الرئيس الأميركي دونالد ترامب يشعل الحملة الرئاسية قبيل مغادرة المستشفى

جولة الرئيس بالسيارة لتحية أنصاره خارج «وولتر ريد» تثير انتقادات: عرَّض الناس للخطر

نشر في 06-10-2020
آخر تحديث 06-10-2020 | 00:12
ترامب يلوح لأنصاره من سيارته خارج «والتر ريد» في بيثيسدا بولاية ماريلاند أمس الأول	 (أ ف ب)
ترامب يلوح لأنصاره من سيارته خارج «والتر ريد» في بيثيسدا بولاية ماريلاند أمس الأول (أ ف ب)
استبق الرئيس الأميركي دونالد ترامب خروجه من المستشفى، الذي يعالج فيه من فيروس كورونا السريع التفشي والخطير، وأطلق سيلاً من التغريدات ينبئ بعودة صاخبة إلى حملته الانتخابية وحشد أنصاره للتصويت بكثافة لإعادة انتخابه فترة ثانية.
مع دخول السباق إلى البيت الأبيض شهره الأخير، أعطى الرئيس الأميركي دونالد ترامب زخماً كبيراً لمعركته الانتخابية أمام منافسه الديمقراطي جو بايدن، قبل خروجه من مستشفى وولتر ريد العسكري.

وغداة ظهوره المفاجئ في موكب سيارات خارج المستشفى لتحيّة مؤيديه، عدّد ترامب، في سلسلة تغريدات، أسباب التصويت له في 3 نوفمبر، مذكّراً بأن يوم أمس هو آخر موعد للتسجيل في التصويت بولايات أريزونا وفلوريدا وجورجيا وأوهيو وتكساس.

وبعد ليلتين في المستشفى، وجّه ترامب رسالة مباشرة دعا الناخبين فيها إلى التصويت له «من أجل الحريات الدينية وفرض النظام والقانون وارتفاع البورصة وتعافي الاقتصاد وتوفير الوظائف وتأييد حق الحياة (منع الإجهاض) وضمان صحي واجتماعي فريد، وإبقاء الجيش قوياً، والسلام، وتثبيت قوة القضاء، وإعادة الجنود إلى منازلهم!».

وكتب ترامب في تغريدات: «إذا كنتم تريدون أكبر زيادة ضريبية في تاريخ بلادنا، صوّتوا للديمقراطيين الذين يريدون إغلاق اقتصادنا ووظائفنا».

وحذّر ترامب ناخبي فيرجينا من محاولة العبث بالتعديل الثاني من الدستور، الذي يضمن «حق الأميركيين في اقتناء الأسلحة وحملها»، قائلاً: حاكمكم يريد إلغاء التعديل الثاني، وقد أوقفته. أنا الشيء الوحيد بينكم وبين هذا التعديل والعمل الجاد في فرجينيا يتطلب التصويت لرئيسكم المفضل، أو وداعاً للضرائب المنخفضة وحق السلاح!».

وإذ دعا ترامب أنصاره أيضاً إلى «التصويت له من أجل محاربة وسائل الإعلام الإخبارية الزائفة والفاسدة»، اعتبر أن إعادة انتخابه شرط لحماية هذه الوعود والحفاظ على المكتسبات الدستورية.

صحة ترامب

إلى ذلك، أعلن كبير موظفي البيت الأبيض، مارك ميدوز، أمس، أن «صحة ترامب تواصل التحسن بشكل هائل، وعلى هذا الأساس سيتخذ الفريق الطبي قراراً وشيكاً بشأن خروجه من المستشفى في وقت لاحق»، مؤكدا أنه تحدّث معه قبل أن يجتمع لاحقاً مع الأطباء لتقييم حالته.

وفي وقت سابق، أقرّ الأطباء الذين يشرفون على معالجة ترامب خلال مؤتمر صحافي أمس الأول، بأن حالته تدهورت الجمعة في البيت الأبيض، لدرجة أنه احتاج إلى إمداد بالأكسجين مدة ساعة تقريباً. كما أصيب بحمّى ونوبة سعال، مما استوجب نقله إلى المستشفى.

وأوضح طبيب البيت الأبيض، شون كونلي، الذي أرجع عدم الكشف عن ذلك في اليوم السابق لتقديم صورة «متفائلة»، أنه صباح السبت، حدث فصل آخر من انخفاض نسبة الأكسجين.

والسبت أيضاً، قدّم الأطباء للرئيس علاجا ثالثاً هو ديكساميثازون، وهو دواء من عائلة كورتيكوستيرويد فعال ضد الأشكال الحادة من «كورونا»، إضافة إلى ريمديسيفير ومزيج الأجسام المضادة من مختبر «ريجينيرون»، وكلها علاجات يمكن أن يستمر في الحصول عليها بالبيت الأبيض.

لكن كونلي رفض وصف حالة رئتي ترامب، وقال: «لقد قدّمنا بعض الملاحظات المتوقعة، لكن ليس هناك أي شيء مهم من وجهة نظر طبية».

جولة مثيرة

وفي وقت لاحق، ألقى ترامب التحية على أنصاره خارج مستشفى وولتر ريد، الذي يعالج فيه، بعدما غادره لفترة وجيزة في جولة «مفاجئة» داخل موكبه، واضعاً كمامة داكنة، قبل أن يعود لمتابعة العلاج.

