دونالد ترامب ينسف المناظرة الثانية برفضه عقدها افتراضياً
الرئيس لا يصدق الاستطلاعات وفريقه «مغتبط» من أداء بنس الهادئ في «مناظرة النائبين»
بعد ساعات على مواجهة شهدت نقاشاً أعمق لعدة موضوعات في هدوء واحترام لم يخلُ من تبادل عبارات الشكر بين نائبه مايك بنس والمرشحة الديمقراطية لذات المنصب كمالا هاريس، رفض الرئيس الأميركي دونالد ترامب المشاركة في مناظرة افتراضية مع خصمه جو بايدن.
مع استئناف الرئيس الأميركي دونالد ترامب العمل في المكتب البيضاوي، رغم التحذيرات من أن عودته قد تعرّض آخرين لخطر العدوى بفيروس كورونا، قررت اللجنة المنظمة للمناظرات الرئاسية، أمس، إجراء المواجهة الثانية بينه وبين منافسه الديمقراطي جو بادين عبر الإنترنت.وقالت اللجنة، في بيان، إن «كلا المرشحين سيشاركان من موقعين منفصلين»، وإن الجمهور، الذي يطرح عادة أسئلة عليهما والمحاور ستيف سكالي سيجتمعان في مكان واحد بمركز أدريان أرشت لفنون الأداء في ميامي، موضحة أنها اتخذت هذا القرار «من أجل حماية صحة وسلامة جميع المشاركين في المناظرة الرئاسية الثانية، المقرر عقدها في 15 أكتوبر». وسارع ترامب، الذي اعتبر أن إصابته بالفيروس «نعمة من الله»، إلى التأكيد أنه لن «يشارك» في مناظرة كهذه، قائلاً، لشبكة فوكس نيوز: «لن أقوم بمناظرة افتراضية»، معتبراً أن ذلك «غير مقبول من جانبنا».
وقال ترامب، الذي أكد أنه لا يصدق ولا يؤمن باستطلاعات الرأي، واتهم الإعلام بتزويرها لمصلحة خصمه بايدن: «لن أضيع وقتي بالمشاركة في مناظرة افتراضية، هذا أمر سخيف، ولم يبلغونا بالقرار قبل اتخاذه بل بعده».في المقابل، أعلنت حملة بايدن أنه يقبل بالمشاركة في المناظرة الافتراضية و»يتطلع إلى الحديث مباشرة مع الشعب ومقارنة برنامجه الانتخابي الذي يهدف لجمع الشمل وإعادة البناء بقيادة ترامب الفاشلة».وفِي وقت لاحق، قالت حملة بايدن، إنه لن يشارك في المناظرة الثانية وأنه سيجد مكاناً بديلاً للرد على أسئلة المواطنينوعلى عكس أكثر مناظرة فوضوية تبادل فيها ترامب وبايدن منذ اللحظات الأولى وطوال 90 دقيقة الشتائم والاتهامات، شهدت المنازلة بين نائب الرئيس مايك بنس ومنافسته على ذات المنصب كمالا هاريس، فجر أمس، نقاشاً أعمق لعدة موضوعات في هدوء واحترام لم يخل من تبادل عبارات الشكر، بشكل سمَح بمناقشة العديد من القضايا التي تهيمن على الحملة الانتخابية.ورغم مقاطعة نائب الرئيس الجمهوري وأول سيدة من أصول آسيوية تترشح لمنصبه لبعضهما أحياناً أثناء المناظرة، إلا أنّهما تبادلا مراراً عبارات الشكر والاحترام، وكان كل منهما منصتاً للآخر في معظم الوقت.وفي تناقض واضح مع المناظرة الرئاسية الأولى، حافظت هاريس على مسار المواجهة في تناول عدة موضوعات أبرزها الرعاية الصحية والاقتصاد والتغير المناخي والسياسة الخارجية، في حين دافع بنس عن سجل الإدارة الجمهورية على مدار أربعة أعوام.وخلال المناظرة، التي لم يخرج منها فائز واضح، هنأ بنس بتهذيب هاريس، وهي ابنة أب جامايكي وأم هندية، على ترشيحها «التاريخي»، كأول مرشحة سوداء نيابة عن حزب كبير.
