اكتملت التحضيرات "مبدئياً" لانطلاق مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل في مقر قيادة قوة الأمم المتحدة المؤقتة العاملة في لبنان "اليونيفيل" في الناقورة جنوب لبنان. وستجمع طاولة المفاوضات، اليوم، الجانبين اللبناني والإسرائيلي برعاية الأمم المتحدة، وحضور مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر، والسفير جون ديروشر وهو الوسيط الأميركي لهذه المفاوضات.

وعشية الاجتماع التقى رئيس الجمهورية ميشال عون، أمس، المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيش كما ترأس في حضور وزيرة الدفاع في حكومة تصريف الأعمال زينة عكر وقائد الجيش العماد جوزيف عون، اجتماعاً للوفد اللبناني الرسمي الذي سيتولى التفاوض التقني لترسيم الحدود الجنوبية.

Ad

وقالت مصادر سياسية متابعة، أمس، أنه "ثمة تفاصيل شكلية لا تزال عالقة ومدار أخذ ورد في الداخل اللبناني وهي تتعلق بالمشهدية التي سترافق المحادثات وبالتقاط صورة تذكارية للقاء". وأضافت: "حتى الساعة القوى الممانعة وعلى رأسها حزب الله، ترفض مطلقاً التقاط هذه الصورة، على اعتبار أنها ستكون بمنزلة هدية ثمينة يقدمها لبنان لكل من تل أبيب وواشنطن. أما رئيس الجمهورية فلا يمانع".

وأشارت المصادر إلى أن "هذه المسألة ستبت قبل ساعات من اللقاء لتصبح درب التفاوض سالكة لاسيما أن قصر بعبدا يبدو قرر تجاوز ملاحظات السراي أمس على كيفية تأليف الوفد وغض النظر عنها".

عون

وبعد كل الجدل الذي أثير محلياً وخارجياً حول مفاوضات ترسيم الحدود، وإمكانية إعطاء طابع سياسي لها، أشار الرئيس عون أمام الوفد إلى أنها "تقنية ومحددة بترسيم الحدود البحرية وأن البحث يجب أن ينحصر في هذه المسألة تحديداً".

ولفت عون إلى أن "جلسات التفاوض ترعاها وتستضيفها الأمم المتحدة، وأن وجود الجانب الأميركي في الاجتماعات هو كوسيط مسهّل لعملية التفاوض".

وأوصى رئيس الجمهورية أعضاء الفريق بـ"التمسك بالحقوق اللبنانية المعترف بها دولياً والدفاع عنها". وقال مهند حاج علي وهو "زميل" في مركز "كارنيغي للشرق الأوسط"، لوكالة "رويترز" أمس، إن "قرار بدء المحادثات الحدودية بالنسبة لحزب الله وحركة أمل هو قرار تكتيكي لتفادي التوترات وتجنب احتمال فرض عقوبات قبل قليل من الانتخابات الأميركية".

الحريري

إلى ذلك، رمى سعد الحريري رئيس التيار الأزرق حجر "حكومة الإنقاذ" بمهلة محددة في المستنقع الحكومي وبدأ جولة مشاورات واتصالات لاستمزاج آراء القوى السياسية استهلها أمس الأول بلقاء رئيسي الجمهورية ميشال عون ومجلس النواب نبيه بري، واستكملتها، أمس، كتلته النيابية باجتماعات مع الكتل النيابية والأحزاب، وذلك قبل 24 ساعة من الاستشارات النيابية الملزمة في قصر بعبدا.

وأعلن رئيس تيار "المردة" النائب السابق سليمان فرنجية، خلال استقباله وفد كتلة "المستقبل" أمس، أن "المردة ستسمي الحريري في الاستشارات النيابية"، مؤكداً أنه يدعم "المبادرة الفرنسية كما صدرت في لقاء قصر الصنوبر"، وأنه في الأساس رشح الرئيس الحريري أمام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

وبدت الإطلالة "النارية" لرئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" النائب السابق وليد جنبلاط عبر قناة "الجديد"، مساء أمس الأول، مليئة بالقنابل "غير الودية" في وجه الحريري، وصولاً إلى حدّ رفض استقبال وفد "المستقبل" المتنقّل على الكتل السياسية، بل الحريري نفسه في حال أراد زيارة المختارة، وفق منطق أنّ "وليد جنبلاط مش هيك بيتعامل". واعتبر جنبلاط أن "الحريري سلّم الدولة اللبنانية في السنوات الثلاث الأخيرة للثنائي الشيعي والتيار الوطني الحر المتمثل بجبران باسيل".

وسبقت إطلالة الزعيم الدرزي حركة تقويل إعلامية وتحديداً في موضوع حزب "القوات اللبنانية" لجهة ما نشر عن لقائه (جنبلاط) الأخير برئيس الحزب سمير جعجع وكلام الأخير أن لديه "15 ألف مقاتل ومستعد لمواجهة حزب الله".

«القوات» ينفي

ونفى حزب "القوات اللبنانية" في بيان أمس، "نفياً قاطعاً صحة كل ما أوردته صحيفة الأخبار في عددها الصادر اليوم (أمس الثلاثاء) تحت عنوان جعجع لجنبلاط: لديّ 15 ألف مقاتل ومستعد لمواجهة حزب الله". كما "نفى جملةً وتفصيلاً صحة المقالة المنشورة على موقع 180post.com للكاتب المزعوم سليم الأسمر تحت عنوان جعجع أقوى من بشير… ونصرالله أضعف من عرفات".

واعتبرت الدائرة الإعلامية في الحزب أنّ "المقالين المنشورين محاولة خبيثة لشيطنة القوات اللبنانية وأبلستها من خلال بث الشائعات المغرضة وتلفيق الأخبار الكاذبة عن التسلح والقتال والمواجهات والحروب".

ووضع "القوات" هذه الأجواء في إطار "محاولة يائسة لاستهداف مصالحة الجبل وضرب العلاقة بين القوات والاشتراكي، بخاصة أن النائب السابق جنبلاط نفى بالصوت والصورة مزاعم الحديث عن التسلُّح". فذكّر "القوات" بما جاء على لسان جنبلاط، أمس الأول، بأنّ "الدكتور جعجع ما حكي عن السلاح، حكي أنه رجل قوي سياسياً، مشروع رئيس، وعندما تكرر عليه السؤال: هل يعتبر جعجع نفسه قوياً كحزب مسلّح؟ فأجاب جنبلاط: كلا، يعتبر نفسه قوياً كحزب سياسي بسبب تخبيص العونيين (التيار الوطني الحر) وباسيل".