لا تزال الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس جديد للحكومة في موعدها المقرر بعد غد، كما حددته دوائر قصر بعبدا، إلا إذا طرأ جديد وفق المعطيات والأجوبة التي سيحصل عليها رئيس الحكومة السابق سعد الحريري من القوى السياسية، بعدما عاد الى المشهد الحكومي تحت عنوان "مرشّح حكماً".وانطلقت رسميا، أمس، عجلات رئيس الحكومة السابق على طريق جسّ نبض القوى السياسية من المبادرة الحكومية التي طرحها مساء الخميس الماضي حول استعداده لترؤس حكومة على أساس المبادرة الفرنسية.
وباشر زعيم "المستقبل" اتصالاته من قصر بعبدا صباحا، واستكملها في عين التينة مساء، على أن يوفد فريقا يمثّله الى الأحزاب والكتل النيابية للتشاور معها. وقالت مصادر سياسية متابعة إن "المحادثات التي سيجريها زعيم المستقبل بين الاثنين (أمس) وموعد الاستشارات النيابية الخميس المقبل، ستكون مفصلية في تحديد مصير ترشيحه"، مشيرة إلى أنه "حتى الساعة من الصعب التكهن بنتائجها".وكشفت المصادر أن "رئيسة كتلة المستقبل النيابية النائب بهية الحريري ستتولى مهمة الاتصالات والاجتماعات مع الكتل النيابية الأخرى"، لافتة إلى أنه "في ضوء الأجوبة يحسم الحريري موقفه، وبالتالي مصير الاستشارات". وقالت إن "هناك اتجاها قويا لإخراج التكليف والتأليف ضمن سلّة متكاملة، وذلك لمنع الوقوع في الفراغ، كما حصل مع تكليف السفير مصطفى أديب تشكيل الحكومة من دون اتفاق مسبق على التأليف".
الحريري في بعبدا
وأكد الحريري بعد لقائه عون انه يتمسك "بحكومة اختصاصيين مستقلين"، ويبدو حاسما في موقفه هذا. وقال إنه مقتنع بأن "مبادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون القائمة على تشكيل حكومة اختصاصيين لا ينتمون للأحزاب، وتقوم بإصلاحات محددة بجدول زمني محدد، لا يتعدى أشهرا معدودة، هي الفرصة الوحيدة والأخيرة الباقية لوقف انهيار البلد وإعادة إعمار بيروت"، وأنه "لا وقت لدينا لإضاعته على المهاترات السياسية. وإذا أراد أحد تغيير مفهومها فليتحمل المسؤولية".وتابع: "تشكيل مثل هذه الحكومة والقيام بهذه الإصلاحات يسمح للرئيس ماكرون، حسبما تعهّد امامنا جميعا، بتجييش المجتمع الدولي للاستثمار في لبنان، وتوفير التمويل الخارجي للبنان، وهي الطريقة الوحيدة لوقف الانهيار الرهيب الذي نعانيه جميعا، كبلد وكدولة وكمواطنين".من جهته، أكد الرئيس عون خلال اللقاء "وجوب تشكيل حكومة جديدة بالسرعة الممكنة لأن الأوضاع لم تعد تحتمل مزيداً من التردي، وشدّد على ضرورة التمسك بالمبادرة الفرنسية"."حزب الله" يضغط على عون
وتتزامن "الحركة" الحكومية مع وصول مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر الى بيروت، مساء أمس، للمشاركة في الجلسة الافتتاحية لمفاوضات ترسيم الحدود بين لبنان وإسرئيل يوم غد. وأثار تشكيل الوفد اللبناني إلى المفاوضات بلبلة على الساحة السياسية الداخلية، ففي وقت كان التوجه لـ "تطعيم" الوفد بحضور دبلوماسي وسياسي أعلنت رئاسة الجمهورية، أمس، تشكيل وفد تقني يضم العميد الركن الطيار بسام ياسين رئيساً، والعقيد الركن البحري مازن بصبوص، وعضو هيئة إدارة قطاع البترول في لبنان وسام شباط، والخبير نجيب مسيحي. وكشفت مصادر سياسية لـ "الجريدة"، أمس، عن "ضغوط تعرّض لها الرئيس عون من حزب الله لعدم إعطاء المفاوضات صبغة سياسية عبر ضمّ مسؤولين حكوميين في الوفد".وقالت إن "رئيس وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا، أبلغ دوائر القصر الجمهوري انه لا يجوز التعامل مع إسرائيل بالمثل (إسرائيل اختارت شخصيات سياسية) عبرَ اختيار شخصيات سياسية وحكومية مدنية تمثّل لبنان، لأن التفاوض الذي سيحصل هو لحل نزاع، وهذا ما يفترض أن يحصر دور التفاوض بالجيش وحده".وكانت تقارير إعلامية قد أشارت إلى مشاركة ممثل عن وزارة الخارجية اللبنانية، هو هادي هاشم (مدير مكتب الوزير، مستشار لرئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل)، إضافة إلى المدير العام لرئاسة الجمهورية أنطون شقير، ليكونا حاضرين في المفاوضات.شطاينتس
في السياق وفيما بدا انه تبرئة لـ "الثنائي الشيعي" من أي اتهامات بالسعي للتطبيع مع اسرائيل برعايته وموافقته على المفاوضات، قال وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شطاينتس، أمس، إن "المباحثات المقرّرة مع لبنان ليست مباحثات للتطبيع أو للسلام"، مضيفا: "المباحثات في المحصّلة هي محاولة لحلّ (مشكلة) الحدود البحرية وموضوع الغاز".