فتش عن الإخوان
"رايحين الحج والناس راجعة" مثل لا أستطيع أن أحدد له منشأ، فبينما يستخدمه اللبنانيون بكثرة في أحاديثهم، تؤكد مصادر العم غوغل أنه مثل سوري "حلبي" بالتحديد.ما أستطيع أن أؤكده أنه ينطبق على المقترح الذي تقدم به نائبا الإخوان المسلمين بمجلس الأمة الكويتي أسامة الشاهين ومحمد الدلال بتعديل القانون ٣٥ لسنة ١٩٦٢ والخاص بإلغاء شرط حسن السيرة والسلوك عمن ينوون ترشيح أنفسهم لعضوية مجلس الأمة.ففي الوقت الذي تتسابق فيه الشعوب من خلال برلماناتها المنتخبة بتشديد شروط الانتخاب للحصول على نواب بحجم التحديات المختلفة التي تتطلب شفافية ومصداقية، تقوم جماعة "حدس" بإلغاء شرط رئيسي لصحة الانتخاب، والسؤال: لماذا؟
فمع الإخوان الحذر مطلوب لأن ممارستهم السياسية طيلة العقود الماضية لم تكن مشجعة، فهم من غطى الانقلاب على الدستور في عام ١٩٧٦ عندما شاركوا في حكومة ما بعد الحل غير الدستوري، وهم من تحالف مع سراق المال العام بعد التحرير مباشرة وتصدروا صحفهم ووسائل إعلامهم، وهم من وضع رجلا مع الحراك ورجلا أخرى مع السلطة، وتسببوا في ذلك بحبس عشرات الشباب، وهم من ساوم على كل شيء مقابل وكيل من هنا ووكيل مساعد من هناك، هم من ساهم في انحدار مستوى التعليم من خلال بعض القيادات المتخلفة التي جثمت على التعليم لمجرد أنها كانت تنتمي إليهم، والآن وبعد كل هذا التاريخ السيئ مطلوب منا أن نثق أن مقترحهم في هذا التوقيت يأتي للمصلحة العامة!المطلوب أيضا أن يسمح من خلال مقترحهم لكل أرباب السوابق بمختلف القضايا بقبول ترشحهم، مع أننا في ظل القوانين الحاليّة، التي تتصف بالتشدد، وصلنا إلى هذا المنظر النيابي البائس والشبهات التي طالت جزءاً لا يستهان به من أعضاء مجلس الأمة.أدعو وأناشد بصدق كل التيارات السياسية والناشطين والكتّاب والمغردين إلى التصدي لهذا المقترح، أياً تكن المبررات، لأنها إن صحت فستعالج بوسائل أخرى، أما مقترح (حدس) فتأكد عزيزي القارئ أن المعلن شيء والقصد شيء آخر، هكذا علمتنا ممارسات الإخوان طيلة العقود السابقة، و"من قرصه الداب خاف من الحبل". فهل وصلت الرسالة؟! آمل ذلك.