«مؤامرة ميشيغان» أكدت خطورة اليمين المتطرف
ألقى توقيف 13 رجلاً كانوا يخططون لخطف حاكمة ميشيغان الديمقراطية غريتشين ويتمر، وبدء "حرب أهلية"، قبل أسابيع من الانتخابات الرئاسية الأميركية، الضوء على وجود جيوب مسلحة لليمين المتطرف، تشكل بحسب FBI، التهديد الإرهابي الأول في عهد دونالد ترامب لكونها مسؤولة عن وفاة العشرات خلال السنوات الثلاث الماضية، مقارنة بعدد أقل من ضحايا "العنف الإسلامي".ولطالما شكلت المجموعات المسلحة ذات الأيديولوجيا اليمينية والدوافع المتعددة جزءاً من المشهد الأميركي، لكن مع وصول ترامب إلى السلطة تزايد ظهورها، خصوصاً في أحداث شارلوتسفيل في 2017، ثم في التظاهرات المناهضة لقيود "كورونا" وخلال الاضطرابات العرقية في الصيف.وأكثرها شهرة هي مجموعة "ثري بيرسنترز"، و"أوث كيبرز"، و"براود بويز"، وكذلك "بوغالوس بوا" و"باتريوت براير". وتشترك تلك المجموعات بدفاعها عن حق امتلاك السلاح والعداء للحكومة والسلطة والأفكار اليسارية.
وبعضها مؤيد للأفكار الداعية إلى تفوق العرق الأبيض ولديها ارتباطات بحركات للنازيين الجدد، وتعتبر أن قوات الأمن عملاء حكومة استبدادية، فيما تحضر أخرى لثورة وطنية أو حرب عرقية. وفي بعض الأحيان، يعتنق أصحابها أفكار حركة اليمين المتطرف "كاي أنون" المؤمنة بنظرية المؤامرة، والتي تعتبر أن ترامب يخوض حرباً سرية ضد جماعة ليبرالية عالمية مؤلفة من متحرشين بأطفال وعبدة شياطين.وبحسب خبراء، تضم هذه المجموعات آلاف المؤيدين في البلاد، وهي تتواصل برسائل مشفرة على مواقع التواصل الاجتماعي.ومعظم الرجال الـ13، الذين أوقفوا الخميس في ميشيغان، أعضاء في مجموعة محلية مسماة "وولفرين واتشمِن" التي تتبنى ايديولوجيا مجموعة "بوغالو" التي تضم نازيين جدداً وفوضويين من اليمين المتطرف، وتدعو إلى إسقاط الحكومة بحرب أهلية. ويعرف مؤيديوها بارتداء قمصان هاواي الزاهية فوق الأزياء العسكرية.وتشكل هذه الجيوب تهديداً محتملاً لانتخابات 3 نوفمبر الرئاسية. ودعا ترامب، الذي أعرب مراراً عن مخاوفه من حصول عمليات تزوير هائلة يديرها الديمقراطيون، مؤيديه إلى التوجه لمراكز الاقتراع من أجل "حماية" بطاقات الاقتراع.وأثار الجدل بدعوته مجموعة "براود بويز" إلى أن تكون على "أتم الاستعداد"، ليجيبه جو بيغز أحد قياديي المجموعة "نحن مستعدون". وفي الولايات التي تسمح بحمل السلاح في الأماكن العامة، يصعب منع الناشطين المسلحين من التجمع أمام مراكز الاقتراع، ماداموا لا يشكلون تهديداً مباشراً. لكن هؤلاء يمكن أن يستخدموا كأداة تخويف. وأكد مدير "FBI" كريستوفر راي مؤخراً أن المكتب يخشى حصول مواجهات عنيفة بين ميليشيات اليمين المتطرف والنشطاء "المناهضين للفاشية" قبل الانتخابات.