بعد وفاة سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، طيب الله ثراه، وجعل الجنة مثواه، دخلت الكويت عهداً جديداً بتولي سمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، حفظه الله ورعاه، سدة الحكم ليكون خير خلف لخير سلف، فسموه تربى في بيوت الحكم وعاصر رجالات الكويت الكبار، وتولى العديد من المناصب، وبذل جهوداً جبارة على مدار تاريخه الممتد، وقدم لوطنه وشعبه خدمات كثيرة، وكان دائماً القائد الحكيم الرزين الذي يتميز بتواضعه الجم وحزمه الشديد، ويجمع بين الشجاعة والرحمة وبشاشة الوجه والجدية الصارمة، يحترم الجميع والجميع يحترمه، وهذه الصفات الرائعة لم تتغير على مر السنين، وفي كل منصب أو مسؤولية تولاها سموه.وقد اتضحت ملامح العهد الجديد بالفعل خلال أسابيع قليلة تولى فيها سمو الأمير الشيخ نواف الأحمد إدارة البلاد أثناء علاج أخيه الراحل سمو الشيخ صباح الأحمد، طيّب الله ثراه، حيث استطاع سموه أن يرسم خريطة ذهنية لدى المواطنين عنوانها الحزم وسرعة الاقتصاص، ورأينا كيف انتفضت أجهزة الدولة لكشف جرائم فساد مزقت الكويت لعقود طويلة مستندة إلى قاعدتين وضعهما سموه هما "لا حصانة لفاسد" و"تطبيق القانون على الجميع بحزم وشفافية"، الأمر الذي جعل الكويتيين يشعرون بالراحة والاطمئنان على مستقبلهم ومستقبل أبنائهم.
ورغم أن سمو الأمير الشيخ نواف الأحمد يتولى إدارة البلاد في وقت تواجه فيه أزمة سيولة وأكبر عجز تاريخي في الموازنة مع تراجع أسعار النفط وجائحة كورونا وتداعياتها على مختلف القطاعات الاقتصادية، وتوقف العديد من المشاريع التنموية، فإننا مطمئنون وواثقون من أن المستقبل مشرق بإذن الله، وأن سموه قادرٌ على رأب الصدع بين الحكومة والبرلمان فيما يتعلق بالإصلاحات الاقتصادية المزمع تنفيذها، والخطة التي ينتظر أن تنتهجها الكويت لإصلاح الاقتصاد وتنويعه ومحاربة الفساد والتعاون بين كل أطياف المجتمع.إن سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد ومن خلال قربه من أهل الكويت وتوليه العديد من المناصب المهمة التي ساعدته في معرفة أدق التفاصيل قادر على التعامل مع جميع الملفات مهما كانت ساخنة أو معقدة، كما أن حرص سموه على أن يكون المواطنون في أعلى درجات الراحة والرفاهية سيكون عنصراً حاسماً في معالجة بعض الملفات التي يتخوف البعض من أن تؤثر على معيشتهم وتمس جيوبهم.وأمام هذا العهد الجديد نقول لصاحب السمو أمير البلاد لك السمع والطاعة، ونتضرع إلى المولى عز وجل أن يعينكم على تحمل المسؤولية وأداء الرسالة وقيادة دفة سفينة الوطن بكل هدوء إلى بر الأمان في ظل ظروف إقليمية ودولية شديدة الصعوبة، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقكم لما فيه الخير والصلاح وتحقيق الرفعة والازدهار ومواصلة مسيرة الخير والعطاء لسمو الأمير الراحل المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ صباح الأحمد طيب الله ثراه.
مقالات
أولاً وأخيراً: أمير الصفات الحميدة
09-10-2020