شاهدوا من استبدلتم بحمد
انحدار البلد لم يأت من فراغ، وضياع مصالح الوطن لم تأت من فراغ، وأداء مجلس الأمة الفاشل لم يأت من فراغ، كان عندنا حمد الجوعان وعندنا مؤسسة التأمينات التي لم تلوث بالاختلاسات والسرقات والخيانات وكان عندنا حمد فدافع مجلس الأمة عن أموال الشعب والدولة، فشاهدوا من استبدلتم بحمد.
حمد الجوعان، رحمه الله، ذاك الرجل الوطني النبيل والفارس الشهم، قدم للكويت وأهلها الشيء الكثير، اجتهد وأخلص وكان قدوة في العمل العام والعطاء الخالص، مؤسسة التأمينات أحد أبرز إنجازاته قبل دخوله مجلس الأمة، وبعد عضويته النيابية برز كحامي المال العام بقوته وصدقه ونظافة يده، ودفع لأجل ذلك ثمناً حقيقياً بتعرضه لمحاولة اغتيال جبانة وفاشلة أول أيام التحرير، ولم يمنعه ذلك من الاستمرار في عمله الوطني فعاد لمجلس الأمة بقوة وإصرار.حمد الجوعان، رحمه الله، لم يمنّ على أهل الكويت بعمله، فهو لم يخرج في المقابلات التلفزيونية ليذكرنا كل يوم وليلة بما قدم ولا ما تعرض له من عداوات حقيقية وسافرة وصلت إلى حد الانتقام منه بالقتل، حمد الجوعان أيضاً لم يكن يكتب المقالات المتكررة ليذكر الناس ليل نهار بما قدمه في مجلس الأمة، وينسف جهود زملائه الذين تعاون معهم في مشاريعه الرقابية والتشريعية.رغم قصر مدة العمل البرلماني للنائب السابق حمد الجوعان، رحمه الله، حيث شارك في مجلس 1985 الذي حل باكراً ثم مجلس 1992 فقط ثم قرر الاستراحة ليخدم وطنه وبهدوء من موقع آخر بلا مناصب حكومية ولا وظائف استشارية، ومع هذا فإلى اليوم يذكر الناس ذلك النائب النزيه والرجل الفحل الذي واجه قوى الفساد بصلابة، وأصبح رمزاً للعمل السياسي الوطني واستحق لقب "حامي المال العام".
تذكرت هذه القامة الوطنية وأنا أقرأ بكل أسى ملخصاً لعمل "لجنة حماية المال العام" في المجلس الحالي والتي اجتمعت خلال السنة الأخيرة أربعة اجتماعات مدتها الإجمالية ساعتان إلا ربعاً فقط، ولم تنجز أي تقرير من إجمالي 12 تقريرا معروضا عليها بالرغم من سيل قضايا المال التي أغرقت البلد، فلم يحاسب هذه اللجنة أحد ولم يوقفها عند استهتارها أحد.انحدار البلد لم يأت من فراغ، وضياع مصالح الوطن لم تأت من فراغ، ومرض مجلس الأمة وأداؤه الفاشل لم يأت من فراغ، كان عندنا حمد الجوعان وعندنا مؤسسة التأمينات التي لم تلوث بالاختلاسات والسرقات والخيانات وكان عندنا حمد فدافع مجلس الأمة عن أموال الشعب والدولة، فشاهدوا من استبدلتم بحمد ولنسأل، كيف تعود الكويت لتنجب مثل أولئك الرجال الأوفياء؟ والله الموفق.