إيران: «حروب صغيرة» بين الأصوليين تُبكي خامنئي
تحالف بين رئيسي ودوائر في «الحرس» يحاول إقناع المرشد بـ «انقلاب أبيض»
مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقررة في يناير المقبل، وانخفاض شعبية الإصلاحيين إلى الحضيض بسبب فشل الاتفاق النووي والتحالف مع الرئيس حسن روحاني الذي يعد نفسه وسطياً، احتدمت الصراعات في صفوف التيار الأصولي المقرب من المرشد الأعلى علي خامنئي، على محورين؛ أولهما بين أولئك الذين يطمحون إلى خلافة المرشد نفسه، والآخر بين المرشحين المحتملين للانتخابات الرئاسية الراغبين في خلافة روحاني. وذكر مصدر مقرب من خامنئي، لـ «الجريدة»، أن مكتب المرشد يتلقى في الآونة الأخيرة عشرات الطلبات من شخصيات سياسية للقاء خامنئي، والحصول على مباركته للترشح، مضيفاً أنه رغم رفض الأخير مقابلة أي منهم متذرعاً بتدابير مواجهة وباء كورونا فإنهم لا يملون من المحاولة عبر جهات مختلفة للقائه حتى ولو عبر الاتصال الإلكتروني. وقال المصدر إن الأمر لا يقتصر على ذلك، بل هناك حرب ضروس مندلعة حالياً بين الأصوليين الطموحين الذين يقومون بإعداد تقارير متنوعة عن انتهاكات وفضائح بحق بعضهم ويصل بعضها إلى درجة التشهير لما تتضمنه من اتهامات بالفساد، ويرفعونها إلى خامنئي، الذي يصل الأمر به إلى حد البكاء من شدة الحزن والصدمة بعد قراءة هذه التقارير التي شملت شخصيات مقربة منه.
وكشف المصدر، الذي يعتبر ضمن الأشخاص القلائل المسموح لهم بلقاء المرشد في الأيام الحالية، أن موضوع التجاذبات على خلافة خامنئي بدأت تظهر علناً، وفي خطوة هي الأولى خلال 3 عقود من حكمه، بدأت شخصيات محافظة تضغط عليه لتعيين خليفة له قبل وفاته. وأوضح أنه في حين يفضل خامنئي تأجيل التداول بأمر خلافته إلى ما بعد وفاته حيث يقوم مجلس خبراء القيادة بتعيين خليفته حسب موازين القوى التي ستكون سائدة في ذلك الوقت، فإن الجميع يعلم أن أبرز المتنافسين على خلافة المرشد هم: الرئيس الحالي حسن روحاني ومنافسه الأسبق في الانتخابات إبراهيم رئيسي الذي يرأس السلطة القضائية، وصادق عاملي لاريجاني الذي يرأس مجمع تشخيص مصلحة النظام.وأضاف أن التنافس بين هؤلاء الثلاثة أدى إلى إحداث توتر، فقد هددت بعض دوائر القرار في «الحرس الثوري» بانقلاب عسكري إذا استمر روحاني وحلفاؤه في الضغط لتسمية روحاني خليفة للمرشد، في وقت هدد رئيسي بنشر وثائق تقضح فساد منافسيه الآخرين روحاني ولاريجاني والمقربين منهما.وكشف المصدر أن إلغاء روحاني اجتماعاً بين رؤساء السلطات أمس الأول لم يكن سببه، كما أُعلن، زيارة رئيس البرلمان إلى مستشفى فيه مرضى كورونا، بل امتعاضه من تقارير رفعتها السلطة القضائية للمرشد عن فساد شخصيات مقربة منه، ووصول تقارير إليه تفيد بأن أجهزة الحرس أعدت ملفات فساد جاهزة للكثير من المقربين منه والمرشحين المحتملين للانتخابات لاستخدامها لإقصائهم من الترشح.ولفت إلى أن بعض دوائر القيادة في الحرس وبتحالف مع رئيسي ورئيس مجلس الشورى (البرلمان) محمد باقر قاليباف اقترحوا خطة، اعتبرها خامنئي «انقلاباً أبيض»، تنص على أن يعين الأخير رئيسي نائباً له ويسمح لقادة الحرس بالترشح للانتخابات الرئاسية وإقصاء الإصلاحيين وتيار أحمدي نجاد، بهدف توحيد الكلمة للدخول في مفاوضات جديدة مع واشنطن أياً كان الرئيس الجديد للولايات المتحدة.من ناحية أخرى، ارتفعت السخونة على خط المرشحين المحتملين للانتخابات الرئاسية الذين بدأوا إثارة مواضيع كانت تعتبر خطوطاً حمراء في السابق مثل قضية إلزامية الحجاب والعلاقة مع الولايات المتحدة ومع إسرائيل، أو إرسال رسائل مباشرة لزعماء يعتبرون أعداء للنظام على غرار رسالة الرئيس السابق نجاد إلى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وكذلك الظهور في وسائل إعلام إيرانية معارضة للنظام في الخارج.