المتحف المصري يستقبل 2000 قطعة أثرية
تضم عمودين من الغرانيت لرمسيس الثاني وقلائد ذهبية لتوت عنخ آمون
تعلق الحكومة المصرية آمالاً عريضة على المتحف المصري الكبير، الذي بدأ تشييده قبل سنوات، ونُقلت إليه آلاف القطع الأثرية النادرة، لاستعادة الزخم الثقافي إلى البلد الذي يزخر بنحو ثلثي آثار العالم، خصوصا أن هذا الصرح الحضاري سيكون من أكبر المتاحف حول العالم، بما يثبت أقدام «هبة النيل» على الخريطة العالمية لسياحة الآثار.
تكثف وزارة السياحة والآثار في مصر نشاطها للانتهاء من تجهيز المتحف المصري الكبير ليكون جاهزا للافتتاح في تظاهرة ثقافية كبرى، يتوقع أن تكون أوائل العام المقبل، ليعيد أنظار عشاق الآثار الفرعونية في أرجاء الدنيا إلى مصر كواجهة للسياحة الأثرية التي ارتبطت بمصر تاريخيا.في هذا الإطار، ووسط إجراءات أمنية من شرطة السياحة والآثار، استقبل المتحف المصري الكبير، الواقع في ميدان الرماية، وعلى مقربة من أهرامات الجيزة، آخر عجائب الدنيا السبع القديمة، 2000 قطعة أثرية مختلفة الأحجام، قادمة من المتحف المصري في ميدان التحرير (وسط القاهرة)، والمخزن المتحفي في تل اليهودية ومنطقة آثار الهرم، لتدخل هذه القطع ضمن سيناريو العرض المتحفي الخاص بالمتحف، ويجري عرضها في قاعاته المختلفة.من جانبه، أوضح المشرف العام على المتحف الكبير والمنطقة المحيطة به عاطف مفتاح أنه بعد وصول هذه المجموعة الجديدة من القطع الأثرية النادرة يكون عدد القطع التي جرى نقلها إلى المتحف الكبير حتى الآن 54 ألف قطعة.
وأشار مفتاح إلى أن من بين أهم القطع التي تم استقبالها أخيرا عمودين من الغرانيت الوردي للملك رمسيس الثاني، يبلغ ارتفاع كل منهما 6 أمتار، ويزن كل عمود 13 طنا، حيث سيتم وضعهما على ما يسمى "الدرج العظيم"، لتكون آخر العناصر المعمارية الضخمة التي ستوضع على هذا الدرج الذي يضم مجموعة كبيرة من القطع الأثرية المهمة. في السياق، أوضح المدير العام للشؤون الأثرية في المتحف المصري الكبير الطيب عباس أن هذه القطع تضم 54 قطعة أثرية من مجموعة الملك توت عنخ آمون، تحتوي على مجموعة من الحُلي والقلائد الذهبية، وتمثال من الخشب المذهب يصور ذلك الملك الفرعوني الشاب على ظهر فهد، ويظهر الملك واقفا، وساقه اليسرى تتقدم يمناه على قاعدة مستطيلة الشكل مثبتة على ظهر الفهد، ويمسك الملك في إحدى يديه بعصا، وفي الأخرى يمسك بمِذَبّة (أداة لقتل الذُباب)، ويرتدي الملك التاج الأبيض لمصر العليا، وعلى جبينه الصل المقدس وعقد عريض يغطي صدره وكتفيه وينتهي بصف من حبات الخرز.وهناك أيضا مجموعة أخرى متميزة تنتمي إلى عصور مختلفة تبدأ من عصر الدولة المصرية القديمة حتى عصر الدولة الحديثة، أهمها تمثال مزدوج لكاتب معبد أتون في تل العمارنة للمدعو "مري - رع"، الذي تغير اسمه بعد ذلك إلى "مري أتون"، ويحتوي التمثال على العديد من الدعوات والألقاب المدونة على لوح الظهر بتفاصيل ملونة بالأزرق، وأخيراً توجد أيضا مجموعة مميزة جُلِبت من المخزن المتحفي في تل اليهودية، عبارة عن أوانٍ فخارية وعملات فضية ومجموعة من التماثيل المعدنية.من جهته، ذكر المدير العام للشؤون التنفيذية للترميم ونقل الآثار بالمتحف المصري الكبير عيسى زيدان أن عملية تسلم ونقل الآثار تسير طبقا للجدول الزمني المحدد، وطبقا لسيناريو العرض الخاص بالمتحف الذي من المقرر افتتاحه العام المقبل، مضيفا أنه جرى أيضا نقل 47 قطعة خشبية من مركب خوفو الثانية في الهرم، ليصبح إجمالي عدد القطع التي جرى نقلها إلى المتحف الكبير 1053 قطعة خشبية. وأضاف زيدان أنه جرى إعداد تقرير لكل قطعة منفصلة على حدة، لإثبات حالة حفظها بصورة دقيقة، وقام فريق المرممين من المتحف المصري الكبير بأعمال التوثيق والترميم لجميع القطع، وجرت عملية تغليف ونقل القطع الأثرية على أعلى قدر من الكفاءة، وطبقا للمعايير العلمية المتبعة في ذلك.وأشار إلى أن القطع الأثرية الخاصة بالملك توت عنخ آمون أُدخِلت إلى معمل ترميم الأخشاب ومعمل ترميم الآثار غير العضوية، حيث ستخضع لأعمال الترميم والصيانة من فريق عملٍ متخصصٍ من مرممي مركز الترميم لتكون جاهزة للعرض عند افتتاح المتحف.