إرجاء «صفقة التحفيز»... نحو مزيد من الألم الاقتصادي

نشر في 08-10-2020
آخر تحديث 08-10-2020 | 00:04
 إرجاء محادثات التحفيز لما بعد انتخابات الرئاسة
إرجاء محادثات التحفيز لما بعد انتخابات الرئاسة
بعد أسابيع من المفاوضات المكثفة والآمال الكبيرة والتحذيرات المتكررة، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب إرجاء محادثات التحفيز لما بعد انتخابات الرئاسة، في قرار قد يكون مفاجئا وصادما بعض الشيء.

واصطدمت آمال الأسواق المالية بشأن تمرير حزمة تحفيز جديدة تدفع عجلة الاقتصاد الأميركي بعد تضرره من تداعيات تفشي وباء "كوفيد - 19" بواقع خال من المساعدات المالية الإضافية.

ومن غير المرجح عودة المفاوضات حول صفقة التحفيز الجديدة بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري قبل شهر على الأقل، لحين انتهاء سباق الرئاسة في نوفمبر المقبل.

وكان أكبر اقتصاد في العالم أظهر إشارات على التعافي النسبي في شهري مايو ويونيو، لكن معاناة الشركات والأسر تتواصل وسط استمرار إصابة آلاف الأميركيين بالوباء يوميا.

ماذا حدث؟

في الوقت الذي كان يعقد وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوشين ورئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي محادثات هاتفية بشكل شبه يومي للتوصل إلى أرضية مشتركة حول حزمة التحفيز الإضافية، وجّه الرئيس ترامب ما يمكن اعتباره ضربة لآمال المساعدات التي ينتظرها الكثيرون.

وأعلن الرئيس الأميركي في سلسلة تغريدات عبر "تويتر"، فشل سبل الحوار وسط خلاف رئيسي على الحجم المالي لمشروع قانون التحفيز.

وأوضح ترامب أن الديمقراطيين طالبوا بحزمة قدرها 2.4 تريليون دولار "لإنقاذ الولايات الديمقراطية التي تدار بشكل سيء"، على حدّ قوله.

وتابع ترامب، الذي غادر المستشفى قبل ساعات من هذا الإعلان الصادم: "لقد قدمنا عرضا سخيا للغاية بقيمة 1.6 تريليون دولار"، متهما بيلوسي بعدم التفاوض بحسن نية.

وأكد أنه أصدر تعليمات لممثلي البيت الأبيض بوقف المفاوضات لحين انتهاء الانتخابات، قائلا: "بعد الفوز في الانتخابات مباشرة، سنمرر مشروع قانون تحفيز هائل يركز على الأميركيين والشركات الصغيرة".

ووفقاً للنبرة التي اتبعها ترامب خلال تغريداته، فكان يبدو وكأنه يجادل بأن الاقتصاد الأميركي ليس بحاجة إلى مزيد من التحفيز، حيث كتب: "نحن نقود العالم في التعافي الاقتصادي، والأفضل لم يأت بعد".

وتحدثت بيلوسي مع وزير الخزانة الأميركي بعد فترة وجيزة من تغريدات ترامب، حيث أبلغ منوشين رئيسة مجلس النواب بانتهاء المحادثات فعلياً.

وأعربت بيلوسي عن خيبة أملها في قرار الرئيس بشأن التخلي عن الاحتياجات الاقتصادية والصحية للشعب الأميركي، وفق ما كتبه المتحدث الرسمي باسم رئيسة مجلس النواب الأميركي دور هاميل في تغريدة على "تويتر".

ماذا عن تحذيرات «باول»؟

يتعارض إعلان ترامب المفاجئ مع توصيات رئيس بنك الاحتياطي الفدرالي جيروم باول التي ذكرها مرارا في الآونة الأخيرة، حيث يربط وتيرة تعافي الاقتصاد الأميركي بشكل مباشر بمزيد من الحوافز المالية من جانب الكونغرس.

وقال باول في خطاب سبق قرار الرئيس الأميركي بساعات، إن هناك حاجة إلى مزيد من التحفيز المالي من أجل الحفاظ على وتيرة دعم التعافي الاقتصادي، والتي من دونها سيكون الاقتصاد في خطر التباطؤ.

وأكد رئيس "الفدرالي" أن تخلي صناع السياسة عن الدعم في الوقت الحالي قد يؤدي إلى تعافٍ ضعيف، ويخلق صعوبات غير ضرورية بين صفوف الأسر والشركات، موضحا حقيقة أن مخاطر الإفراط في السياسات التحفيزية أقل مقارنة بفوائدها التي ستسفر عن تعافٍ أقوى وأسرع.

وفي واقع الأمر، لم تكن هذه هي الدعوة الأولى التي يؤكد خلالها باول الحاجة إلى الدعم المالي، حيث قال في شهادته أمام الكونغرس الأميركي في الشهر الماضي إن الاقتصاد الأميركي بحاجة إلى دعم إضافي لتحقيق التعافي من ضربة وباء "كوفيد - 19"، كما كرر الأمر نفسه في حديثه عقب بيان السياسة النقدية الأخير.

ماذا يقول الخبراء؟

تقول رئيسة بنك الاحتياطي الفدرالي في كليفلاند لوريتا ميستر خلال تعليقات مع محطة "سي إن بي سي" إن وقف محادثات التحفيز يعني أن التعافي الاقتصادي الأميركي سيكون أبطأ بكثير مما كان متوقعا في الأساس. ويوضح المستشار الاقتصادي في شركة أليانز العالمية محمد العريان خلال تغريدة عبر "تويتر" أنه ليس مندهشا بشكل خاص من انهيار المحادثات مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية، لكن الأمر الأكثر مفاجأة كان في اعتقاد الكثيرين خلاف ذلك.

في حين ينتقد المستشار الاقتصادي السابق لجو بايدن، المستشار غير الرسمي لحملته الرئاسية، غاريد برنشتاين، قرار الرئيس بتأجيل المحادثات، بقوله: "مع مواجهة ملايين الأشخاص فعليا للجوع ووسط تباطؤ نمو الوظائف، فهذا ليس وقت التوقف عن التفاوض".

back to top