اجتماع القاهرة الثلاثي يشدد على حماية العراق من «المحاور»
تفاهم بين بغداد وكردستان لإنتاج النفط وتصديره
بينما تسعى حكومة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إلى إعادة التوازن لعلاقات بغداد الخارجية، والانفتاح على محيطها العربي والخليجي بعد عقدين من تمدد النفوذ الإيراني على أراضيها، اتفق وزراء خارجية مصر والعراق والأردن، أمس، على ضرورة التنسيق والتعاون لحفظ الأمن العربي ومنع التدخلات الإقليمية في المنطقة وحماية العراق من "صراع المحاور الذي تشهده المنطقة".ودعا وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، خلال مؤتمر مشترك مع نظيريه العراقي فؤاد حسين والمصري سامح شكري، في القاهرة، إلى حماية العراق من تداعيات الصراع الإقليمي المستمر ودعم سيادته.وقال الصفدي إن "أمن العراق واستقراره ركيزتان لاستقرار المنطقة"، لافتا إلى "أهمية دعم جهود الحكومة العراقية في إعادة البناء والحفاظ على سيادة البلد".
من جهته، أكد وزير الخارجية المصري أن التعاون بين بغداد وعمّان والقاهرة "لا يستهدف أي طرف".وشدد شكري على ضرورة تدعيم التعاون بين شعوب الدول الثلاث. وأضاف أن "التعاون الثلاثي لا يستهدف أي طرف"، مؤكدا أن "الأمن المائي العربي أولوية في حواراتنا".وأوضح أنه "تم الاستماع للطرح العراقي فيما يخص الأمن المائي"، مشيرا إلى أنه أطلع الوزيرين على "التطورات الخاصة بقضية سد النهضة" الإثيوبي.ولفت شكري إلى أن لدى الدول الثلاث رؤية مشتركة فيما يتعلق بـ "الحفاظ على الأمن القومي العربي، ومنع التدخلات في شؤون الدول العربية".من جانب آخر، أشار الوزير المصري إلى أن مباحثات آلية التنسيق الثلاثي تناولت "التطورات الخاصة بالقضية الفلسطينية والحفاظ على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، إضافة إلى تطورات سورية وليبيا وأهمية التوصل لحلول سياسية تتيح استعادة هذه الدول لاستقرارها والحفاظ على سيادتها". من جهته، عرض وزير الخارجية العراقية التحديات المرتبطة بالأمن المائي العراقي، حيث تتخوف بغداد من تحركات تركية وإيرانية تحجب عنها حقوقها في المياه. وصف حسين، الذي تسعى حكومته إلى إعادة التوازن لعلاقات بغداد الخارجية، الدور المصري بالأساسي في العلاقات الخارجية الإقليمية بالنسبة لبغداد.وسلم الوزير العراقي الرئيس عبدالفتاح السيسي رسالة من رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي.في السياق، قال مسؤول عراقي بارز بوزارة الخارجية في بغداد إن الوزارة تواصلت مع مكتب الأمين العام لجامعة الدول العربية، بشأن إضافة تصريح على لسان وزير الخارجية العراقي لم يُدل به، ضمن بيان صادر عن الجامعة أمس الأول.إلى ذلك، أعلن وزير النفط العراقي إحسان عبدالجبار، أنه جرى التوصل إلى تفاهم إيجابي بين الحكومة الاتحادية وإقليم كردستان بشأن إنتاج وتصدير النفط.وقال عبدالجبار إنه يقترح تأسيس شركة لإدارة عمليات المنبع وصادرات النفط في الإقليم شبه المستقل.وأضاف أن المحادثات بين الحكومة المركزية و"كردستان" بشأن مسائل النفط، وصلت إلى تفاهمات إيجابية.وأشار إلى أن "توجهات مفاوض حكومة إقليم كردستان، تتناغم مع توجهات الحكومة الاتحادية للتوصل إلى صيغة حلول دستورية للخلافات بشأن إنتاج وتصدير النفط الخام في الإقليم".وفي وقت تخطو وزارة الكاظمي باتجاه حل عقد الملفات المعلّقة مع الإقليم الكردي، اتفقت القيادات الأمنية والعسكرية في الحكومة الاتحادية، وكردستان على المباشرة بفتح مركزي التنسيق الأمني المشترك الرئيسيين في بغداد وأربيل.وذكر بيان لقيادة العمليات المشتركة العراقية أن القيادة استضافت الاجتماع الثالث لـ "لجنة التنسيق العسكري" لمناقشة القضايا ذات الاهتمام الأمني المشترك على طول الخط الفاصل بين القوات الاتحادية وحرس الإقاليم، بهدف الوقوف على طبيعة التهديدات الأمنية وملاحقة بقايا عصابات "داعش".وذكر البيان أن الجانبين اتفقا على "اتخاذ الإجراءات العسكرية والأمنية لمعالجة الثغرات من خلال تشكيل لجان أمنية وعسكرية ميدانية لتقييم التحديات الأمنية وإعداد خريطة طريق للتعامل معها".في سياق قريب، أعلنت وكالة الاستخبارات، أمس، القبض على أحد معاوني القيادي السابق في تنظيم "القاعدة"، أبو مصعب الزرقاوي خلال عملية استخباراتية في العاصمة بغداد.