دفاع بنس
وفي حين اعتبرت هاريس أنّ «الأميركيين شهدوا أضخم فشل لأي إدارة رئاسية في تاريخهم»، دافع مايك بنس عن إجراءات إدارة ترامب، متهماً منافسته بـ»تقويض ثقة الشعب» بلقاح فيروس كورونا الذي يجري إعداده حالياً.وأكد بنس إجراء أكثر من 150 مليون فحص، وتوفير المليارات من المعدات الطبية للأطباء والممرضين والبدء منذ شهر فبراير الماضي بتطوير لقاح وعلاجات أنقذت حياة الكثيرين.وعرض مايك بنس، المسيحي المتشدد والمقرب من التيار المحافظ المتطرف، مواقفه «المؤيدة للحياة»، متهماً خصومه بدعم «الإجهاض المتأخر» الذي يسدد كلفته «دافع الضرائب». وسأل هاريس بإلحاح ما إذا كان فريق بايدن سيحاول زيادة عدد قضاة المحكمة العليا إذا فاز، لكنها رفضت الإجابة.وتباهى بنس بمواجهة تنظيم «داعش»، قائلاً: «لقد أطلق الرئيس العنان للجيش لتدمير خلافة داعش والقضاء على زعيمه أبوبكر البغدادي».ووجد نائب الرئيس، الذي لا تظهر أي انفعالات على وجهه، نفسه في أغلب الأحيان في موقف دفاعي للدفاع عن حصيلة أداء أربع سنوات في المنصب إلى جانب الملياردير المتقلب.هجوم هاريس
وخلال مناظرتهما الوحيدة، التي ارتدت أهمية خاصة بسبب إصابة الرئيس دونالد ترامب بفيروس كورونا ودخوله المستشفى، أخذت هاريس على بنس بصفته المسؤول عن وحدة أزمات البيت الأبيض وفاة أكثر من 210 آلاف شخص، محملة إياه وإدارته مسؤولية «أضخم فشل» في تاريخ أميركا. وأشارت هاريس إلى قضايا العرق، وانتقدت ترامب لإحجامه عن التنديد بالمنادين بتفوق العرق الأبيض في مناظرته الأولى. ورد بنس باتهام وسائل الإعلام بأنها أخرجت كلماته من سياقها، مشيراً إلى أن الرئيس استنكر مراراً الجماعات العنصرية.وقالت هاريس: «لن نتغاضى أبداً عن العنف، ولكن يتعين علينا دائما أن نحارب من اجل قيم الود». وطالبت بإجراء إصلاحات في قطاع الشرطة ونظام عدالة الجريمة.واتهم بنس غريمته بتحييز القانون ضد الأقليات العرقية وإهانة عظيمة للعاملين في مجال تطبيق القانون، معربا عن تأييد إدارة ترامب لرجال القانون.وعرضت هاريس ما تعتبره نجاحات اقتصادية لبايدن عندما كان نائبا للرئيس باراك أوباما من 2009 إلى 2017، مقابل أداء ترامب وبنس، اللذين تنتهي ولايتهما بـ «ركود يشبه الكساد العظيم «. واتهمت الملياردير الجمهوري باتباع سياسة مناسبة للأثرياء.وهاجمت هاريس مزاعم دفع ترامب 750 دولاراً فقط ضرائب اتحادية. وسعى بنس لصد الهجوم بتحويل التركيز إلى الاقتصاد وسياسة فرض الضرائب قائلاً: «من أول يوم، سيأمر بايدن برفع الضرائب عليكم».ورفضت هاريس «تلقي دروس» من خصمها، ودافعت عن «أوباماكير» قانون التأمين الصحي الذي تريد الإدارة الجمهورية التخلص منه.وانتقدت هاريس سجل ترامب في السياسة الخارجية، واتهمته بالابتعاد عن الأصدقاء واحتضان «الاستبداديين وإقامة صداقات مع طغاة في جميع أنحاء العالم»، مؤكدة أنه «يفضل أن يأخذ كلمة (الرئيس الروسي) فلاديمير بوتين على كلمة مجتمع الاستخبارات الأميركية».في هذه الأثناء، قطعت السلطات الصينية بث شبكة CNN خلال حديث بنس عن بكين، قبل أن تعيده عندما تحدثت هاريس عن الصين خلال المناظرة.من الفائز؟
وفي حين اعتبر مشاهدو «سي إن إن» أن هاريس تفوقت على بنس بنسبة %59 مقابل %38، أعرب بايدن عن فخره بها، في حين وصفها ترامب مرتين بتعبير «هذا الوحش»، مؤكداً أن المرشحة الديمقراطية «ماكينة أخطاء، ومايك بنس رائع وفاز عليها بفارق كبير».وقالت صحيفة «دايلي بيست» إن فريق الرئيس مغتبط من اداء بنس الجدي والهادئ بعد الفوضى الكارثية التي أحدثها اداء ترامب في المناظرة الرئاسية الاولى.خائن
وقبل أن يتوقع عدم استمرار خصمه طويلا في منصب الرئيس في حال تم انتخابه، كتب ترامب، في تغريدة: «كان يجب عدم السماح لبايدن بالترشح للانتخابات، لتورطه مع أوباما وكلينتون بخيانة أميركا»، مؤكداً أنه كان يعارض التخلص من زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن، الذي قُتل بعملية أميركية.ذبابة تسرق الاهتمام
في نهاية المناظرة بين مايك بنس وكمالا هاريس التي استمرت تسعين دقيقة، بدا أن التعليقات على شبكات التواصل الاجتماعية تركز على تفصيل صغير هو ذبابة حطت دقيقتين على الشعر الأبيض لبنس.ومع امتداد موجة التعليقات الساخرة من الولايات المتحدة إلى العالم العربي، نشر بايدن صورة وهو يحمل مضرب للذباب معلقا بسخرية: «ساهموا بخمسة دولارات للمساعدة في جعل هذه الحملة تطير».