نوبة غضب غير مجدية من الاتحاد الأوروبي ضد بريطانيا!
![ناشيونال ريفيو](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1584200553489429300/1584200568000/1280x960.jpg)
اكتشفت الحكومة البريطانية أن هذا التدبير غير قابل للتنفيذ بالنسبة إلى دولة مستقلة بالكامل وذاتية الحكم، لذا مررت مشروع قانون الأسواق الداخلية. في هذا السياق، اعترف وزير الدولة لشؤون إيرلندا الشمالية براندون لويس أن ذلك القانون ينتهك اتفاق الانسحاب لأنه يطالب بإعادة فرض سيادة بريطانيا على إيرلندا الشمالية. لا شك أن الاتحاد الأوروبي ليس مسروراً بهذه التطورات، لذا وجّه هذا الأسبوع "إشعاراً رسمياً" إلى حكومة بوريس جونسون، وقد تُرفَع قضية ضد الحكومة البريطانية في نهاية المطاف أمام محكمة العدل الأوروبية. تعتبر بروكسل أن المملكة المتحدة انتهكت المادة الخامسة من اتفاق الانسحاب، وهي تُلزِم الطرفين بالتعاون معاً بحسن نية. يلجأ الاتحاد الأوروبي مجدداً إلى "عملية السلام في إيرلندا" التي أثبتت فاعليتها ويحاول بذلك اعتبار تحركات الحكومة البريطانية تهديداً للاتفاق الذي أنهى أعمال العنف في إيرلندا الشمالية. احتجّت المفوضية الأوروبية على ما يحصل عبر الموقف التالي: "لا يقبل الاتحاد الأوروبي بالفكرة القائلة إن مشروع القانون يهدف إلى حماية "اتفاق الجمعة العظيمة" أو "بلفاست"، بل إنه يحقق هدفاً معاكساً".لحسن الحظ، يبدو أن مكاسب الاتحاد الأوروبي بدأت تتراجع أخيراً نتيجة إصراره على إظهار الباطل بهذه الطريقة الشائكة، ومن المتوقع أن تستمر الدعوى القضائية التي رفعها للتو ضد المملكة المتحدة لسنوات عدة قبل التوصل إلى حل. من الناحية الإيجابية، ستكون المملكة المتحدة قد تحررت بالكامل من نظام الاتحاد الأوروبي القانوني (بما في ذلك أحكام محكمة العدل الأوروبية) بحلول نهاية هذه السنة، وتبقى التهديدات الصادرة هذا الأسبوع سياسية بطبيعتها ويدرك جميع الأفرقاء أن أحداً لا يستطيع تنفيذها. يبدو أن الأوروبيين يريدون بهذه الطريقة أن يثبتوا للبريطانيين مدى جدّية تحركاتهم، لكن يكشف تصرفهم أنهم خسروا براعتهم في التعامل مع بلدان أوروبية أخرى كجهات مساوية لهم دبلوماسياً. بدأ الوقت يمرّ ولن يتمكن الاتحاد الأوروبي قريباً من تهديد المملكة المتحدة ومضايقتها عبر اتخاذ إجراءات قانونية بحقها من داخل جهازه التكنوقراطي الخاص، وتبقى هذه "الإجراءات القانونية" مجرّد نوبة غضب عاجزة وأخيرة تطلقها المفوضية الأوروبية رداً على اقتراب الاستقلال البريطاني الحتمي.* كامرون هيلديتش