أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أمس، أن بلاده لم ترسل مقاتلين سوريين إلى أذربيجان للمساعدة في القتال الدائر مع الأرمن في إقليم ناغورني كاراباخ، مثلما أفادت بعض التقارير، إلا أنه شدد على تأييد بلاده الكامل لحليفتها باكو.وفي كلمة أمام نواب «حزب العدالة والتنمية» الحاكم في البرلمان في أنقرة، قال إردوغان: «البعض يقول لنا أرسلتم مقاتلين سوريين إلى هناك. ليس لدينا مثل هذه النية، المقاتلون السوريون لا يذهبون إلى أذربيجان لأن لديهم الكثير للقيام به في بلدهم».
وأكدت دول عدة ومراقبون في الاسابيع الماضية أن مرتزقة سوريين يشاركون في القتال الدائر بين أرمينيا وأذربيجان.كما أكد كل من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن «جهاديين» من سورية نشروا في كاراباخ، وكذلك «المرصد السوري لحقوق الانسان»، الذي تحدث عن أن عشرات المرتزقة السوريين الموالين لتركيا قتلوا في هذه المنطقة منذ الشهر الماضي.واتهم الرئيس التركي «مجموعة مينسك» التابع لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، «بالمماطلة في حل الأزمة بناغورني كاراباخ»، وتابع متسائلاً: «لماذا لا يتم الحديث عن الدعم الذي تقدمه مجموعة مينسك لأرمينيا»، مطالباً إياها «بإعادة أراضي أذربيجان المحتلة».
لافروف
وفي موسكو، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن الجانب الروسي لا يتفق مع موقف أنقرة بشأن إمكانية الحل العسكري للنزاع في كاراباخ، مشدداً على أن مواقف تركيا وإجراءاتها يجب أن تكون شفافة.وفي حوار مع وسائل إعلام روسية كبرى عدة، قال لافروف: «نحن لا نتفق أيضاً مع الموقف الذي عبّر عنه رئيس أذربيجان إلهام علييف مرات عدة، ولا يمكننا مشاركة التصريحات التي تفيد بوجود حل عسكري». وأضاف: «لم نصنّف تركيا حليفا استراتيجيا لنا، بل هي شريك وثيق جدا»، لافتا إلى مساعي الطرفين الرامية إلى تسوية النزاعين في سورية وليبيا وتقديم مصالحهما هناك.وأشار الى أن المقترحات الدولية التي تتمحور حول «تحرير تدريجي للمناطق حول كاراباخ، مع مراعاة الضمانات الأمنية لكاراباخ» لا تزال على الطاولة.وأعرب عن تأييده لفكرة نشر مراقبين عسكريين روس في كاراباخ، لكنه اشترط موافقة طرفي النزاع. وإذ دعا الى احترام الهدنة الانسانية التي توصلت اليها بلاده، حث لافروف على عقد اجتماعات عسكرية أرمنية ـ أذربيجانية لوضع آليات للتأكد من سريان الهدنة.شويغو
من ناحيته، أجرى وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، أمس، محادثات هاتفية مع وزيري دفاع أرمينيا وأذربيجان ودعاهما إلى الوفاء بالتزاماتهما بشكل كامل وفقا للاتفاقات التي تم التوصل إليها في موسكو في 10 أكتوبر.باشينيان
وفي يريفان، أعلن رئيس الوزراء الأرمني نيكول باشينيان في كلمة إلى شعبه، أمس، رفض حكومته حل قضية كاراباخ على صيغة «الأرض مقابل السلام» وتقديم أي تنازلات ترابية، ما لم يتم تحديد وضع «جمهورية كاراباخ» المعلنة ذاتيا والمدعومة من يريفان، وضمان حق السكان الأرمن بالمنطقة المتنازع عليها في تقرير مصيرهم، وحذّر من أن ذلك يشبه معاهدة ميونيخ المبرمة عام 1938 بين ألمانيا النازية وإيطاليا وفرنسا وبريطانيا، والتي شرعت الاحتلال النازي لأجزاء من تشيكوسلوفاكيا، متهماً أذربيجان «بالتهرب من التفاوض الجاد».إلى ذلك، نقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء عن رئيس أذربيجان إلهام علييف قوله أمس، إن بلاده مستمرة في عملية عسكرية لتحرير أراضٍ في كاراباخ. وهدد علييف بقطع العلاقات الدبلوماسية مع أي دولة تعترف باستقلال جمهورية ارتساخ المعلنة من طرف واحد.الوضع الميداني
ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الاذربيجانية، أمس، أنها قصفت موقعين لإطلاق صواريخ في أرمينيا استخدما لاستهداف مناطق مدنية.وأكدت وزارة الدفاع الأرمنية القصف الأذربيجاني، لكنها نفت ان تكون قواتها قصفت اي اراض أذربيجانية.وفي باريس، أكد وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان أن الحياد ضروري لفرنسا ومرتبط بوضعها كوسيط في اطار مجموعة مينسك.جاء ذلك، رداً على دعوة أكثر من 170 من رؤساء البلديات ونائبا وعضوا في مجلس الشيوخ الفرنسي الحكومة الفرنسية إلى الخروج من موقفها الحيادي في مواجهة «العدوان الأذربيجاني على الأرمن» في كاراباخ.