على وقع توترات جيوسياسية غير مسبوقة، حذر وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر، من احتمال نشوب حرب عالمية ثالثة، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة والصين يجب أن تضعا حدوداً للمواجهة، وإلا فإن العالم سيجد نفسه في وضع مماثل للحرب العالمية الأولى.

وأكد كيسنجر، بحسب تقرير لوكالة «بلومبيرغ»، أن على واشنطن وبكين، اللتين يمكن أن يسمى نزاعهما «حرباً باردة جديدة»، أن ترسما حدود المواجهة بينهما، مشدداً على أنه دون ذلك يستحيل تحقيق خفض عام للتصعيد.

Ad

وأضاف: «يمكنكم القول إن هذا الأمر مستحيل تماماً، وإذا كان كذلك فسنجد أنفسنا في وضع مشابه للحرب العالمية الأولى»، معتبراً أن الصراع بين واشنطن وبكين كان بسبب «ظهور تقنيات جديدة غيّرت المشهد الجيوسياسي».

وأكد الوزير الأسبق، الملقب بثعلب الدبلوماسية الأميركية، قناعته بأن الوقت حان لتدرك الولايات المتحدة المتغيرات في العالم الحديث، لافتاً إلى أن هذه الأمور معقدة جداً، بحيث لا يمكن لدولة واحدة أن تستمر في الحفاظ على هيمنتها في نفس الوقت، سواء في الاقتصاد أو في المجال الاستراتيجي. وكان وزير الخارجية الصيني وانغ يي أعلن في يوليو الماضي أن بكين ستتخذ إجراءات حازمة وحاسمة ضد واشنطن إذا تدهورت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

وجاء تحذير كيسنجر في وقت يشهد العالم توترات جيوسياسية بعدة بقاع غذتها رغبة إدارة الرئيس دونالد ترامب بتقليل انخراط الولايات المتحدة في النزاعات ولعب دور الشرطي العالمي.

ومع تمدد التوترات إلى أعضاء حلف شمال الأطلسي «الناتو»، دعا قائد القوات البرية الفرنسية تيري بيركارد إلى رفع الجاهزية لاحتمال خوض «مواجهات ساخنة».

ونفى بيركارد أن تكون الحدود الفرنسية مهددة بأي خطر، لكنه شدد على أن «بعض اللاعبين يسعون للاستفزاز ورفع المخاطر والجيش يجب ألا يستسلم لأي ضغوط».

ورغم عدم ذكر بيركارد الجهات المحددة لكن تصريحه يأتي في وقت تشهد العلاقات بين بلاده وتركيا توترات متصاعدة بعدة ملفات في مقدمتها الخلاف حول حقوق الغاز والنفط بشرق البحر الأبيض المتوسط.

وأمس، أعلنت أنقرة إجراء مناورات عسكرية بمناطق متنازع عليها مع اليونان وقبرص بالتزامن مع خوضها مفاوضات مع أثينا بشأن الخلاف.