العراق: الصدر يصطدم مجدداً بـ «التشرينيين»
الأحزاب الدينية تحذر المتظاهرين «المنحرفين» من استغلال «الزيارة الأربعينية»
هاجم زعيم «كتلة سائرون» رجل الدين البارز مقتدى الصدر الاحتجاجات التي شهدتها مدينة كربلاء بعد وقوع اشتباكات بين موكب تابع لـ«حراك تشرين» وقوات شبه نظامية مسؤولة عن تأمين «أربعينية» الإمام الحسين، فيما ترددت أنباء عن تجدد الصدامات التي أسفرت عن إصابة 50 شخصاً أمس الأول.
توعد زعيم كتلة «سائرون» النيابية، رجل الدين البارز مقتدى الصدر، محتجين خرجوا في موكب بمدينة كربلاء، مساء أمس الأول، ورددوا شعارات مناهضة لإيران والولايات المتحدة والحكومة العراقية، بعد وقوع اشتباكات بينهم وبين قوى شبه عسكرية مسؤولة عن تأمين مراسم «أربعينية» الإمام الحسين.وفي موقف عده البعض انقلاباً، حذر الصدر أنصار «حراك تشرين» من أنهم قد «لا يستطيعون التظاهر مستقبلاً إذا لم يتبرأوا من تلك الجريمة الوقحة».ووصف الصدر عبر «تويتر» أفراد الموكب بـأصحاب «الأفكار المنحرفة والميول الداعشية والبعثية بمعية بعض المخربين». واتهم الموكب بمحاولة استغلال المناسبات الدينية لأغراض سياسية ضيقة و«ربما معادية للدين والوطن».
ودعا رجل الدين البارز القوات الأمنية إلى حماية المقدسات، محذراً من «بداية فتنة يخطط لها بدعم خارجي مشبوه». وحث من وصفهم بـ«المتظاهرين الصالحين» على التبرؤ من هؤلاء، وهدد بأنه في حال لم يتحقق ذلك فإنه سيضطر إلى التدخل بطريقته «الخاصة والعلنية».
صدامات وإصابات
وفي وقت سابق، أفاد شهود عيان، بسقوط نحو 50 جريحاً في كربلاء، عندما قام موكب مؤيد لـ«تظاهرات أكتوبر» برفع شعارات وصور لبعض ضحايا الاعتداءات على المتظاهرين، لتفرقة قوة من حماية «مراسم الأربعينية» بالضرب.وقال الشهود، إن الموكب كان يرفع الأعلام العراقية وصور «ضحايا التظاهرات»، ويهتف بشعارات مناهضة لأميركا وإيران، وأراد الدخول لزيارة مرقد الإمام الحسين من إحدى نقاط التفتيش المحيطة بالمرقد.وأوضح الشهود أن مسيرة المحتجين انطلقت من ساحة التربية وهي ساحة المظاهرات الرئيسية في كربلاء إلى منطقة بين مرقد الحسين ومرقد آخر لكن قوات «الحشد الشعبي» وعناصر من منتسبي الأمن منعتهم من الدخول حيث أوقعت الاشتباكات عدداً كبيراً من الإصابات في مكان يكتظ بمئات الآلاف من الزوار.وأجبرت القوات الأمنية المتظاهرين على الانسحاب إلى ساحة الاحتجاجات الرئيسية وفسح المجال أمام الزوار لأحياء الأربعينية.وكان من بين المصابين 30 متظاهراً، ونحو 10 زوار، بينهم نساء. كما أصيب بعض رجال الميليشيات شبه العسكرية المكلفين بحراسة المرقدين.ولاحقاً، أصدرت قوة «أفواج طوارئ كربلاء» بياناً أكدت فيه سيطرتها على الموقف.وذكرت في البيان أن عناصرها تدخلت لـتهدئة الأوضاع بعد وصول متظاهرين من محافظات مختلفة بحجة الزيارة على شكل مجاميع وتقربهم من دوائر حكومية وإطلاق شعارات استفزازية للقوات الأمنية».واتهمت القوة الموكب بالدخول إلى «العتبة الحسينية» بشكل استفزازي وهو ما أثار حفيظة الزائرين وخدم العتبة.الخزعلي والحكمة
وفي وقت أفادت تقارير بتجدد الصدامات بكربلاء أمس، حذر أمين «عام عصائب» أهل الحق قيس الخزعلي من «أصحاب الحركات المنحرفة» التي تسعى لتشويه المناسبات الدينية.واعتبر الخزعلي، شديد الصلة بإيران، أن استمرار «هذه المهازل» والتي أدت إلى أن «تراق الدماء وتقطع أرزاق الناس ويُعطل الدوام ويُعتدى على مُنتسبي الأجهزة الأمنية بـاسم الثوار من دون أن يكون هناك إجراءات قانونية أو مُجتمعية مناسبة هو أمر يُهدد الاستقرار والأمان وخصوصاً في شعائرهم المقدسة وبعد انضمام أصحاب الحركات المنحرفة إليهم وما أكثرهم».وأشار إلى احتمال أن «تطور الأمور إلى مآلات خطيرة تهدد السلم المجتمعي والاستقرار الأمني».في المقابل، اعتبر القيادي في تيار الحكمة رحيم العبودي أنه لا يمكن اعتبار حادثة كربلاء مسيسة أو بتدخل خارجي.وقال العبودي، إن «الحادثة قد تكون اجتهاداً من البعض، فقد يكون المراد منها إبراز النفس»، موضحاً أن «العراق يتفرد بهذا الكرنفال الحسيني، وهناك متطوعون لخدمة الزائرين من قبل العتبات والحشد الشعبي».وأكد أن «الحادثة تمت السيطرة عليها وأن عدد الزوار ازداد».واندلعت احتجاجات «الحراك الشعبي» في أكتوبر 2019 ضد الطبقة الحاكمة التي تهيمن عليها فصائل موالية لإيران وشهدت سقوط نحو 500 قتيل وآلاف الجرحى وإحراق مقرات ميليشيات وأحزاب موالية لطهران فضلاً عن مهاجمة قنصلية الجمهورية الإسلامية في البصرة.مفتي داعش
من جانب آخر، أعلنت وزارة الداخلية العراقية، أمس، اعتقال «المفتي الشرعي» لتنظيم «داعش» المتشدد، خلال نصب كمين له في محافظة كركوك، شمال العراق.عودة الصلاة
على صعيد منفصل، أعلن ديوان الوقف السني في العراق، أمس، عودة إقامة صلاة الجمعة اعتباراً من بعد غد في المساجد التابعة له بكافة المدن العراقية.
الأمن يعلن اعتقال «مفتي داعش» في كركوك