الحكومة... «مرة أبونا!!»
يتم اتهام الشعب الكويتي، من كويتيين أمثاله لكن من الطبقة البرجوازية، بأنه متذمر ودائماً ما يشكو الحال و"يتأفأف" من الأوضاع الحالية، ولا ننسى الجملة الشهيرة: ما يعجبكم العجب ولا الصيام برجب!! لكن هل هذا الكلام واقعي وحقيقي؟ وهل فعلا الشعب الكويتي متذمر بطبيعته؟! أم أن للموضوع رواسب أزلية هي في الواقع أعمق من هذا كله؟!حقيقة الأمر أن الشعب الكادح البسيط أصبح لديه من المسلمات أمور كثيرة، ولعل من أبرزها أن يستقبل أسبوعه بخبر عن قضايا فساد أو اختلاسات وشبهات مالية، أو بخبر يرفع مستوى الضغط والسكر بالدم يتعلق بفرض رسوم عليه أو ضرائب، فتتكالب الأمور وتنسد الشرايين ليراجع المواطن بالمستشفيات ويضيع طبعا ما بين القطاع العام والخاص في القطاع الطبي!! طبعاً هذا كله من شأنه أن يضع المتلقي في دوامة، وهو لا يعلم كيف يستوفي التزاماته الشخصية والمتكالبة عليه أصلاً، ويعلم أن كبرى الشركات في الدولة لا تدفع ضريبة تصاعدية أسوة ببقية البلدان!!
كل هذا يحصل والمواطن المسكين يستذكر بأن كل القضايا و"البلاوي" التي تعاقبت وعلى مدار سنين متواصلة، لم تحل ولم يتم البتّ بها بشكل جذري وواضح، بل وصلت الحال أن المواطن قد فقد الأمل ومن بعد سنين طويلة باستعادة الدولة أموال التأمينات "المنهوبة"، فلكم أن تتخيلوا حال الإنسان البسيط وهو يرى أموال تعبه و"سنين شقاه"، وهي تبعثر بشراء بيوت وقصور حول ضواحي أميركا وأوروبا الفارهة، ولا ننسى أن الثمن الحقيقي و"الفاتورة" سيتم تحصيلها من عرق جبين المواطن نفسه، هذا علاوة على قضايا تنخر في المجتمع، ولم ير المواطن لها حلاً ﺇلى الآن؛ مثل قضية البدون ومزدوجي الجنسية وغيرها الكثير والتي تحتاج الى حلول جذرية، إنسانية وعادلة. الكويتيون كأي شعب في العالم يطمحون إلى رؤية بلدهم كأفضل بلد في العالم، ولن يمانعوا أن يقوموا بأي عمل يخدمون فيه بلدهم، ولكم في أزمة كورونا خير مثال حين خدم مواطنو هذا البلد، وبشكل تطوعي، الكويتيين والأجانب على حد سواء، وهم في مواجهة خطر فيروس يفتك بالبشرية ككل. كل الذي سبق هو عبارة عن غيض من فيض مما يدور في خلجات المواطن، ولا ننسى من تحطمت آمالهم في سكن خاص في ظل ارتفاع أسعار العقار، وهم يرون أمام أعينهم أحلام بيت العمر تتلاشى، وكذلك وهم يقارنون أسعار العقار بتلك الموجودة في دول أخرى (تخيلوا الحسرة في قلوبهم). ها، أما زلتم تعتقدون أن الكويتيين متذمرون؟! وإن عبروا عن رأيهم، فما النتيجة يا ترى؟! الجواب معروف، ، لكن لا أفهم لمﹶ مطاردة المعبرين عن آرائهم في منصات التواصل الاجتماعي؟! مع كل الذي ذكرته، ألا تريدون من الناس أن يتكلموا أيضا؟! هي آراء تقارع وتواجه بمثيلاتها وبحجج دامغة، ولا يستدعي الأمر "ضبط وإحضار" البتة، خصوصاً أن من يجرؤ على سب الكويت من الخارج لا يواجه عُشر ما يواجهه الكويتي في بلده من قوانين رادعة ومقيدة للحريات. أكرر السؤال: هل الكويتيون متذمرون؟! لا، هم يبحثون عن متنفس سلمي وآمن للتعبير عن آرائهم ووجهات نظرهم، والأصل في هذا كله أن نمتثل للدستور الذي كفل حرية الرأي.معاملة الحكومة لنا هذه الأيام كمعاملة "مرة الأبو" باللهجة الكويتية أي "زوجة الأب" لا الأم، وهي تهدد مرة بتطبيق الضريبة بسبب العجز المالي في الصحف وفي مرات أخرى تطمئن الشعب بتوافر الفوائض المالية. يبدو أن الهدف هو أن لا ينعم الشعب بليلة هانئة البتة، فأتمنى من القياديين في العهد الجديد أن (ياخذون) يعدلوا بين المرأتين ليلتمّ شمل الأولاد والأسرة. على الهامش: من يعتقد أن دعاء تحصين المكان يقي من العدوى بفيروس كورونا دون الالتزام بالاشتراطات الصحية من تباعد اجتماعي، ولبس للكمامة وتعقيم مستمر، لا مكان له على كوكب الأرض. أنت يا عزيزي وأنتِ يا عزيزتي مضيعة للأكسجين الذي تتنفسين ونحن أولى به منك، حتى الدين الإسلامي يأمر أتباعه ببذل الأسباب.