هل ينجح دونالد ترامب في تكرار سيناريو التعاطف مع رونالد ريغان ؟

نشر في 06-10-2020
آخر تحديث 06-10-2020 | 00:04
الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان
الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان
عندما تعرض الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان لمحاولة اغتيال رمياً بالرصاص، التف الشعب حوله، لكنه لم يمضِ 8 أشهر في الاستهانة بخطر المسلحين المختلين عقلياً!

وفي الوقت الحالي، يعيد إعلان الرئيس دونالد ترامب إصابته هو وزوجته ميلانيا بفيروس كورونا، إلى الأذهان، أحداث المرة الأخيرة التي واجهت فيها أميركا حالة من الذعر البالغ بسبب القلق على الحالة الصحية لرئيسها، كما يسترجع ما حدث في الأيام القليلة المثيرة التي شهدها ربيع 1981.

وكان جون دبليو. هينكلي جونيور أطلق النار على ريغان في 30 من مارس 1981، عندما كان الرئيس يهم بمغادرة فندق «هيلتون واشنطن»، بعد أن ألقى خطاباً. وكان ذلك بعد 70 يوماً فقط من تولي ريغان فترة ولايته الأولى.

لكن ريغان، الذي تولى الرئاسة فترتين، منذ 1981 حتى 1989، خرج من المحنة بعلاقة أقوى بكثير مع الأميركيين، صاحبته طوال بقية فترة توليه الرئاسة.

وترى صحيفة «لوس أنجلس تايمز» أن قدرة ترامب على اكتساب نفس التعاطف الذي حصل عليه ريغان، تعتبر أمراً مشكوكاً فيه، ليس فقط بسبب الأحداث التي سبقت مرضه، ولكن بسبب الاختلافات الحادة بين شخصيتيهما، والملحوظة من خلال ردود فعلهما الفورية تجاه أزمتهما الصحية.

فقبل أن يبدأ الجراحون عمليتهم لإزالة الرصاصة ووقف النزيف، ارتفع ريغان بجسده بصورة مذهلة متكئاً على مرفقه، حيث قال: «أتمنى أن تكونوا جميعاً من الجمهوريين».

وحرص المسؤولون في البيت الأبيض آنذاك على نشر تلك النكات والمزحات سريعاً في الصحف، حيث فهم المواطنون في ذلك الوقت ما كانت تعنيه، وهو أن ريغان كان شجاعاً، وقلقاً أيضاً بشأن من حوله. لقد دفعته غريزته الأولى إلى تهدئة زوجته. ثم مازح الأطباء لتهدئتهم أيضاً، لإنه كان يعلم إنهم جميعاً في حالة شديدة من التوتر. وأدى ذلك إلى ارتفاع شعبيته.

وسؤال «لوس أنجلس تايمز» الآن هو، هل يمكننا توقع حدوث قفزة مماثلة من تعاطف المواطنين وارتفاع الشعبية مع ترامب، علماً أن الدولة آنذاك لم تكن تعاني من الاستقطاب والانقسام كما هو حادث حالياً.

وترى الصحيفة أنه إذا كانت حالة ترامب جيدة بالقدر الكافي، فإنه يمكننا أن نفكر فيما إذا كان سيتصرف بتواضع وشرف وترفع، مثلما فعل ريغان. لكن، هل يمكننا أن نتوقع أن يقوم ترامب وهو على سرير المرض بنشر تغريدات ينتقد فيها ذاته، مما قد يساعد في ترسيخ روابط بين الناخبين وبين رئيس يعاني محنة المرض؟

كما أن تصرفات ترامب بعد تشخيص إصابته بالفيروس، تتناقض مع تصرفات ريغان، حيث أنه التزم الصمت لعدة ساعات على حسابه على موقع «تويتر»، الذي يعد قناة التواصل الرئيسية الخاصة به، منذ أن أعلن تشخيصه في الساعة الواحدة صباح الخميس في واشنطن، كما أنه لم يعقد مؤتمراً عبر الهاتف كان مقرراً الجمعة مع حكام الولايات.

من ناحية أخرى، كان البيت الأبيض في عهد ريغان يرغب في أن يُظهر أنه يهيمن على دفة القيادة تماماً، حتى وهو راقد في سريره بالمستشفى. ففي صباح اليوم التالي لإطلاق النار عليه، وبعد أن أمضى ليلة مضطربة في الإنعاش، وقع ريغان على مشروع قانون خاص بمنع الدعم الممنوح لأصحاب مزارع الألبان.

ورغم أن الأطباء قللوا في البداية من خطورة إصابات ريغان، الذي وصل إليهم قبل دقيقة أو اثنتين من لفظ أنفاسه الأخيرة، لكنهم قدموا في النهاية تحليلاً كاملاً ومفصلاً عن كيفية تعاملهم معه وتوقعات شفائه.

ورغم تلك العثرات، كان المواطنون على استعداد للوثوق في الأطباء المعالجين لريغان وإدارته الشابة. واستفاد ريغان من التجربة، حيث كتب في مذكراته أنه صلى من أجل الرجل، الذي أطلق عليه النار. فقد تسبب الحادث في حدوث تغيير جذري في نظرة الرئيس للعالم.

ولكن، هل نتوقع أن يتغير ترامب ويتعاطف بصورة أكبر مع هؤلاء الذين أصيبوا بالفيروس؟ إن الأدلة التي تشير إلى ذلك تعد قليلة حتى الوقت الحالي، إلا أن مثال ريغان قد يأتي بفائدة لترامب والبيت الأبيض.

back to top