نجحت "الجريدة" في تحريك ملف "المسارح الأهلية"، التي كانت على وشك الإفلاس لعدم صرف ميزانياتها السنوية، بسبب العائق القانوني، وهو عدم انعقاد جمعياتها العمومية في ظل الظروف الراهنة، وطرحت الملف على مائدة مدير إدارة المسرح الجديد بالمجلس فالح المطيري، والذي قال لها في تصريح خاص يوم 18 الشهر الماضي، تفاعلا مع ما نشرته "الجريدة" على لسان المخرج أحمد الشطي، ان هذه المشكلة في طريقها للحل، وقد استدعاه الأمين العام، وطلب سرعة البحث عن حل قانوني للمسارح الأهلية، لصرف الميزانية.وقال المطيري إن المجلس لا يستطيع صرف ميزانيات المسارح الأهلية، لعدم عقد جمعياتها العمومية، بناء على تعليمات مجلس الوزراء ووزارة الصحة، لذا أول خطوة هي مخاطبة الجهات الصحية لأخذ الموافقة المبدئية لعقد الجمعيات العمومية للمسارح، مع الأخذ بالإجراءات الاحترازية والاشتراطات، خصوصا أن هذا العام لابد من إجراء انتخابات إلا إذا صارت بالتزكية، ومشكلة المسارح الأهلية في طريقها للحل بناء على تعليمات الأمين العام للمجلس.
المجلس يخاطب
وخاطب المجلس المسارح الأهلية في كتاب وصل لـ"الجريدة" نسخة منه جاء فيه: نظرا لانتهاء السنة المالية 2019-2020، وتمهيدا لصرف الإعانة السنوية المخصصة لفرقتكم نأمل التكرم بدعوة أعضاء الفرقة لعقد الجمعية العمومية مع مراعاة الإجراءات التي ينص عليها النظام الأساسي للفرقة، على أن يكون آخر موعد للانعقاد 30 نوفمبر 2020، وبناء على تعليمات مجلس الوزراء بضرورة مراعاة الظروف الصحية بالبلاد، والتأكيد على تحقيق التباعد الاجتماعي، نود إحاطتكم بأن الجمعية العمومية ستعقد في مبنى إدارة المسرح داخل قاعة مسرح الشامية، لذا يرجى التأكيد على أعضاء الفرقة لحضور الجمعية في مسرح الشامية، مع ضرورة موافاة المجلس بالموعد الذي سيحدد من قبلكم للانعقاد، ليتسنى لنا إجراء الترتيبات الاحترازية اللازمة.وانتهى كتاب المجلس الموقع من الدكتور عيسى الأنصاري، الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة والفنون. الجدير بالذكر، أن الجمعيات العمومية كانت تعقد قبل جائحة كورونا في مقرات المسارح، لمناقشة التقريرين المالي والإداري، وجاء مسرح الشامية ليكون حلا بديلا لعقد جميع الجمعيات العمومية للمسارح الأهلية فيه، لضمان الاشتراطات الصحية تحت إشراف لجان المجلس الوطني.ظروف استثنائية
الى ذلك، قال رئيس مجلس إدارة فرقة المسرح العربي المخرج أحمد الشطي لـ«الجريدة» "بداية نتوجه بالشكر إلى المسؤولين في المجلس الوطني على استجابتهم ومخاطبتهم السلطات الصحية للبت في هذا الموضوع، وفي نفس الوقت نقدر الظروف الصعبة التي تمر فيها البلاد بسبب هذا الوباء، وهي ظروف عالمية استثنائية فرضت على كل الدول، ولا حيلة لأحد فيها، حفاظا على سلامة المواطنين والمقيمين في هذه الدول، فالكويت حالها حال دول العالم". وأردف الشطي: "الحمد لله أن المجلس نجح في الوصول إلى حل لهذه الأزمة، لأن صرف الميزانيات السنوية للمسارح الأهلية مرتبط بعقد جمعياتها العمومية، ونحن نقدر لهم حرصهم على تطبيق اللوائح، ونلتمس لهم العذر على الفترة الماضية التي كانت خارجة عن إرادتهم، وهي الفترة التي عانينا فيها بشدة، لأن الميزانيات أصلا محدودة، وكانت هناك مشكلة في مواجهة المصاريف الإدارية والوفاء بها، فإذا لم تصرف الميزانية السنوية فإننا نقع في حرج شديد".ولفت الشطي إلى أن "الوطني للثقافة" مثلما سعى للوصول إلى حلول للأزمة وخاطب السلطات الصحية لعقدها، نتمنى بعد انعقادها بذل مزيد من الجهد لسرعة صرف هذه الميزانيات بعد استكمال الشكل القانوني الذي يتيح الصرف دون معوقات قانونية، لأن الميزانية الجديدة لا تصرف إلا بعد مراجعة الميزانية السابقة.وبسؤاله، هل لأن الجمعية العمومية هذا العام مصحوبة بالانتخابات؟ رد الشطي موضحا أنه ليست هناك علاقة بين الانتخابات وصرف الميزانيات، لأن هذا الدعم يصرف سنويا بغض النظر عن وجود انتخابات أم لا.السلطات الصحية
وتوجه بالشكر إلى السلطات الصحية والمتصدين لهذه الجائحة، خصوصا من هم في الصفوف الأولى على ما يبذلونه من جهد، حفاظا على صحة وسلامة المواطنين والمقيمين، مضيفا "نأمل أن تنتهي قريبا، لأنها أضرت بقطاعات كبيرة، كالثقافة والفنون، وأثرت عليها بشكل كبير، خصوصا أن السينما والمسرح يعتمدان على التجمعات البشرية، وهو ما ترفضه السلطات الصحية".واختتم الشطي أنه يتأمل خيرا في عهد صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد، مطالبا الحكومة الجديدة ومجلس الأمة المقبل بأن يكون الشأن الثقافي والفني على قائمة أولوياتهم، وزيادة دعمهما ورعايتهما، لأن الثقافة والفنون يحملان هوية الكويت، موجها شكره إلى "الجريدة" التي تبنت قضية المسارح الأهلية، وتفاعل معها المجلس الوطني حتى تم حلها.