون السماح للمنتج الوطني باقتحام هذا المجال الا في المهرجانات، مطالبا بوجود كوادر عربية وأجنبية لزيادة التلاقح الفكري والثقافي بين أبناء الكويت والخبرات الكبيرة.وطالب كذلك بوجود مدينة للإنتاج الاعلامي والسينمائي وسرعة إجازة النصوص وتسهيل أخذ التصاريح والموافقات من الاعلام والداخلية والمساعدة في استخراج أوراق استقدام الفنيين، كل هذه الامور سوف تساعد على النهوض بالسينما الكويتية.من جانبه، أكد المخرج محمد الحملي ضرورة وجود دعم للكوادر الشبابية الوطنية التي تحاول تقديم سينما متميزة تحمل اسم الكويت وتحريك عجلة الانتاج السينمائي، لافتا إلى أنه مسرحي بالأساس ويعشق المسرح وله أعمال مسرحية كثيرة، إلا أن له بعض التجارب السينمائية الواعدة التي يسعى من خلالها لتقديم نفسه سينمائيا.وتمنى الحملي ان تشهد الفترة المقبلة في عهد صاحب السمو أميرنا الجديد الشيخ نواف الأحمد عصر ازدهار للسينما الكويتية من خلال الدعم والمؤازرة، مترحما على صاحب السمو الراحل الشيخ صباح الاحمد، طيب الله ثراه واسكنه فسيح جناته.