أطلق الباحث بشار خليفوه مؤخرا النسخة الإلكترونية لدراسة بعنوان "جال الزور: تأملات ميدانية"، جاءت في 74 صفحة، وتضمنت الدراسة ثلاثة أقسام: ظروف التسمية لمرتفعات جال الزور، وطبيعة الموقع، والطرق والمواقع التاريخية المحاذية له، وأيضا اشتملت على عدة صور قام خليفوه بالتقاطها بنفسه.

وقال خليفوه إن الدراسة تناقش أحد معالم الكويت الجغرافية من جانب جمالي وتاريخي، مضيفا: "جال الزور تلك السلسلة التلالية ذات الجمال الخلاب هي قطعة جغرافية مطلة على السواحل الشمالية لجون الكويت الشمالية وبين مرتفعات جال الزور، وهي تلك الأرض التي يطلق عليها الباطنة، والتي تبدأ بين أسياف كاظمة إلى ما قبل الوصول إلى الصبية، إذ تتباين أمامك هذه السلسلة التلالية بارتفاعات متباينة ومختلفة كأثر جغرافي نفقد مثيله في الكويت لندرته وتميز منظره".

Ad

واستدل بمقولة لهارلود ديكسون "ان المعالم البارزة الوحيدة الجديرة بالذكر هي جال الزور وسلسلة تلال اللياح على الجانب الشمالي من خليج الكويت".

وذكر خليفوه أن ظروف التسمية لموقع جال الزور تأتي بحسب الظرف الجغرافي المطل أو المتصل لهذا الموقع، لقد صاحبت عدة أسماء لجال الزور على مدى التاريخ، لكنها تشابهت في تحديد الموقع والوصف بشكل عام، إذ مر في التراث الجغرافي القديم في تاريخ العرب ان اسم "الخرم" هو موضع ومكان بكاظمة، وأشير لذلك في عدة مراجع، وكان الاسم الأكثر شيوعا ودواعي للشهرة هو ما ذكره الشيخ عبدالعزيز الرشيد في تاريخه حينما أطلق على اسم جال الزور "جبل غضي"، ويوافقه في ذلك المؤرخ سيف مرزوق الشملان، إلا أن الأخير جاء ببعض التفصيل في هذه السلسلة التلالية التي انفرد بها دون باقي المراجع بين المؤرخين والجغرافيين.

وتطرق إلى أهمية الجال التاريخية من ناحية المواقع المرتبطة بها، متابعا: "أشهر هذه المواقع على الإطلاق كاظمة التي يطول الحديث عنها لتاريخها وموقعها وأسيافها، وكذلك الحديث عن الحوادث التي حصلت فيها، مثل موقعة ذات السلاسل التي كانت بقيادة الصحابي الجليل خالد بن الوليد، إضافة إلى ذلك فإنها محطة لطريق تجاري قديم".

وأفاد بأنه خلف الجال، من بعد ارتفاع الحافة على مدى طريقها، تأتي مواقع كثيرة، منها ما كان مرتبطا بالتاريخ القديم الغابر، ومنها ما كان مرتبطا بالتاريخ الحديث، حيث يأتي أكثرها شهرة أم الرمم، وهي التي كان يطلق عليها في التراث العربي القديم "رمم".

وشدد على أن تلك الدراسة تسلط الضوء على أهمية هذا الموقع وهذه المنطقة في الخريطة الكويتية، مشيرا إلى أن تلك الدراسة تقدم رؤية وثائقية تساعد على ربط جغرافيا البلد بخطط التنمية المصاحبة لها.