وأثار ترامب غضب الفرق الطبية عندما خرج لإلقاء التحية على أنصاره أمام المستشفى، في جولة هدفها استعادة التحكّم بالحديث عن حالته الصحية، بعد نهاية أسبوع وتصريحات مربكة من أطبائه.

وجاءت الجولة المفاجئة مع إعلان أطباء ترامب ارتياحهم إزاء تحسُّن حالته والتلويح باحتمال السماح له بالمغادرة. لكنّ الخبراء اشتكوا من أن خروجه من المستشفى ينتهك تدابير الصحة العامة التي فرضتها حكومته، وتطلب من المرضى عزل أنفسهم فيما لا يزالون يتلقون العلاج وينقلون الفيروس، ويعرض للخطر الجهاز الخاص المكلف حمايته.

وترامب، الذي كثيراً ما تعرّض للانتقاد لاستخفافه بإرشادات الصحة العامة ونشر معلومات مضللة حول الوباء، نشر فيديو قبل الجولة على «تويتر» قال فيه إنه «تعلّم الكثير» في صراعه مع الفيروس بالمستشفى. وتابع: «إنها المدرسة الحقيقية، أنا أدركت ذلك، وفهمته، وهذا الأمر مثير جداً للاهتمام».

لكن خبراء الصحة سارعوا إلى وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي لانتقاد «حملة» قالوا إنها تظهر أنه لم يتعلم شيئاً على الإطلاق.

وقال كبير الخبراء المكلفين حالات الكوارث في جامعة جورج واشنطن «كل شخص كان في السيارة خلال تلك الجولة الرئاسية غير الضرورية إطلاقاً، يتعين الآن أن يخضع للحجر الصحي»، مضيفا: «قد يمرضون أو يموتون. من أجل عرض سياسي. تلقّوا أمرا من ترامب لتعريض حياتهم للخطر للقيام بعرض... هذا جنون».

وأعلن المتحدث باسم البيت الأبيض، جاد دير، أنه تم اتخاذ الاحتياطات «المناسبة» لحماية ترامب وفريق دعمه، بما يشمل مستلزمات الوقاية، وتلقت الخطوة موافقة من الفريق الطبي باعتبارها مأمونة».

حملة بايدن

ومع ابتعاد ترامب عن حملته الانتخابية بسبب دخوله المستشفى، بدأ بايدن، الذي أعلن عن سلبية آخر فحص أجراه للفيروس، أسبوعه برحلة أمس إلى ولاية فلوريدا المهمة والمتأرجحة.

في الوقت الذي يخضع ترامب للعلاج، سعت حملة بايدن إلى التركيز على التصدي للجائحة في الشهر الأخير قبل انتخابات الرئاسة.

وقالت نائبة مدير الحملة، كيت بيدينجفيلد، إن بايدن سيواصل التركيز على الأمر خلال الثلاثين يوما الباقية، باعتباره «الأكثر قدرة على إخراجنا من هذه الأزمة».

إلى ذلك، حصلت السلطات الصحية في نيوجيرسي على قائمة تضم 206 أفراد حضروا أحداثا مع ترامب في اليوم الذي ثبتت فيه إصابته بالفيروس، مؤكدة أنها تتبع المخالطين وتواصلت معهم، لتوعيتهم باحتمال إصابتهم والتوصية بالخضوع للعزل، إذا كانوا على اتصال وثيق بالرئيس أو الموظفين الرئيسيين.

وقالت وزارة الصحة أمس الأول إن «عملية تتبّع المخالطين مستمرة، وتم إبلاغ مسؤولي نيوجيرسي بأن الحكومة الاتحادية تقوم أيضاً بتعقّب، خصوصاً، من حضروا حملة ترامب لجمع التبرعات في منتجع الغولف الخاص به يوم الخميس الماضي، وعاد إلى واشنطن في نفس الليلة. وتعرّضت رحلات الرئيس لتركيز شديد، حيث كان دائما على الطريق، ويلتقي بالناس خلال الأيام التي سبقت اختباره الإيجابي.

سيناريوهان في حالة وفاة أو انسحاب مرشح رئاسي

يمكن أن يحصل سيناريوهان في حال وفاة أو انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب «74 عاماً» أو منافسه الديمقراطي جو بايدن «77 عاماً» قبل انتخابات 3 نوفمبر:

تأجيل الانتخابات

سيكون ذلك سابقة في تاريخ أميركا، وهو أمر مستبعد. حتى في خضم الحرب الأهلية عام 1864، جرت الانتخابات في موعدها. طرح ترامب الفكرة نهاية يوليو، وأثار حينها ضجة واسعة. ويعود الاتفاق على موعد جديد للاقتراع إلى مجلس النواب.

استبدال المرشحين

يمكن للحزبين استبدال مرشحيهما في حال عجز أحدهما عن الاستمرار، لكن يبدو ذلك أيضاً مستبعداً مع اقتراب موعد الاقتراع.

ويجب أن يختار المرشح الديمقراطي من طرف نحو 450 عضواً في لجنة وطنية للحزب. أما في حال الحزب الجمهوري، فهناك لجنة وطنية تضم 168 عضواً تختار مرشحاً جديداً.

لكن ذلك يطرح مشكلة لوجستية، إذ جرى بالفعل طبع عشرات الملايين من بطاقات الاقتراع. علاوة على ذلك صوت حتى الآن أكثر من 3.1 ملايين ناخب عبر البريد بسبب فيروس كورونا، وفق دراسة لجامعة فلوريداً. كذلك، جرى تجاوز الموعد الأقصى لتسمية مرشح في عدة ولايات.

back to top