في أجواء من التوتر الشديد قبل أقل من شهر على الانتخابات الأميركية، اتهم 13 رجلاً ينتمون إلى مجموعة أميركية يمينية متطرفة بالتآمر، لأشهر، من أجل خطف الحاكمة الديمقراطية لولاية ميشيغن، غريتشن ويتمر، المعارضة بشدة للرئيس الجمهوري دونالد ترامب، وبدء «حرب أهلية»، بعدما أحبط مكتب التحقيقات الفدرالي (FBI) خطتهم بفضل مبلّغين وعملاء اخترقوا صفوفهم.

ويفيد محضر الاتهام، الذي نشر أمس الأول، أن 6 من المتآمرين الذين وصفهم مدعي منطقة غرب ميشيغن أندرو بيرج بأنهم «متطرفون عنيفون»، خططوا لخطف ويتمر قبل الانتخابات الرئاسية، ثم «محاكمتها» بتهمة «الخيانة».

Ad

وذكرت وزيرة العدل في ولاية ميشيغن دانا نيسيل أن 7 آخرين ينتمون إلى المجموعة المحلية الصغيرة «وولفيرين ووتشمين»، أوقفوا واتهموا بالتخطيط «لعملية بهدف مهاجمة الكابيتول وخطف مسؤولين في الحكومة بمن فيهم حاكمة الولاية».

وأوضحت نيسيل أن هؤلاء المسلحين «أطلقوا تهديدات بالقيام بأعمال عنف لإطلاق حرب أهلية»، مؤكدة أن هذه المعلومات جعلتها تشعر بالخوف.

وقالت ويتمر، في مؤتمر صحافي: «عندما أقسمت اليمين قبل 22 شهراً، كنت أدرك أن العمل قد يكون صعباً. لكن بصدق، لم أتصور حدوث أمر من هذا النوع»، متهمة ترامب «بإضفاء شرعية» على أعمال «إرهابيي الداخل»، خصوصا عبر رفضه إدانة أنصار تفوّق البيض الأسبوع الماضي، خلال مناظرته مع خصمه الديمقراطي جو بايدن.

وفي تغريدة، لم يعبّر ترامب عن أي تعاطف مع ويتمر. وكتب «بدلا من أن تشكرني» على عمل FBI تصفني بأنني من مؤيدي تفوّق البيض»، مضيفا: «لا أتسامح مع أي عنف كبير، والدفاع عن كل الأميركيين وحتى الذين يعارضونني أو يهاجمونني هو ما أفعله بصفتي رئيسكم».

وبدأ التحقيق مطلع العام الحالي عندما علمت الشرطة الفدرالية «عبر مواقع التواصل الاجتماعي أن مجموعة أفراد تتحدث عن إطاحة بعض مكونات الحكومة وقوات الأمن بالعنف». والمتهمون الستة يتهمون ويتمر بأنها «مستبدة» وتمارس «سلطة بلا رقابة».

وكانت ويتمر قد فرضت في منتصف مارس أشد القيود صرامة لوقف انتشار وباء كورونا في واحدة من أكثر الولايات تضرراً به. وقد أصبحت بذلك هدفاً دائماً لهجمات ترامب الذي دعا إلى «تحرير ميشيغن».

وتظاهر آلاف من معارضي الإغلاق بعضهم مدججين بالسلاح بشكل متكرر لإعادة فتح اقتصاد ميشيغن. وفي نهاية أبريل اقتحم متظاهرون مسلحون مبنى «الكابيتول» (مقر حكومة الولاية) للمطالبة بتخفيف الإجراءات الصحية. ولتنفيذ خطتهم، اتصل الرجال الستة بأعضاء منظمة «وولفيرين ووتشمين» الذين تدربوا معهم من أجل العملية.

ووضعت سيناريوهات عديدة لعملية الخطف: في مدينة لانسينغ عاصمة الولاية في منزل ويتمر أو في منزلها للعطلة في شمال ميشيغن.

وقال أندرو بيرج إن المتآمرين راقبوا منزلي الحاكمة، واختبروا عبوات ناسفة محلية الصنع. كذلك حاولوا شراء متفجرات أخرى، حسب أحد عملاء «FBI» السريين الذين ذكروا في لائحة الاتهام.

وفي يوليو الماضي قال أحدهم في اتصال هاتفي إنه يريد «قلب كل شيء». وأكد في تصريحات نسبت إليه في محضر الاتهام «أريد أن يحترق العالم. أنا لا أمزح، لا يهمني وسئمت جداً من الوضع، هذا ما يتعيّن علينا القيام به لنستعيد (العالم) يجب القضاء على كل شيء. سنسقط كل شيء. هذا (ما يفعله) الغزاة العظماء».

وقالت دانا نيسيل إن الرجال السبعة الآخرين يُحاكمون بتهمة انتهاك قانون مكافحة الإرهاب في ميشيغن، بما في ذلك «الدعم المادي لعمل إرهابي» و»الانتماء إلى عصابة»، وهي جرائم يعاقب القانون كل منها بالسجن مدة 20 عاما.

وقالت ويتمر الخميس: «لسنا أعداء، هذا الفيروس هو عدونا». وأضافت أن الوباء كان يمكن أن يشكل فرصة «للوحدة الوطنية»، لكن ترامب «أمضى الأشهر السبعة الماضية في تأجيج عدم الثقة ويؤيد أولئك الذين ينشرون الخوف والكراهية».

وكرر المرشح الديمقراطي جو بايدن الفكرة نفسها. وصرح بأنه من خلال الدعوة إلى «تحرير ميشيغن»، شجع ترامب الميليشيات اليمينية المتطرفة.