بدأ مجلس الشيوخ الأميركي أمس جلسات الاستماع للقاضية آمي كوني باريت (48 عاماً) التي اختارها الرئيس دونالد ترامب لعضوية المحكمة العليا لشغل المقعد الشاغر بوفاة القاضية روث بادر غينسبورغ، أيقونة الجناح الليبرالي للمحكمة، التي توفيت الشهر الماضي بعد معركة مع السرطان.

ورغم أن أي عملية ترشيح تحتاج لمصادقة مجلس الشيوخ يمكن أن تستغرق عادة أكثر من شهرين، فإن المجلس الذي يسيطر عليه الجمهوريون، تعهد بتسريعها بناء على طلب من ترامب لتنتهي قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في الثالث من نوفمبر، رغم معارضة الديمقراطيين الذين لا يملكون أصواتاً كافية للعرقلة.

Ad

وإذا ما تم تثبيت ترشيحها، فإن باريت ستضمن أغلبية للمحافظين بستة قضاة مقابل ثلاثة. ويعتقد مراقبون أن هيمنة النهج المحافظ على أعلى هيئة قضائية أميركية لعقود على الأرجح، قد يؤثر كثيراً على القضايا الرئيسية المتعلقة بالمجتمع وأبرزها حيازة الأسلحة والضمان الصحي وغيرهما.

وبدأت جلسات الاستماع في اللجنة القضائية بمجلس الشيوخ، التي يقودها السيناتور ليندسي غراهام، الحليف القوي لترامب. وستقدم باريت، إلى جانب الـ22 سيناتور الأعضاء باللجنة، بيانات استهلالية.

وأكدت باريت، في كلمتها التي نشرت قبل الجلسة، أنها تسعى دائماً لـ "بذل قصارى جهدها للوصول لنتيجة ضمن الأطر القانونية بعيداً عن ميولي الشخصية".

وخلال عرضها، الذي نشرته وسائل الإعلام، أوضحت باريت أن "دور المحاكم ليس لتسوية كل مشكلة أو تصحيح أي خطأ في الحياة العامة"، مشيرة إلى أن "القرارات السياسية يجب أن تتخذ من قبل الجهات المنتخبة وتتحمل المسؤولية أمام الشعب".

وشدد السناتور غراهام، صباح أمس، على أهمية التحدي بالنسبة لمعسكره، قائلاً إن التعيين "يساعد الرئيس ترامب"، الذي يسجل تراجعاً في استطلاعات الرأي قبل ثلاثة أسابيع من الانتخابات الرئاسية.

وصرح لقناة "فوكس نيوز" متوجهاً لمعارضي القاضية "إذا أردتم القتال في قضية إيمي باريت، فسنقاتل".

وكونت الأوساط المسيحية التقليدية صورة جيدة جداً عن باريت التي تشاركها قيمها، بدءاً من معارضة معلنة للإجهاض والتعلّق بحياة الثنائي باعتبارها اتحاداً "بين رجل وامرأة".

وباريت، التي تعتبر "خدمة ملكوت الله قضيتها"، كاثوليكية متدينة وأم لسبعة أولاد بينهم اثنان بالتبني وآخر مصاب بمتلازمة داون، وأثار انتماؤها لمجموعة "بيبول أوف برايز" الصغيرة التي تخرج تقاليدها عن تلك المعهودة، اهتماماً خاصا في الأيام الماضية.

وتؤكد القاضية المعروفة بحججها القانونية الثابتة، أنها تميز بين قناعاتها الشخصية ومهنتها كقاضية.

ويعتبر أنصار القاضية باريت أنها ضحية عداء اساسي حيال الدين في بلد يعلن فيه ربع السكان انهم ملحدون أو لا يتبعون ديانة.

ورأى زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل ان "الهجمات الدائمة من الاعضاء الديمقراطيين في مجلس الشيوخ ووسائل الاعلام على ايمان القاضية باريت عار".

وقال نائب الرئيس مايك بنس خلال مناظرته مع كمالا هاريس التي اختارها جو بايدن نائبة له "آمل ان تكون جلسة الاستماع نزيهة والا نشهد هجمات جديدة على ايمانها المسيحي".

وردت هاريس السناتورة العضوة في اللجنة القضائية المكلفة مساءلة باريت "جو بايدن رجل مؤمن تماما مثلي، ومن المهين الايحاء بأننا قد نستبعد شخصا بسبب ايمانه".

ويريد الديمقراطيون ومرشحهم بايدن عدم البت في تعيين باريت قبل الانتخابات المقررة في 3 نوفمبر لكنهم لم يتخذوا سوى خطوات بسيطة لعرقلة العملية.

ويسيطر ميتش ماكونيل على العملية وجدولها الزمني في مجلس الشيوخ. ويتمتع الجمهوريون بغالبية 53 مقعدا من اصل 100 في المجلس.

وحده كوفيد-19 قد يهدد جدول الجمهوريين الزمني بعد ان تبين اصابة كل من مايك لي وتوم تيليس ورون جونسون بفيروس كورونا الذين عزلوا انفسهم قبل 10 ايام.

وقد يشارك لي وتيليس وهما عضوان في اللجنة القضائية، في جلسة الاستماع افتراضيا.

لكن عليهم الحضور جميعا شخصيا للتصويت خلال الجلسة العامة ما قد يطرح مشكلة سلامة صحية.

والدليل على تصميمهم على انتزاع هذا النصر قبل الاقتراع اعرب رون جونسون انه مستعد للحضور

بـ "ملابس رواد الفضاء" اذا لزم الامر.