الضامن ترصد تحديات الصحافة في ظل الثورة الرقمية
تناولت د. رشا الضامن التحديات التي تواجهها المؤسسات الصحافية في ظل الثورة التكنولوجية.
أصدرت د. رشا الضامن كتابا بعنوان «المؤسسات الصحافية في ظل الثورة الرقمية»، وعنوان الكتاب جاء مناسبا لما يواجه الإعلام العربي من تحديات مختلفة حاليا، وأهمها التأقلم مع الثورة المعلوماتية، والثورة الرقمية وتكنولوجيا الاتصال والتواصل الحديثة، وما تحتاجه هذه التطورات الجديدة من مهارات، وما تفرضه من رهانات وتحديات، تحتم على القائم بالاتصال والتواصل إتقانها والتحكم فيها.وفي تمهيد الكتاب، كتبت د. الضامن أنه بات من الصعب التنبؤ بمحتوى وشكل الصحيفة اليوم، حيث أصبحت التكنولوجيا المسؤول الأول والرئيسي عن صناعة الصحافة بكل مراحلها، وقد تطور مفهوم هذه الصناعة بدرجة كبيرة وشاملة، حيث لم تعد مجرد آليات حديثة الإنتاج، وإنما مجموعة متكاملة من الأبعاد البشرية والاقتصادية والتشريعية والتقنية التي أصبحت تقدم حجم الأرباح في ضوء تكلفة الإنتاج.
خصوصية الصحافة
وأوضحت د. الضامن، في التمهيد، أن خصوصية الصحافة وتميزها عن غيرها من الصناعات الأخرى فرضت على الإدارة الصحافية - خاصة في العقدين الأخيرين - مواجهة من التحديات التي تمثل تهديدا مباشرا لهذه الصناعة في ضوء التغيرات الهائلة بهياكل الصحف الإدارية والتنظيمية، وهياكلها الاقتصادية والتمويلية والتطورات الهائلة في تكنولوجيا الإنتاج الصحافي، وفي تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات وما أفرزته هذه التغيرات مجتمعة من تعديلات جوهرية في سياسات غرف الأخبار، وفي مفاهيم المسؤولية المهنية للصحافة تجاه القارئ والمجتمع. ولفتت الى ان تلك الثورة التكنولوجية الهائلة التي اتسمت بها البيئة الاتصالية الجديدة لم تلغ وسائل الاتصال التقليدية، لكنها عملت على تكويرها مما خلق اندماجا بين وسائل الإعلام المتخلفة، التي كانت في الماضي وسائل مستقلة لا علاقة لكل منها بالأخرى، حيث ألغى هذا الاندماج الحدود الفاصلة بين تلك الوسائل، وأصبحت وسائل اتصال جماهيرية تتسم بالطابع العالمي.وتحدثت عن الكويت مبينة أنه لم تكن المؤسسات الصحافية بعيدة عن التطورات التكنولوجية وما فرضته من بيئة اتصالية جديدة اتضحت ملامحها في مجالات العملية الصحافية كافة، فما فرضته تحديات الأوضاع المحلية والعالمية، لاسيما الاقتصادية والسياسية، جعل إدارات المؤسسات الصحافية الكويتية تواكب هذه التطورات التكنولوجية في ظل معطيات البيئة الإعلامية الكويتية والتغيرات الإقليمية والعالمية، بما يكفل لها البقاء والاستمرار، الأمر الذي جعلها تتخذ خطوات حقيقية بهدف الحفاظ على مكانتها في الساحة الإعلامية الكويتية وجمهورها من المجتمع الكويتي.حوسبة العملية الصحافية
وتطرقت د. الضامن إلى أبرز هذه الخطوات، وهي حوسبة العملية الصحافية بمراحلها المختلفة وميكنتها بشكل يواكب التطورات التكنولوجية التي تشهدها نظيراتها في الدول الأخرى، إلى جانب تأهيل طاقمها التحريري والفني والإداري من العاملين في المؤسسات الصحافية على استخدام إمكانيات البيئة الاتصالية الجديدة، إضافة إلى لجوء عدد من المؤسسات الصحافية إلى اندماج الإعلام المطبوع بالإعلام المرئي في خطوة اقتصادية استثمارية تكفل لها استقرارا ماديا، فضلا عن أنها تضمن لها التواصل والاتصال بجمهورها عبر أكثر من وسيلة إعلامية. وتابعت: «علاوة على ذلك لجأت المؤسسات الصحافية الكويتية إلى نشر عدد من المدونات يوميا على مواقعها على شبكة الإنترنت، إلى جانب تقديم خدماتها الإخبارية والاجتماعية عبر شبكات التواصل الاجتماعي، إلى جانب سعيها الحثيث والمتواصل للتواصل وتقديم خدماتها المختلفة عبر الهواتف النقالة الذكية».وأكدت أنه في الكويت فرضت التطورات التكنولوجية في البيئة الصحافية مسؤولية كبيرة على عاتق وسائل الإعلام التي ينبغي عليها الإفادة من التكنولوجيا المتاحة لتعمل من ناحية كمصدر لتوفير المعلومات يمكن الاعتماد عليها والوثوق بها، ولتكون حارسا لمصالح المجتمع من ناحية أخرى.