مخاوف داخلية وخارجية تهيمن قبل 3 أسابيع من الاقتراع

• جو بايدن يرفض حسم موقفه من توسيع «المحكمة العليا»
• الرئيس الأميركي دونالد ترامب : لدي مناعة من فيروس كورونا

نشر في 12-10-2020
آخر تحديث 12-10-2020 | 00:00
مؤيدون لترامب يتظاهرون قرب البيت الأبيض بواشنطن أمس الأول (أ ف ب)
مؤيدون لترامب يتظاهرون قرب البيت الأبيض بواشنطن أمس الأول (أ ف ب)
عزز الانضمام غير المتوقع لمرشح الحزب الديمقراطي جو بايدن إلى خصمه الجمهوري الرئيس الأميركي دونالد ترامب في التشكيك بنتيجة انتخابات 3 نوفمبر، إضافة إلى تأجج الوضع الداخلي، وتدخلات خارجية مكثفة هدفها التشكيك في الديمقراطية، المخاوف من اندلاع صراع طويل، واحتمال نشوب إرهاب محلي.
مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية في 3 نوفمبر، كثر الحديث عن مخاوف قد تسبقها أو تتزامن معها أو تعقبها، في ظل الظروف المحيطة بها، والغموض الذي تتسم به.

وقبل 3 أسابيع من يوم الاقتراع، يتحدث تقرير نشرته مؤسسة "راند" الأميركية عن مخاوف من التدخل الخارجي والاضطرابات الداخلية.

ويشير التقرير الى أنه تم اكتشاف أدلة قوية على حدوث تدخّل في انتخابات 2020 من خلال حسابات بعض مستخدمي موقع "تويتر"، حيث أصبح من الواضح أن العملاء الذين يعملون لحساب الحكومة الروسية بدأوا محاولة متطورة جداً لنشر معلومات تهدف إلى نشر الفوضى وتأجيج الانقسامات بين الناخبين وتقويض الثقة في الديمقراطية الأميركية، خدمة لمصالح روسيا.

الاستقطاب

ووفق كبير مستشاري المؤسسة برايان جنكينز، فإن الولايات المتحدة تعاني انقساما عميقا في الوقت الحالي، كما أن النظام السياسي في حالة استقطاب. وأصبح الخطاب السياسي العام يتناول نظريات مؤامرة غريبة، ويبدو أن هناك جهودا تبذل عبر الرسائل بهدف نزع شرعية انتخابات الشهر المقبل. فالرئيس دونالد ترامب يرفض أن يقول إنه سيلتزم بنتائج الانتخابات. وتحدّث أحد المسؤولين عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن شراء ذخيرة والاستعداد للعنف، في حين يحذّر بعض الخبراء من نشوب حرب أهلية.

الستينيات مثالاً

وأكد جنكينز أن القلق حقيقي وله ما يبرره. وربما يتميز كبار السن إلى حد ما بالقدرة على تجنب الانزعاج، فهم شخصياً يتذكرون فترة الستينيات ومطلع السبعينيات المضطربة في القرن الماضي، عندما كانت أميركا في حالة حرب في الخارج وحالة حرب مع نفسها في الداخل. لقد كانت فترة عنيفة شهدت عمليات إعدام خارج نطاق القانون، وتفجيرا للكنائس، وتحديا صريحا للحكومة الاتحادية، وعمليات اغتيال وأعمال شغب، واستقالة رئيس لم يسبق لها مثيل، وحملة سياسية تمييزية واضحة تهدف إلى تولي مجلس النواب مسؤولية الانتخابات، حيث يمكن لمؤيدي هذه الحملة في المجلس تحديد اختيار الرئيس الجديد.

