حدّد المدرب الجديد للمنتخب الهولندي لكرة القدم فرانك دي بوير أهدافاً طموحة بمجرد تسلمه المهمة في 23 سبتمبر الماضي خلفا لمواطنه رونالد كومان المنتقل إلى تدريب فريق برشلونة الإسباني، أبرزها التتويج بلقب بطل كأس العالم المقررة في قطر بعد عامين.في البداية، يتعيّن على دي بوير، ثالث اللاعبين الأكثر دفاعاً عن المنتخب البرتقالي (112 مرة خلف لاعب وسط ويسلي سنايدر وحارس المرمى العملاق إدوين فان در سار) مواصلة العمل الرائع الذي بدأه كومان في الموسمين الماضيين.
ففي الوقت الذي فشل الهولنديون في التأهل لنهائيات كأس أوروبا 2016 في فرنسا وكأس العالم 2018 في روسيا، نجح كومان في غضون بضعة أشهر أن يجعل من المنتخب البرتقالي قوة ضاربة في كرة القدم العالمية، من خلال تجديد دمائه بلاعبين من الطراز الرفيع مثل فيرجيل فان دايك مدافع ليفربول الإنكليزي وجناح ليون الفرنسي ممفيس ديباي.وبقيادة كومان، تمكنت هولندا خصوصاً من فرض هيمنتها على جارتها ألمانيا وفرنسا وإنكلترا في دوري الأمم الأوروبية، بيد أن دي بوير حذَّر: «لكن انتبهوا: لن أكون كومان رقم 2. لدي أسلوبي الخاص».ولم تكن المواسم الأخيرة لدي بوير كمدرب مقنعة، فالشقيق التوأم لنجم «الطواحين» السابق رونالد، أقيل مؤخرا من تدريب نادي أتلانتا يونايتد الأميركي بعدما قاده في 55 مباراة (31 فوزا و19 خسارة و5 تعادلات) بعد تجارب متباينة على رأس الإدارة الفنية لكريستال بالاس الإنكليزي وإنتر ميلان الإيطالي. قبل ذلك، قاد أياكس إلى الفوز بلقب الدوري الهولندي أربع مرات في الفترة التي أشرف على تدريبه فيها بين 2010 و2016. لكن مواسمه الأخيرة غير المقنعة أثارت شكوكا بشأنه لدرجة أنه وفقا لبعض وسائل الإعلام الهولندية، كان العديد من اللاعبين الأساسيين في تشكيلة المنتخب يرون أن الأفضل هو عودة لويس فان غال على رأس المنتخب، أو حتى هينك تن كات. لكن القائد فان دايك نفى ذلك بقوله «هذا ليس صحيحا»، مضيفا «لقد سأل الاتحاد بالتأكيد رأي بعض اللاعبين، ولكن لم يكن هناك أبدًا فيتو تجاه دي بوير». ومع ذلك يدرك دي بوير أنه يتعين عليه اكتساب الثقة داخل غرف الملابس.
المباراة الأولى لدي بوير
ستكون المباراة الأولى لدي بوير على رأس الإدارة الفنية للمنتخب البرتقالي ودية الأربعاء في أمستردام ضد المكسيك. «مباراة ليست ذات أهمية كبيرة» بحسب المدرب الذي سيكتفي بمراقبتها والقيام ببعض التجارب.وقال: «المباراتان المهمتان هما المقبلتان، في دوري الأمم الأوروبية ضد البوسنة ثم إيطاليا». مضيفا: «هاتان المباراتان هما اللتان يجب أن نفوز بهما لتحسين مركزنا في تصنيفات الاتحاد الدولي (فيفا)، وهو الأمر الذي سيضعنا في موقع أفضل خلال قرعة تصفيات كأس العالم المقبلة».ولأنه مثل أي هولندي يحترم نفسه، فإن دي بوير طموح وهدفه المعلن هو أن يصبح بطلا للعالم في عام 2022. يتذكر دي بوير جيدا أنه كان أحد مساعدي المدرب بيرت فان مارفيك من 2008 إلى 2010 عندما وصل منتخب هولندا إلى المباراة النهائية لكأس العالم 2010 في جنوب إفريقيا وخسر بصعوبة امام إسبانيا بهدف بعد التمديد. وقال: «كان لدينا جيل ذهبي» يضم خصوصاً فان در سار، وسنايدر، وأريين روبن وروبن فان بيرسي. الآن وبعد فترة عجاف لم تشهد فيها هولندا مثل جيل 2010، يمكن لمنتخب الطواحين الاعتماد مرة أخرى على العديد من المواهب العالمية. ومن بينهم مدافع ليفربول فان دايك، أحد أفضل المدافعين في العالم، وزميله في الفريق الإنكليزي لاعب الوسط جورجينيو فينالدوم والواعد الوافد حديثا إلى مانشستر يونايتد الإنكليزي دوني فان دي بيك، وزميله السابق في أياكس أمستردام لاعب وسط برشلونة الإسباني حاليا فرنكي دي يونغ، وهداف ليون الفرنسي ديباي. وأكد دي بوير أنه «مع هؤلاء اللاعبين، علينا أن نكون طموحين».