فدوى الطويل: مجازفة تحويل الرواية إلى فيلم
تتناول أخطر القضايا في أعمالها الأدبية البوليسية
أدب الجريمة نوع من أنواع الأدب، ورغم أنه ليس بجديد، وله تاريخ عريق طويل وكُتاب رواد من أنحاء العالم، أشهرهم شرلوك هولمز، وأغاثا كريستي، لكنه نوع مميَّز وصعب عن غيره من أجناس الأدب الأخرى، لما تحويه قصصه من ألغاز محيِّرة، لكن كاتبه -في الوقت نفسه- يُمتع قارئه بأسلوب التشويق، ويحاول خداعه وتضليله، لحفزه على التفكير ومحاولة حل اللغز.ويُطلق على هذا الأدب عدة مسميات، منها: قصة التحري، لغز القتل، رواية الغموض، وأشهرها وأدقها هو "الرواية البوليسية"، لأن هذا الأدب تقوم حبكته في الأساس على الجرائم الغامضة، والتحقيق فيها، لكشف غموضها، وأسرارها، من خلال بحث المحققين العميق في شخصياتها، وتفاصيل أحداثها، وزمان ومكان وقوعها.الكاتبة فدوى الطويل أصدرت مجموعة من الروايات البوليسية، حازت إعجاب القارئ الكويتي، تميَّزت فيها بأسلوبها السلس في الكتابة، ومهارتها في وضع الحبكة الغامضة للرواية، التي تصيب قارئها بالحيرة، حتى فك الحبكة، واكتشاف سر الجريمة.
في البداية، قالت الطويل عن سبب توجهها لأدب الجريمة، رغم أنه صعب: "أحببت منذ صغري التشويق والإثارة، اللذين يتميَّز بهما أدب الجريمة، سواء في الروايات التي قرأتها، أو الأعمال التلفزيونية والسينمائية التي شاهدتها، فضلاً عن عنصر المفاجأة الذي يقوم عليه. ومن مميزات هذ النوع أيضا، وجعلتني أفضِّله، احتضانه للقضايا الإنسانية والسياسية والاجتماعية".وأضافت الطويل: "عندما بدأت أكتب ألقيت نظرة على الساحة الأدبية الكويتية، فوجدتها تفتقر لهذا النوع من الأدب، وتعاني نقصا في أدباء القصة البوليسية، ما شجَّعني على الخوض فيه، والحمد لله كانت انطلاقتي قوية، وأثبت وجودي".
أخطر القضايا
وعن نتاجها الأدبي من الروايات البوليسية، أوضحت الطويل: "أتناول في رواياتي البوليسية أخطر القضايا، ولي عدد من الروايات المطبوعة، ومتوافرة أيضا (أون لاين) على شبكة الإنترنت، منها (حدث في سوهو)، وهي رواية بوليسية واقعية، تتحدَّث عن قضية الاتجار بالأطفال، والشبكة السوداء للمتاجرين بهم، وحياة المشرَّدين، وأسرار الملاجئ". وتابعت: "لي أيضا رواية (انتحار جماعي في هاريانا)، وهي رواية بوليسية إنسانية، تناولت أخطر قضايا المرأة، كعيادات الإجهاض غير القانونية، والتخلص من الأجنة الإناث، والمتاجرة بالبنات، وأعتبرها من أكثر رواياتي تشويقا وإثارة، وقد اشتغلت على تفاصيلها طويلا، لدرجة أرهقتني، حتى إنني سافرت إلى الهند، لجمع كل ما يتعلق بها من الحقائق والمعلومات والتقارير والصور والفيديوهات، والعديد من المعلومات التي استفدت منها في كتابة مضامين الرواية وأحداثها".ممكن... ولكن!
وعن إمكان تحويل رواياتها إلى مسلسل أو فيلم، قالت: "أكيد من الممكن، لكن في الكويت يصعب على الكاتب أن يجازف بنصوصه لشركة إنتاج، فهي مجازفة مخيفة، لأنه من الوارد أن يتغيَّر النص الأصلي، تبعاً لرؤية المخرج، فتضيع الفكرة، أو تتشوَّه الأحداث والحبكة، وهذا أمر مهم جدا بالنسبة لي، وهو أن أضمن ألا تتغيَّر روايتي، كما أن التعامل مع شركات الإنتاج في الكويت متعب، وليس بالأمر الهيِّن والسهل، لذا سأفكِّر ألف مرة قبل الإقدام على تلك الخطوة".تجربة سيئة
وأضافت: "لي تجربة واحدة سابقة مع الدراما، ولكن للأسف كانت سيئة، فمنذ فترة، عرضت عليَّ شركة من شركات الإنتاج تحويل إحدى رواياتي إلى مسلسل، لكن الموضوع لم يأخذ خطوات فعلية، بسبب كثرة الشروط والتدخلات، وغيرها من الأسباب".وعن كُتابها العالميين المفضَّلين في أدب الجريمة، وأمنيتها ككاتبة، قالت الطويل: "أفضِّل جو نيسبو، وهو روائي وصحافي وموسيقار، وبلا شك أغاثا كريستي أشهر مَن كتب في هذا الأدب، فالاثنان أستمتع بأسلوبهما كثيرا، وأحب قراءة أعمالهما الأدبية".