وأضاف أن المؤسسات صمدت آنذاك، لكن هل سيمكنها الصمود مرة أخرى الآن؟ وما هي احتمالات اندلاع إرهاب داخلي في سياق الانتخابات؟

ويشير جنكنيز إلى أن الخلاف حول الحد من تفشى فيروس كورونا والعنصرية في أميركا قد يوضح ما يمكن أن نراه مع الانتخابات المقبلة. فليس من المحتمل بطبيعة الحال أن نشهد انتخابات هادئة، فهناك احتجاجات مستمرة بسبب العنصرية وتصرفات الشرطة. ورغم أن معظمها سلمي، كانت هناك مواجهات عنيفة، وهجمات على الممتلكات الاتحادية، وأعمال سلب ونهب. وسعى المتطرفون من جانبي الطيف السياسي لبدء أعمال عنف. كما أن رجال الشرطة الغاضبين الذين يشعرون بالإرهاق تصرّفوا بصورة مُبالغ فيها أحيانا. ومن الصعب تخيّل انتهاء كل ذلك فجأة يوم الانتخابات.

وحذّر البعض من اندلاع حرب أهلية جديدة، لكن هذا النوع من الصراع المسلح يبدو مستبعداً. ولكن هناك احتمالات تتراوح بين القيام باحتجاجات عامة تصحبها حالات عنف منفردة، وبين القيام بأعمال عنف واسعة النطاق وأعمال انتقامية في صراع سياسي طويل الأمد.

أما بالنسبة لعملية التصويت نفسها، فإن أي حالات سوء تفاهم يمكن أن تؤدي إلى مواجهات غاضبة وطوابير طويلة تنجح فقط في تعقيد العملية الانتخابية وإبطائها. وتخشى بعض الولايات من وجود جماعات مسلحة في أماكن الاقتراع، مع افتقارها لأي قوانين تحظر ذلك. والتهديدات بتفجير قنابل أمر عادي في مراكز الاقتراع. ومن الممكن اندلاع احتجاجات غاضبة إذا ما بدا أنه تم حرمان أعداد كبيرة من الناخبين من حق التصويت.

ولا يمكن إغفال ما يمكن أن يحدث من تأجيل في إعلان نتيجة الانتخابات لأسباب مختلفة قد يحتاج حسمها إلى اللجوء للقضاء، وما سوف يصاحب ذلك من احتجاجات ومواجهات من جانب أنصار المرشحين الجمهوري والديمقراطي.

وقال جنكينز، في ختام تقريره، إن أي عنف قد يحدث وله علاقة بالانتخابات من الممكن أن تكون له تداعيات تشمل ظهور حملات إرهابية منظمة، وإذا حدث ذلك، فمن المحتمل أن يستمر فترة أطول من الوقت، مبينا أنه في أعقاب فترة الستينيات المضطربة، قام عدد من الجماعات اليسارية المتطرفة وغيرها من العناصر الفاعلة بحملات تفجير استمرت سنوات. وليس من المستحيل إمكانية أن تصبح هذه الفترة من القرن الحادي والعشرين عقداً مضطرباً.

الى ذلك، وبعد 9 أيّام على إصابته بفيروس كورونا، بدا الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الأول، مطمئنا لدى إعلان عودته إلى حملته الانتخابية، وألقى خطاباً من شرفة بالبيت الأبيض.

في خطوة أولى نحو استئناف حملته الانتخابية بفعاليات مقررة في ولايات فلوريدا اليوم وبنسلفانيا غداً، وأيوا الأربعاء، وألقى ترامب، كلمة مختصرة تحت عنوان "القانون والنظام" على غير عادته اتسمت بلهجة حازمة وواثقة، شملت الإشادة بسجله في محاربة الجريمة ودعم الاقتصاد، كما هاجم الديمقراطيين وسط هتاف الحضور.

وتمهّد المناسبة لأول تجمّع انتخابي مرتقب اليوم في ولاية فلوريدا المهمة للغاية بالنسبة للاقتراع، لأنها من الولايات "المتأرجحة". وانتقد الديمقراطيون وبعض المعلّقين لقاء البيت الأبيض لتعريضه مجموعة جديدة من مؤيدي ترامب لاحتمال التقاط العدوى، واستخدام منشأة حكومية في الدعاية الانتخابية.

