وداعاً أمير الإنسانية
في يوم عصيب، فقدت الأمة العربية والإسلامية عامة ودولة الكويت خاصة، قائداً حكيماً ممن أفنوا أعمارهم في خدمة شعبهم وأمتهم، وإننا بقلوب راضية بقضاء الله وقدره، وببالغ الأسى والحزن ننعى المغفور له صاحب السمو الأمير صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت الذي انتقل إلى جوار ربه بعد عمر مديد مليء بالعطاء والجهود الوفيرة لرفع شأن الأمتين العربية والإسلامية وخدمة قضاياهما، سائلين المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد الغالي بوافر رحمته وجزيل عفوه، وأن يسكنه فسيح جناته، ويلهم أسرته والشعب والأمة أجمع، الصبر والسلوان.وسيذكر التاريخ الأعمال التي قدمها سمو الأمير الراحل صباح الأحمد الجابر الصباح من إسهامات مهمة وتعزيز السلام والرخاء، ولا يمكن حصر مجالات العمل الخيرية والإنسانية التي قدمها سمو الأمير الراحل والمشاريع والمبادرات المتميزة، وهي مبادرات تحتفي بالإنسان وتكرمه، وللأمير الراحل لفتات إنسانية كثيرة:
تم اختيار دولة الكويت مركزاً للعمل الإنساني، وتسمية حضرة سمو الأمير الراحل قائداً للعمل الإنساني، وجرى ذلك خلال احتفال تاريخي رسمي في مقر الأمم المتحدة، وهو حدث غير مسبوق في تاريخ الأمم المتحدة، وجاء هذا التكريم تقديراً لدور الأمير الراحل ومبادراته الإنسانية لنصرة الشعوب المنكوبة في مختلف دول العالم، والمساعدات الإنسانية التي تقدمها دولة الكويت للدول والشعوب المحتاجة. وقال الأمين العام للأمم المتحدة حينها في حفل التكريم: "إن جهود الشيخ صباح الأحمد مكنت الأمم المتحدة من مواجهة ما شهده العالم من معاناة وحروب وكوارث في الأعوام الماضية"، وأضاف في كلمته أثناء احتفالية تكريم الأمم المتحدة لصاحب السمو: "مقابل حالة الموت والفوضى التي شهدها العالم، شاهدنا مظاهر كرم وإنسانية من قبل دولة الكويت أميرا وشعبا"، وأوضـــح أن «الكويت أظهرت كرمـاً استثنائيـاً تحت قيادة الشيـخ صباح الأحمد ورغم صغر مساحة البلاد إلا أن قلب دولة الكويت كان أكبر من الأزمات والفقر والأوبئة».حصل سمو الأمير الراحل صباح الأحمد، على أوسمة رفيعة عالمياً، أبرزها في مارس 2017، بتقليده "وسام الدولة" وهو أرفع وسام في تركيا، كما نال أمير الكويت الراحل وسام الاستحقاق الأميركي برتبة قائد أعلى، وهي المرة الأولى التي يُمنح فيها هذا التكريم منذ عام 1991. ويأتي هذا التكريم اعترافاً بالجهود العظيمة والدؤوبة والدور الكبير الذي قاده أمير الكويت في المنطقة والعالم، ويعد وسام الاستحقاق العسكري برتبة قائد أعلى من أرفع الأوسمة العسكرية التي يمنحها الرئيس الأميركي عادة- ولكن بشكل نادر- لقادة الدول الحليفة خلال فترات تاريخية معينة.