رياح وأوتاد: عقدة ماكرون ووفاة عبدَي الرحمن
![أحمد يعقوب باقر](https://www.aljarida.com/uploads/authors/125_1701277800.jpg)
أعتقد، وبإذن الله، أن المسلمين في فرنسا سيتمسكون أكثر فأكثر بدينهم، ولن تنجح حرب ماكرون العلمانية عليهم ومن المبشرات المشاهدة هي دخول رئيسة اتحاد طلبة جامعة السوربون البرلمان بحجابها في الأسبوع الماضي، فانزعجت وخرجت بعض البرلمانيات المحتجات فراراً، وكما نقول في المثل الشعبي: "إذا دخلت الملائكة من الباب خرجت الشياطين من الشباك"، وللأسف لم تحتج أي حكومة عربية على خطاب ماكرون عن الإسلام. * منذ أن تلقيت خبر وفاة الشيخ عبدالرحمن عبدالخالق وذاكرتي تعود بي إلى سنوات السبعينيات وإلى ذكرياتنا معاً، ففي عام 1974 حملتُ رسالة جوابية منه إلى بعض الطلبة المصريين في جامعة الإسكندرية بناء على طلب منهم يحذرهم، رحمه الله، فيها من خطر التكفير وجماعة التكفير والهجرة، وبعد التخرج عام 1975 كنا نجتمع في ديوانيتي في المنصورية كل أربعاء لإعداد المقالات للصفحة الدينية في صحيفة الوطن ليوم الجمعة، وكانت أشهر مقالات الشيخ فيها بعنوان (الخوارج المعاصرون) وذلك بمناسبة اقتحام جماعة جهيمان للحرم المكي، وبعد ذلك بفترة سافرنا يرافقنا الأخ محمد بن ناجي إلى الإمارات في رحلة كان فيها كثير من الدروس والمواعظ التي ما زالت مطبوعة في ذاكرتي وذاكرة الأخ محمد. وبعد ذلك تعددت اللقاءات فبعضها كان في الدروس الشرعية وبعضها كان في المستشفى عندما مرض، وكانت اللقاءات في السنوات الأخيرة في جاخور الأخ عبدالله العساكر في كبد، حيث كان، رحمه الله، يقوم بشرح كتاب "البداية والنهاية" لابن كثير. ولا يفوتني أن أتذكر أيضاً بالذكرى الطيبة الشيخ عبدالرحمن السليم، رحمه الله، الذي توفي قبل أيام، حيث خصص كثيراً من وقته خارج أوقات العمل في وزارة الأوقاف للدروس الشرعية وأصول الدين الحنيف، وكان من المتصدين لفتنة التكفير بحكم تخصصه في علوم الشريعة، وكانت آخر محاضرة له في جمعية إحياء التراث عن الوسائل الشرعية في تغيير المنكر بمشاركة مع الشيخ ناظم المسباح والشيخ محمد الحمود حفظهما الله. رحم الله الشيخ عبدالرحمن عبدالخالق والشيخ عبدالرحمن السليم وغفر لهما وأسكنهما الفردوس الأعلى إخواناً على سرر متقابلين.