أقام مجلس الأعمال اللبناني بالكويت لقاء تأبين للمغفور له أمير الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد، تحت عنوان «الاستذكار والوفاء»، برعاية السفارة اللبنانية في الكويت أمس الأول، تكريما لذكراه الطيبة، وتخليدا لصفاته الحميدة، وعرفانا بجهوده الجليلة في تعزيز أواصر العلاقة المميزة بين الكويت ولبنان على الصعيدين الرسمي والشعبي.حضر اللقاء، الذي أقيم في قاعة لبنان بمقر السفارة، عدد من الشخصيات الرسمية والدينية والاقتصادية اللبنانية في الكويت.
حزم وعزم
وقال مستشار الأمانة العامة لمجلس الوزراء الكويتي بلال الصنديد إن الشيخ الراحل هو الانساني حقا، لا تمنينا ولا رياء؛ وهو العربي أصلا، لا شعارا ولا ادعاء، كما أنه الخليجي حبا، لا تزلفا بالانتماء، وهو الوطني حتما، لا خيانة ولا اختباء، مضيفا أن سماته الشخصية كانت ببشاشة الوجه، والرعاية الأبوية، حيث كان لهدوء فكره وحضور حنكته وحزمه وعزمه أبرز الأثر في تعظيم إنجازاته في الشأن العام والسياسة والحكم.احتضان لبنان
من جانبه، وصف القائم بأعمال السفارة اللبنانية باسل عويدات المغفور له بالقائد العربي الحكيم والرصين والموفق بين الأشقاء والساعي الدائم إلى اللحمة العربية، مؤكدا انه كان متمكنا وقارئا ملما ودقيقا للسياسات الدولية والإقليمية مهما كانت شائكة أو معقدة، وتأكيدا على ذلك عدد الكثير من المحطات الدولية والإقليمية التي كان للمغفور له دور مباشر فيها.وشدد عويدات على أن له النصيب الأكبر في الرعاية والاحتضان إبان الحرب الأهلية، حيث ترأس اللجنة السداسية عام 1988، التي شكلتها جامعة الدول العربية، والتي اختصرت فيما بعد باللجنة الثلاثية سنة 1989، بناء على تقرير أعده المغفور له، والتي مهدت لاتفاق الطائف وإنهاء الحرب في لبنان.عطاء ووفاء
بدوره، قام رئيس مجلس الأعمال اللبناني علي خليل باستذكار مآثر وصفحات تاريخ الأمير الراحل الحافل بالإنجازات، التي لم يغب عنها يوما دعمه الكبير للبنان بأقوال وأفعال لخصها في كلماته «سنعمل من أجل انقاذ لبنان ووحدته».واستعرض خليل أبرز المحطات التي كان فيها للكويت، أميرا وحكومة وشعبا، أثر طيب ومشكور في حياة لبنان واللبنانيين، والتي كانت آخرها الفزعة الكويتية للملمة الجرح الذي أدمى بيروت في انفجار مرفأها، إذ بقيت «ديرة الخير» على عهدها من الوفاء لـ «ست الدنيا» التي فاضت أحاسيسها تجاه من واساها في مأساتها.وأكد أن أبناء الجالية اللبنانية في الكويت يبادلون العطاء بالوفاء، مستذكرا أن أيادي الكويت، التي قامت ببناء إهراءات القمح في مرفأ بيروت عام 1968، هي التي حمت وأنقذت قسما كبيرا من منازل بيروت من الدمار عام 2020.وتم خلال المناسبة عرض توثيقي لبعض محطات سمو الأمير الراحل مع لبنان منذ الحرب الاهلية اللبنانية عام 1975، وحتى الاشهر القليلة الماضية.