في عهد أمير المؤمنين الخليفة عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، اشتكى الناس من غش بائعي اللبن بالماء، فأمر عمر، رضي الله، عنه أحد رجاله أن ينادي في السوق في بائعي اللبن بألا يغشوا اللبن، ومن يفعل ذلك فسيلقى عقاباً شديداً من أمير المؤمنين عمر. وذات ليلة خرج الخليفة عمر بن الخطاب، مع خادمه (أسلم) ليتفقد أحوال المسلمين في جوف الليل، وحين كان جالسا يستريح إلى أحد الجدران فإذا به يسمع امرأة تقول لابنتها: قومي اخلطي اللبن بالماء! فقالت البنت لأمها: يا أماه أمير المؤمنين منع الغش وتوعد بعقاب من يفعل ذلك! فردت الأم: أين نحن من أمير المؤمنين، هو الآن في داره نائم لا يرانا؟! فقالت البنت: إذا كان أمير المؤمنين عمر لا يرانا فرب أمير المؤمنين يرانا.
أين نحن الآن من كلام هذه البنت المؤمنة التي تراقب الله سبحانه وتعالى في جميع أعمالها وأحوالها، وتعلم علم اليقين أنه مطلع عليها في السر والعلن، ولا تخفى عليه خافية "سبحانه"؟ وياليتنا مثل هذه البنت التي تخشى الله سبحانه وتخاف عقابه يوم يقوم الناس لرب العالمين.الذي دفعني لكتابة هذا المقال، هو تعرضي للغش مرتين من أحد البائعين في أحد المطاعم، وعندما اكتشفت الغش أخذت حقي من البائع وأخبرت المسؤول عن المطعم بغش البائع.العجيب في موضوع الغش أن البائع اسمه "صلاح" وهو بعيد كل البعد عن "الصلاح" فالويل كل الويل للذين يغشون الناس ويبخسونهم حقوقهم، سواء في الكيل والميزان أو في حقوق عامة أو خاصة، ألا يعلم هؤلاء "الغفلة" أنهم مبعوثون ليوم عظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين؟اقرأ واتعظ:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من غش فليس منا". (رواه مسلم).
مقالات
ويل للغشاشين
09-10-2020