أدلى أمس، القبارصة الأتراك بأصواتهم لانتخاب «رئيسهم» وسط توترات تشهدها منطقة شرق البحر المتوسط ووسط خلاف جديد نشأ عن إعادة فتح ساحل مدينة فاروشا المهجورة، وأحد رموز تقسيم الجزيرة منذ عام 1974، إثر الاحتلال التركي.

ويعد مصطفى أكينجي «الرئيس» المنتهية ولايته في «جمهورية شمال قبرص التركية» المعلنة من جانب واحد، والتي لا يعترف بها المجتمع الدولي، باستثناء تركيا التي تديرها بحكم الواقع، الأوفر حظاً للفوز في الانتخابات علماً أنه ديمقراطي اجتماعي عمل منذ فترة طويلة من أجل التقارب مع القبارصة اليونانيين.

Ad

وأكينجي المؤيد لإعادة توحيد الجزيرة في دولة اتحادية، لم يخف بتاتاً نيته تخفيف العلاقات مع أنقرة، مما أثار عداء الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وتُظهر السلطات التركية دعمها للمرشح القومي إرسين تتار «رئيس وزراء» منطقة شمال قبرص التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 300 ألف نسمة.

وأعلن أردوغان الثلاثاء الماضي، وإلى جانبه تتار، إعادة فتح ساحل مدينة فاروشا المقفرة التي هجرها سكانها القبارصة اليونانيون بعد الغزو.

ويقول يكتان تركيلماز الباحث في منتدى الدراسات الإقليمية «فوروم تراسريجيونال ستودن» في ألمانيا «كانت مناورة لإعطاء دفعة لحملة تتار ولكن تأثيرها أعطى نتيجة معاكسة تماماً».

ويقول المحاضر السابق في جامعة قبرص، إن العديد من القبارصة الأتراك شعروا «بأن الأمر يمس شرفهم وهويتهم» بسبب ما يعتبرونه تدخلاً من أنقرة. ويضيف «حتى أولئك الذين قرروا مقاطعة الانتخابات يقولون الآن إنهم سيذهبون للتصويت».

انتقد أكينجي بشدة هذه المبادرة التي نفذت الخميس وتهدف فقط إلى «زيادة فرص أحد المرشحين». وقال الثلاثاء إن ما جرى»عار على ديمقراطيتنا».

كما دان القبارصة اليونانيون والاتحاد الأوروبي إعادة فتح ساحل فاروشا.

لكن اعتماد خط سياسي مستقل عن أنقرة ليس بالأمر السهل بالنسبة لشمال قبرص الخاضع للنفوذ السياسي والاقتصادي لتركيا.

يقول بيلج أزجين أستاذ العلوم السياسية في جامعة الشرق الأدنى في القسم الشمالي من نيقوسيا المحتل، إن «ناخبي أكينجي يقدرون له قدرته على التأكيد بوضوح على تمسك القبارصة الأتراك بتقرير مصيرهم بأنفسهم»، وهو ما يبدو أنه شعور مشترك في شوارع المدينة.

ويضيف أن تدخل أنقرة جعل من الانتخابات الرئاسية «استفتاء على احترام إرادة القبارصة الأتراك»، مشيراً إلى أن «كثيرين (...) قلقون أيضاً من تدخلات الحكومة التركية في أسلوب حياتهم من خلال تشجيع فتح المدارس الدينية» على وجه الخصوص.

ويقول كاجين نفروز أوزسوي مصمم الغرافيك البالغ من العمر 24 عاماً «العلاقات مع أنقرة مهمة لكننا نحتاج إلى رئيس يمكنه الدفاع عن مصالح الشعب القبرصي».