وعندما سُئل عن ذلك خلال زيارة لمدينة نيوكاسل في ولاية ديلاوير، عبّر المرشح الديمقراطي جو بايدن عن أمله في أن يتخذ ترامب ومؤيدوه الإجراءات الاحترازية. وقال: "ينبغي عليهم الالتزام بالتباعد الاجتماعي ووضع الكمامات. هذا الشيء الوحيد الذي عليهم فعله للتحلي بالمسؤولية". وفي حين وصف بايدن نشاطات خصمه بـ "المتهورة" في ضوء القلق من احتمال أن يكون لا يزال قادراً على نقل العدوى، طمأن طبيب البيت الأبيض، شون كونلي، بأنّ ترامب لم يعد يُعتبر مصدراً للخطر.

وقال، في بيان أمس الأول،: "إضافة إلى استيفاء الرئيس معايير المراكز الأميركيّة لمكافحة الأمراض والوقاية منها لناحية التمكّن من وَقف الحجْر الصحّي بشكل آمن، يظهر اختبار بي سي آر هذا الصباح، وفقًا للمعايير المعترف بها حالياً، أنّه لم يعد يُعتبر مصدراً لنقل العدوى إلى الآخرين".

وصرح كبير خبراء الأمراض المعدية، أنتوني فاوتشي، بأنه مقتنع بأن الفريق الطبي للرئيس ما كان سيسمح له بالخروج لو كان معدياً. وقال: "يمكنني أن أطمئنكم بأنهم سيقومون بفحصه قبل أن يسمحوا له بالخروج". وأمس زعم ترامب ان لديه مناعة من كورونا.

وفي تشكيك لافت في نتيجة الانتخابات المرتقبة، اعتبر بايدن أن "الطريقة الوحيدة" التي يمكن أن يخسر بها هي من خلال "المغالطة"، مشيرا إلى ما وصفه بمحاولات ترامب لتثبيط التصويت بما في ذلك التشكيك في أمن الاقتراع عبر البريد والتشجيع على الترهيب المحتمل لمراقبي الانتخابات الجمهوريين.

وقبل أن يتراجع عن تصريحاته، شجّع بايدن الناخبين المحتملين، خلال إحدى محطات حملته الانتخابية في ولاية بنسلفانيا، وقال لهم: "تأكدوا من التصويت، لأن الطريقة الوحيدة التي نخسر بها ذلك هي من خلال المغالطة".

وقبل مغادرته الولاية المتأرجحة بينه وبين خصمه، قال بايدن للصحافيين إن تصريحاته "أخرجت قليلاً من سياقها"، مضيفا: "سأقبل نتيجة هذه الانتخابات". وكان بايدن قد صرح من قبل بأن أكثر ما يقلقه هو محاولة ترامب "سرقة" الفوز. وجندت حملته مئات المحامين والمتطوعين لمنع الفوضى في يوم الانتخابات.

واتهمت حملة ترامب، الذي تجنّب أكثر من مرة الاعتراف الصريح بالنتيجة في حال خسارته، خصمه الديمقراطي بالكذب وإثارة المخاوف.

وعشية بدء جلسات استماع اللجنة القضائية بمجلس الشيوخ للقاضية، إيمي باريت، في اطار الاجراءات الدستورية لإقرار ترشيح ترامب لها، رفض بايدن الإجابة عن سؤال عن نية الديمقراطيين توسيع المحكمة العليا، عبر زيادة عدد مقاعدها، رغم أن موقفه التاريخي من هذا الأمر كان واضحاً بالرفض قبل سنوات، حسب "سي إن إن". وقال بايدن إنه سيعلن موقفه بعد الانتخابات.

الى ذلك، قالت صحيفة ذا تايمز البريطانية إن مكتب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون زعيم المحافظين طلب من وزراء حكومته إقامة علاقات مع المرشح الديمقراطي جو بايدن، وأضافت أن جونسون تسلّم معلومات خلال الإجازة الأسبوعية الحالية، أفادت بأن نسبة فوز بايدن قد تصل إلى 85 بالمئة. (واشنطن- وكالات)

back to top