موسكو منزعجة من انتهاك «هدنة كاراباخ»

أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن انزعاجه لعدم الالتزام بالاتفاق على هدنة ناغورني كاراباخ، الذي تم التوصل إليه في محادثات موسكو الأسبوع الماضي، بشكل كامل، مشيرا إلى استمرار الأعمال العدائية.

وقال لافروف خلال اجتماعه مع نظيره الأرميني زوهراب مناتساكانيان، أمس، "تم الاتفاق على زيارتك منذ فترة طويلة، لكنها بالطبع تتم على خلفية الجهود الجادة التي يشارك فيها العديد من أعضاء المجتمع الدولي والجهود المبذولة لفك التوتر في منطقة نزاع ناغورني كاراباخ".

وتابع لافروف: "بمبادرة من الرئيس فلاديمير بوتين، تم التوصل الجمعة والسبت الماضيين، مع شركائنا الأذربيجانيين، إلى اتفاق مهم، لكننا نرى أن هذا الاتفاق لم يتم الالتزام به بشكل كامل والأعمال العسكرية مستمرة".

أما الناطق باسم "الكرملين"، ديمتري بيسكوف، فرأى أن التزام الأرمن وقوات أذربيجان بوقف النار ضرورة قصوى، مشيراً إلى أن "الكرملين" يراقب الأحداث على الأرض عن كثب.

من ناحيته، اتهم وزير خارجية أرمينيا أذربيجان بالعمل على زيادة نفوذ تركيا في المنطقة وباستخدام مرتزقة موالين لها، وهو ما تنفيه أنقرة.

وقال متهما أذربيجان بانتهاك الهدنة: "نريد وقف النار. نريد آلية تحقق على الأرض تحدد المنتهك وتظهر الطرف غير الملتزم بوقف النار".

من ناحيته، أعلن فاغارشاك هاروتيونيان، كبير مستشاري رئيس الوزراء الأرمني نيكول باشينيان، أن "سلطات أذربيجان، تحت ضغط مباشر من تركيا، تعرقل مهمة الوساطة الروسية في كاراباخ".

وأضاف هاروتيونيان، الذي شغل سابقا منصب وزير دفاع أرمينيا، أن "باكو تحاول بهذه الطريقة زيادة دور أنقرة في تسوية النزاع".

وفي وقت تتصاعد الضغوط على الهدنة الهشة بين طرفي القتال، قال رئيس أذربيجان إلهام علييف، في تصريحات أدلى بها لقناة "هابر غلوبال" التلفزيونية التركية أمس، إنه لا يعلم متى ستبدأ المحادثات مع أرمينيا بشأن النزاع على إقليم كاراباخ، لكنّه أضاف أنه ينبغي مشاركة تركيا في عملية الحل.

وتابع أن "مجموعة مينسك متحيزة، ويتعيّن مشاركة أنقرة في عملية الحل حتى وإن كانت دول غربية كثيرة لا ترغب في تقبّل ذلك، فكلمة تركيا كبيرة وهي مستقلة تماما". ووصف علييف تركيا بأنها "قوة عالمية" بسبب دورها في سورية وليبيا وصراعات دولية أخرى.

وأوضح الرئيس الأذربيجاني أن بلاده ستمضي حتى النهاية قي قضية كاراباخ، معلناً تفضيل باكو لأن يكون الحل سلمياً ومن دون إرقاة الدماء.

وتحدث علييف عن انتهاك القوات الأرمنية لوقف النار، قائلا: "قصفت مدينة كنجة الأذربيجانية بنيران الصواريخ والمدفعية بأمر شخصي من رئيس الوزراء الأرمني باشينيان، مما أسفر عن مقتل وجرح مدنيين، وسيزور ممثلو السفارات المكان".

وجرت معارك صباح أمس، بين القوات الأرمنية في كاراباخ والجيش الأذربيجاني في انتهاك لاتفاق الهدنة الإنسانية التي يفترض أنها سارية منذ السبت.

واتهمت وزارة الدفاع الأذربيجانية القوات الأرمينية بعدم الامتثال لاتفاق وقف النار. وقالت الوزارة إن "القوات المسلحة الأرمنية التي لم تلتزم بالهدنة الإنسانية، حاولت مرارا مهاجمة مواقع الجيش الأذربيجاني".

من جهتها، قالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأرمينية، شوشان ستيبانيان، إن أذربيجان "تقصف بشكل مكثف الجبهة الجنوبية".

وأفاد مركز الإعلام التابع للحكومة الأرمينية بأن "العدو تكبد خسائر فادحة في الرجال والمعدات العسكرية"، في حين أعلنت سلطات كاراباخ إسقاط طائرة حربية تابعة لأذربيجان.

في غضون ذلك، يشير الاستخدام النشيط للطائرات من دون طيار (درون)، خلال القتال في كاراباخ، إلى ضرورة تحديث القوات المسلحة الأميركية، بما في ذلك أهمية تطوير أنظمة الدفاع الجوي، وفق ما ذكره رئيس أركان القوات البرية في الجيش الأميركي، الجنرال جيمس ماكونفيل، في مقابلة مع صحيفة "أرمي تايمز"، مشيرا إلى أن أساليب الحرب في كاراباخ، دفعت الكثيرين إلى التساؤل عما إذا كانت الدبابات ضعيفة للغاية وبطيئة ومكلفة للحرب الحديثة.

ووفقا للصحيفة، لا تعتقد قيادة القوات البرية الأميركية ذلك، لكن ماكونفيل يعتقد أن القتال في كاراباخ يتحدث عن أولوية تطوير أنظمة الدفاع الجوي لتدمير الـ "درون".

وأضاف الجنرال: "لدينا تفوّق جوي في الوقت الراهن، لكننا لا نراه بالضرورة في المستقبل. وكما نرى في هذه المعارك بكاراباخ، وفي مناطق أخرى، هناك درون مميتة، ويجب علينا أخذ ذلك في الاعتبار.

ولهذا السبب، فإن إحدى أولويات تحديث القوات البرية الأميركية هي الدفاع الجوي والصاروخي. ويشمل ذلك تركيب أنظمة الصواريخ قصيرة المدى من طراز ستينغر على العربات القتالية المدرعة من طراز سترايكر".

وشدد على ضرورة، تصميم منظومات يمكنها التعرف على الدرونات وتدميرها.