أبنت الحكومة سمو أمير البلاد الراحل الشيخ صباح الأحمد -طيب الله ثراه- مستذكرة إنجازات الراحل الكبير واعماله وتضحياته التي شملت المجالات والميادين كافة، مؤكدة أن إنجازات الأمير الراحل تتجاوز قدراتنا على استحضارها.

وقال نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء أنس الصالح، الذي ألقى كلمة الحكومة خلال الجلسة، إن سموه مارس دورا إيجابيا على مدار عقود طويلة في رأب الصدع والمصالحات العربية وسعيه الدؤوب لدعم التضامن العربي والإسلامي، وانه أسس منهجاً مبتكراً في العمل السياسي والدبلوماسي تحكمه المبادئ والقيم والأخلاق. وفيما يلي نص بيان الحكومة خلال جلسة التأبين:

Ad

ودعنا بالأمس قامة عالية، ورمزا بارزا من رموز الشموخ الوطني، وفقدت الأمة ابنا بارا من أبنائها المخلصين، وزعيما مميزا أعطى الكثير لشعبه وأمته، كرس حياته وعطاءه لخدمة وطنه وأمته.

إننا اليوم لا نرثي رمزا عاديا، إنه رجل بأمة، فما تركه والدنا العزيز سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير البلاد -طيب الله ثراه- في سجل حياته، صفحات ناصعة مضيئة تجسد كل مظاهر التضحية والبذل والعطاء.

وأسس منهجا مبتكرا في العمل السياسي والدبلوماسي تحكمه المبادئ والقيم والأخلاق، ورسم الإطار الذي تقوم عليه الثوابت الأساسية لسياسة الكويت بما عرف عنها من الاتزان والالتزام والحكمة.

نستذكر بكل الوفاء والاعتزاز إنجازات الراحل الكبير وأعماله وتضحياته التي شملت المجالات والميادين كافة، نستذكر دوره الإيجابي الذي مارسه على مدى عقود طويلة في رأب الصدع والمصالحات العربية، وسعيه الدؤوب لدعم التضامن العربي والإسلامي، نستذكر جولاته المكوكية لمختلف دول العالم للحفاظ على سيادة الكويت ورفع اسمها ومكانتها. وشهد عهده أول انتخابات شاركت بها المرأة بعد حصولها على حقوقها السياسية وتمكينها من الانتخاب والترشح لمجلس الأمة.

ومن ينسى دور فقيدنا الغالي الريادي في أعمال المجلس التأسيسي ولجانه في إعداد دستور البلاد.

إن إنجازات هذا الرجل العظيم تتجاوز قدراتنا على استحضارها.

لقد كان -رحمه الله- مبادرا لمساعدة الشعوب المنكوبة من أجل تخفيف معاناتهم، حريصا على تقديم العون لكل محتاج، ونصرة الأشقاء، فعمت مشاريع الكويت الإنسانية مختلف بقاع العالم، ما أكسب الكويت مكانتها العالمية المرموقة.

مازالت كلمات سموه -رحمه الله- وتوجيهاته ونصائحه الأبوية في هذه القاعة تصدح في مسامعنا، تحث على المحافظة على أمن الكويت، وتعزيز معاني الولاء والمواطنة وروح المسؤولية والحرص على التلاحم والتمسك بالوحدة الوطنية، وتجسيد الممارسة الديمقراطية الواعية، فما أحرانا بتجسيد تلك التوجيهات والنصائح الصادرة من قلب ووجدان والد حكيم مخلص.

بقدر ما تنفطر قلوبنا على فقدان والدنا العزيز، تخالطنا مشاعر الفرح والاعتزاز والفخر إزاء ما شهدناه من مشاعر الحب والتقدير والاحترام لهذا الرمز العظيم، محليا وخليجيا وعربيا وإسلاميا ودوليا على المستويين الشعبي والرسمي، فأي فخر هذا؟!

هنيئا لك يا صباح الحب والخير كل هذا الحب الصادق وهذا التقدير المستحق، وهنيئا للكويت بقائدها الإنسان.

اللهم اغفر له وارحمه واعف عنه، وأكرم نزله مع الشهداء والأبرار، نسأله تعالى أن يجزيه عنا جميعا خير الجزاء، وستبقى يا بوناصر خالدا في ذاكرة التاريخ.

وإذا كانت مشاعر الحزن والألم لفقدان راحلنا الكبير تغمرنا، فإن ما يخفف مصابنا هو أن يتولى عضده ورفيق دربه حضرة صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح - حفظه الله ورعاه- استكمال مسيرته المباركة نحو تحقيق آمالنا وطموحاتنا نحو غد زاهر بإذنه تعالى على ذات النهج والثوابت الوطنية التي عرفت بها الكويت وأهلها الأوفياء، ضارعين إلى العلي القدير أن يلهمه السداد والتوفيق لكل ما فيه خير ورفعة كويتنا الغالية وأمتنا العربية والإسلامية، معاهدين سموه -حفظه الله ورعاه- على العمل معا وبذل قصارى الجهود لتحقيق الغايات الوطنية المرجوة.