تفاعلاً مع النقاشات والحوارات، التي شغلت بعض وسائل التواصل الاجتماعي أخيراً، التي جاءت بعد قرار الأمانة العامة للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب إزالة إحدى الجداريات من أحد جوانب مبناها الرئيسي، قال الأمين العام للمجلس كامل العبدالجليل، إن هذا القرار جاء لأسباب عديدة لا علاقة لها بما ذهب إليه البعض من أن المجلس يقف ضد تشجيع الفنون وتحديداً المستحدثة منها والتي انتهجتها مدارس فنية تعكس واقع بعض المجتمعات وقضاياها المتجددة أو ما ذهب إليه البعض من أن ما حدث كان ضد تشجيع المبادرات الشبابية.

ووصف العبدالجليل تلك النقاشات والحوارات، بما فيها تلك التي حادت عن الهدف السامي للفنون بأنها "حميدة وجيدة" وخدمت الاهتمام العام بضرورة تجميل الساحات والمباني في الكويت والتي خطت بفضل جهود مؤسسات الدولة والجهات الأهلية والتجارية الخاصة والفردية خطوات مشهودة يقف أمامها المجلس موقف الداعم والمشجع، لكن هناك عدداً من المعلومات والملاحظات التي رأت الأمانة العامة للمجلس توضيحها وبيانها لغرض التشارك في ذلك النقاش والحوار المجتمعي.

Ad

رؤية الأمانة

وعن ذلك، أكد العبدالجليل أن جميع المباني الخاصة بالمجلس سواء الإدارية منها كالمبنى الرئيسي الذي جري حوله النقاش أو المباني التاريخية التابعة له تخضع قانوناً لمضامين مرسوم إنشائه، وهو صاحب الكلمة الأولى في المحافظة عليها وتطويرها وتقرير طبيعة استخداماتها ولا تنازعه أي جهة على ذلك.

وذكر أن الأمانة العامة قررت منذ ما قبل جائحة كورونا إجراء العديد من التحديثات والتطويرات على العديد المباني التابعة لها بما تراه مطابقاً للقرار المهني والقانوني السديد، وينسحب ذلك على المبنى الذي نُفذت عليها الجدارية المُزالة، إذ تم تنظيف المبنى وترميمه وإعادة صبغه بالشكل اللائق برسالته الثقافية السامية.

أما بشأن الجدارية موضوع النقاش، التي مضى عليها 4 سنوات تقريباً فقد تمت إزالتها طبقاً لرؤية الأمانة العامة بضرورة إعادة استغلال المساحة - وأي مساحات أخرى يراها المجلس في مبانيه – بفنون كويتية أصيلة تعبر عن تراث البلد وشعبه وأصالته وبما ينسجم مع تاريخنا البحري والصحراوي ويتواءم مع أهداف المجلس ورسالته في إحياء الماضي الأصيل الذي ورثناه عبر الأجيال مستعيناً بذلك برواد الفن التشكيلي الكويتي من ذوي الإنتاج الإبداعي المتميز في تجسيد صورة الماضي في عيون الحاضر، والمعروفين بقيمتهم الفنية والحضارية محلياً وعربياً وحتى عالمياً، وهذا حق للمجلس وواجب مطلوب، فهو يسعى دوماً إلى التعاقد مع فنانين لتنفيذ أعمال فنية تستمر فترة من الزمن ليحل محلها أعمال وتجارب لفنانين آخرين تبعاً لسياسة التجديد والتطوير التي تتبعها الأمانة العامة.

وقال العبدالجليل، إن القطاعات المعنية في المجلس تقوم منذ أشهر مضت باستجلاب العديد من العروض الفنية لتنفيذ جداريات لذات المبنى تعكس التطور الجديد الذي طرأ على نطاق إشراف المجلس على قطاعات جديدة كالمكتبات العامة ومجلة العربي، وهو الأمر الذي يتطلب تجديد رؤيته وتعديلها تبعاً لهذه التطورات الإشرافية ليعكسها في الرسالة الفنية والإعلامية والتجميلية لمبانيه.

وأكد ثبات الأمانة العامة وجميع العاملين بها على مبدأ تشجيع المبادرات الشبابية ودعمها مادياً ومعنوياً منذ إنشاء المجلس وحتى يومنا هذا، وسيستمر على هذا النهج لقناعته التي ضمَّنها سياساته واستراتيجيته وأنشطته ومهرجاناته الجماهيرية السنوية التي تستند على مد جسور الاتصال والتعاون مع المجتمع المدني وبالمثل مع الأفراد الموهوبين، وتثبت الأرقام والإحصاءات حجم هذا التعاون والتفاعل في تنفيذ مئات المعارض الجماعية والفردية في كل أنواع الفن التشكيلي التقليدي والحداثي كالكاريكاتير وغيره ولاسيما فن الجداريات، لتشجيع المبادرين من أبنائنا وإخواننا الفنانين والمثقفين الذين تعاقدت معهم الأمانة العامة لتنفيذ البرامج الإبداعية في كل عام بما في ذلك الفنون المستحدثة والجديدة ضمن تاريخ الفنون التقليدية».